قال عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إن مهرجان الجنادرية لم يعد حدثا مقتصرا على المملكة العربية السعودية وحدها، بل أصبح يكتسب أبعادا خليجية وعربية ودولية، بتواصله واستمراره عاما بعد عام.
ووصل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عصر أمس (الأربعاء) تلبية لدعوة تلقاها جلالته من عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك للمشاركة في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني السعودي سنويا في منطقة الجنادرية لإحياء التراث العربي السعودي.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالته في مطار الملك خالد الدولي أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعدد من المسئولين وسفيرا البلدين. وبعد استراحة قصيرة في المطار توجه موكب جلالته إلى الجنادرية.
وبهذه المناسبة، أدلى جلالته بتصريح أعرب فيه عن سعادته «لحضور مهرجان الجنادرية بدعوة أخوية من ملك المملكة العربية السعودية، جريا على عادة خادم الحرمين الشريفين السنوية في جمع الأشقاء ولمِّ شملهم بمناسبة هذه الفعالية المباركة التي شهدت من التطورات الفكرية والفنية ما جعلها في مستوى عالمي إنساني رفيع، حيث لم يعد مهرجان الجنادرية حدثا مقتصرا على المملكة العربية السعودية وحدها، بل أصبح يكتسب أبعادا خليجية وعربية ودولية، بتواصله واستمراره عاما بعد عام برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، واهتمام كبار العلماء والمثقفين والفنانين السعوديين، والتفاف الشعب السعودي حول هذا المهرجان النابع من تراثه وأرضه وتاريخه المجيد وثقافته الإسلامية السمحة وجميع القيم التي جاهد من أجلها قادته وملوكه الأجلاء منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، إلى هذا العهد الذي تنعم به المملكة العربية السعودية بقيادة أخينا العزيز الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعم إخوته».
وأضاف جلالة الملك أن «ما قاله خادم الحرمين الشريفين سيبقى نبراسا لمن يريد أن يفهم طبيعة المملكة الشقيقة وقادتها وشعبها الكريم، حيث سجل هذه الكلمات الخالدة على مسمع العالم كله: قيم الصحراء قيم إنسانية، يتجلى فيها الصفاء، والنخوة والشجاعة والشهامة... والروح الشاعرة... والقرب من الله».
ونوه إلى أنه «ليس من المبالغة القول إن فعاليات مهرجان الجنادرية، عبر تاريخه الحافل، قد سجل وجسد هذه القيم النبيلة المحركة لأفئدة العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء».
وقال العاهل الملك حمد: «لقد كنا في البحرين، ومنذ البدء، على اهتمام وثيق ومتابعة دقيقة لتطوير الجنادرية وما طرحته من اهتمام بالحوار ومعالجة قضايا الوطن والعالم بنهج الاعتدال والتسامح والانفتاح على كل جديد مفيد. وإذ نلتقي اليوم، وفي هذه الساعات المباركة فإنما نلتقي مع الأشقاء والإخوة حول هذه القيم السامية التي نسعى جميعا، يدا بيد، من أجل تعزيزها لصالح شعوبنا الشقيقة وأمتنا العربية والإسلامية والمجتمع الإنساني الذي تمثل حضارتنا المتنورة والشامخة جزءا لا يتجزأ من تراثه الجامع، معربين بهذه المناسبة عن تقديرنا البالغ للمنجزات الكبيرة التي حققتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبمساعيه الكريمة لتوحيد الصف العربي، وبشجاعة التوجه نحو السلام العادل والشامل من خلال المبادرة العربية التي أجمع عليها القادة العرب، خروجا بشعوبنا العربية الشقيقة وشعوب المنطقة جمعاء، من دوامة الصراع العقيم الذي أضر بالمنطقة وتجاوزه المجتمع الدولي كله».
إلى ذلك، تابع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عصر أمس وخادم الحرمين الشريفين سباق الهجن العربية الأصيلة والذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية. وتبادل العاهل مع مضيفه الأحاديث الودية عن تميز العلاقات الثنائية بين البلدين وما تشهده من تطور ونماء في العديد من المجالات.
وفي نهاية السباق، توج جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين الفائزين في السباق وقدموا لهم الجوائز. كما حضر عاهل البلاد مأدبة العشاء أقامها الملك عبدالله وحضرها الأمراء وكبار المسئولين السعوديين وضيوف المملكة والمشاركون في المهرجان.