العودة   الشعر والادب والتراث العربي > الشعر > أدباء وشعراء ومطبوعات

اعلانات

أدباء وشعراء ومطبوعات الأدباء وكتبهم والمجلات الشعرية والأدبية وسير كبار الأدباء والشعراء

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-2010, 08:46 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية نسرين


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2505
المشاركات: 1,760 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
نسرين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : أدباء وشعراء ومطبوعات
سنية صالح




في سبعينيات القرن الماضي تواترت بواكير من تَلَوْنَ الشاعرات الرائدات في سوريا، وولدن بعد الحرب العالمية الثانية والاستقلال، ومنهنَّ مني غزال (تمرد الشوق ــ 1974) وسميرة بريك (أحزان شجرة الليمون ــ 1979). أما مرام مصري فقد جاءت باكورتها في الديوان المشترك مع منذر مصري ومحمد سيدة (أنذرتكَ بحمامة بيضاء ــ 1984)، وجاء الديوان الأول لمرح البقاعي (الهروب إليه) عام 1987، وتأخر الديوان الأول لفادية غيبور (للمرأة لغة أخري) حتي عام 1993. وإذا كان علينا ألاّ ننسي هنا دعد حداد وعائشة أرناؤوط، فالأهم هو أن الحضور الشعري للمرأة قد تضاعف في تسعينيات القرن الماضي، وبالضبط في قصيدة النثر. وها هنا ــ كما في أمر قصيدة النثر بعامة ــ تأتي ريادة سنية صالح (1935 ــ 1985)، والتي تركت ثلاثة مجموعات هي: (الزمان الضيق ــ 1964) و(حبر الإعدام ــ 1976) و(قصائد ــ 1980).

ولعل من المهم أن تعجل الإشارة إلي أن سنية صالح كانت زوجة الشاعر محمد الماغوط، بما ينطوي عليه ذلك من صعوبة وتعقيد أن يكون لشعرها ما يفرده عن شعر الماغوط، ولست أعني المؤسسة الزوجية فقط، بل أيضاً وأولاً: الظل العتيد للماغوط على قصيدة النثر حتي الآن، والذي يتقاطع مع ظل توفيق صايغ وأنسي الحاج وأدونيس وشوقي أبي شقرا ويوسف الخال ومجلة شعر.

من فرادة الظل العتيد للماغوط، ومن الظل العتيد لرواد قصيدة النثر أولاء، خرج صوت سنية صلاح مكابداً ليكون هو، بما يعنيه ذلك أيضاً أو أولاً أن تكون هي:الأنثى. وإذا كان هذا الخروج قد ابتدأ متلجلجاً في (الزمان الضيق)، فقد ازداد استواءً واستقلالاً في المجموعتين التاليتين. ولعل ذلك يفسّر ــ مع جهلي الأسباب الشخصية إن وجدت ــ فصل اثنتي عشرة سنة بين المجموعة الأولي والثانية. وإذا صحّ هذا النظر لتجربة سنية صالح ــ والتي بترها الموت إبّان نضجها، كما هي السنّة الغالبة ــ فإن القول بالرومانيتيكة الواضحة في شعر سنية صالح (جمال باروت في كتابه:الشعر يكتب اسمه ــ 1981) ينحد بمجموعتها الأولى، ويغدو تعميماً لملح بارزٍ في قصيدة النثر في ستينيات القرن الماضي، لا يخاطب مجموعتي سنية صالح الأخيرتين، إلا بقدر ما يخصّها هي.

لقد شغّلت سنية صالح الحوار في قصائدها الأخيرة (شام أطلقي سراح الليل ــ العاصفة تأخذ من القلب ــ رماد الحضارات ــ هياج النار مع كارما..) ووالتْ الشاعرة تشغيل الأسطورة في القصيدة، كالعهد بقصيدة النثر وبالشعر الحديث بعامة ــ مثل دوشار أودوسارس: إله الشمس عند الأنباط، ومثل كارما: القدر في الديانات الهندية ــ ولكن سنية صالح، في هذا وفي سواه، تخففت من التعالي والتعقيد، ومضت إلي لغة أكبر عراء، وأقرب إلي لغة من تلاها في سبعينيات القرن الماضي في قصيدة النثر، لكأنها كانت جسراً بين جيلين، اشتهر اللاحق منهما بالشفوي واليومي في قصيدة النثر.

وفي مآل تجربة سنية صالح تسطع علامات الطفولة والأمومة والجسد وأنسنة الطبيعة، في عالم (سريع ــ هشيم ــ يهذي ــ مضاء بنار الكلاب) وفي وطن ربما يكفي من صورته قولها:

(أيها الوطن الصدئ، أنا قمرك الهش
فاهرب كالورق الميت
أيها الوطن المتآكل
أنا الجسور التي بنيت من عظام أطفالك).

فالشاعرة الأم تكتب لطفلتها شام :

(أيتها اللؤلؤة نمتِ في جوفي عصوراً
استمعتِ إلي ضجيج الأحشاء
وهدير الدماء
حجبتُكِ طويلاً..
طويلاً، ريثما ينهي التاريخ حزنه
فيخرج واحدنا من جوف الآخر).

ولأن القتامة مطبقة، توصي طفلتها:

(ها هو حصانك الثلجي
يطير مجنوناً بنار المستقبل
لقد أفرغتُ في جوفكِ حمم الأيام
لكن حذار
كي لا يحتال عليك ذئب الأسطورة
نامي في العراء
حيث نار الحقيقة تضطرم).

ولئن كانت الطبيعة تكثف حضورها في شعر سنية صالح:شتاءً وخريفاً وبحراً وريحاً وليلاً، فها هي الطفولة والطبيعة معاً في قصيدة (الجبل الحزين) ترسمان وحش المملكة البليد الهائل الذي يهز ذيله الصغير متوجعاً من لسع المطر والريح، وليس هذا الوحش سوي الجبل الذي مشي إذ تدفأ، فلجمه الأطفال:

(لكن صبياً شقياً صاح: أغلقوا عينيه/
لقد أسكره العالم)

فأنشدوا له، فعاد:

(و عندما سجد لينام
أنّ أنيناً قوياً كعواء الذئاب الضارية
قرر الصغار أن يتركوه وشأنه
فعادت الريح تلسع ظهره والمطر يخزه
وعاد يهز ذيله الصغير
ويبكي الحلم الذي أفلت منه).

أما الجسد فمن مجالي حضوره العام أن يصير الشتاء أو الريح ثورة الأرواح التي لم تحظ بجسد

(وتلك التظاهرة العريضة في العاصمة
لمنحها حق تذوق الآلام
الجسد وحده يمنحها تلك اللذة
في الجسد تضع الروح بيوضها).

ومن مجالي الحضور الجسدي العام ــ الخاص نقرأ:

(وفي جسدي مدن أجهل الدخول إليها
وأجهل الخروج منها
يستوطنها أقوام سريون
يجتازون مجاري العصارات والأحماض إلي الخيام
السرية
حيث يقررون شكل المستقبل).

وكما تتأسس القتامة التي تلفح بالشاعرة في الخيبات العامة ــ متوّجةً بالحرب اللبنانية ــ تتأسس ها هنا: في الجسد والروح. وقد يضيء هذا أن تقول: (الخاسرة الأبدية) و(المواطنة الهيولي) في قصيدة (الأرق):

(أنا وردة الطين المنتهية
أنا الذاكرة التي تلسع وتختفي)،

وأن تقول في قصيدة (الوحش في الروح):

(أنا شجرة الدهشة وهذا خريفي".

أما غاية ذلك فلعلها في قول سنية صالح:

(يا أحواض القار يا قلبي
القلب المتساقط تحت عصا الطغيان
ضاع صوتي في صحراء الحرية
أنا الهباء
ولكنني ملكة الأسماك والأزقة
أنا الهباء
ولكن قلبي ملتقي الطرق الخرافية
أنا الهباء
ولكنني الأسلاك التي تأوي إليها الطيور المذعورة).

ويتأكد ذلك من قول الشاعرة:

(أمن الخوف في الحروب ودموع امرأة
مهجورة، يتكون ذلك النهر العظيم الذي
يقال له: الحياة؟
عندما يثقل الهم قلبي وأسير في طرقات
الوطن
أشعر كأني أعبره من المجاري
فزمني يتناسل هناك).

وها هنا، قد يكون من التعمّل أن يقال ببصيرة الشاعرة من يومها إلي حديث الإرهاب الدولي الصاخب بأمركته في يومنا وغدنا، ولكن ما الذي يمكن قوله إذ نقرأ في قصيدة (أسيرة الليل):

(أفتح أعماقي للحرية، فيدخلها الإرهاب رافضاً رماحه
المعادية
يدخل الرئة والشرايين غازياً
يقرر حركة الحياة فارضاً شروطه، مسلطاً رقابته، قاذفاً
خلايا العمر بالمعونات الفاسدة
ويأخذ القلب ما يكفي له من الخبز والطحين
والعدل، دون أن يجرؤ علي المناقشة، فالرقباء كثر
والثعالب شرسة
الدم يتشرد أمام عتمات الإعلانات
ملطخاً بالذل وأحلام واهية تطارد أثر الأمل)؟

وما الذي يمكن قوله أيضاً إذ نقرأ في قصيدة (الوحش في الروح):

(وطني كسيرٌ خلف كمامات الإرهاب
عكر كنهر تخوضه الجياد
وطني يعوزه الماء والجنون، تعوزه الضغينة
كي يصير ذئباً ضارياً علي الانكسارات)؟

إزاء ذلك أخذت الحماسة الشاعرة بعيداً في قصائد متواضعة وأومض الحب في تجربة شعرية تخففت من فخامة اللغة، ومن تعقيد الصورة، ومن بناء علاقات جديدة وبسيطة من العناصر ــ كرسم قصيدة (العاصفة تأخذ القلب) للشمس الكئيبة في دورانها اللامجدي، والتي يتفكك جسدها الأرجواني، فتتساقط أقراص لا نهائية من صلبها الملتهب، تتبعها طيور سوداء تعبر كالعاصفة ــ غير أن النهاية أسرعت، ليظل السؤال يدوم في قصيدة (رواد الحضارات) وفي القراءة، فمن يجيب سنية صالح اللائبة: (هل أنت الأنثى المنحسرة، الغارقة في طمي/ الحضارات، في ظلام ملفاتها؟).

..........................
وهذه بعض القصائد للشاعرة :
الزمن الآتي من قلبك
بعد أن لَسَعَني الزمن
لَسَعَتني الريح.
لَسَعَت قلبي الممزق من الحب
الحب الذي يمنحني عرشاً في الظل
ظلك.
وفي الزمن الحار،
الزمن الآتي من قلبك،
كل شيء يحلو..
التشرُّدُ والنومُ على أسِرّةٍ مهترئة
ملتفّينِ كأغصان الشجر
عاريينِ ووحيدينِ
ولا أمل لنا بالنجاة
والقمر شاهدي ومُحرّضي
***
ما أغرب أن يناديني رجل خفي
يهمس من بعيد فيدوي صوته في أعماقي!
***
أمِنَ الخوفش في الحروب
ودموع امراة مهجورة،
يتكون ذلك النهر العظيم
الذي يقال له الحياة؟
***
عندما يُثقل الهَمُّ قلبي
وأسير في طرقات الوطن
أشعر كأنني أعبره من المجاري.
إتجهت صوب الريح التي تشبه المنجل
وتضرعت إليها ألا تقطع أوصالي
ريثما أنقضُّ على الحياة من شاهق
وأظل أغوص فيها
حتى أعود إلى رحمها.
ولكن الريح سخرت مني
أخذت تخطفني شِلواً تلو الآخر،
ثم جاءت ريح أخرى
أخذتني بلا عناء.
لم تكن تحمل إلا ثوباً عتيقاً
له وجه
وأطراف.
وفوق قمم الثلج
رفعت الريح راية الملك الغائب.


.............
مخصصات النسر الميت

.. وحين يُزَجُّون في الأقبية
تظلم أرواحهم
فتنتشر عصور صفراء؛
دمها الحائل يشبه دم الحشرات،
والثورة في الخارج تَثِبُ
وتَثِبُ،
تحاول أن تسترد كائناتها
.. بينما يبحث أصحاب البِزّاتِ الرسمية
عن امرأة
كي ينالوها خفيةً في مستودعاتهم
أو يدفنوها في قبورهم
لتدفئهم في ليالي الموت الباردة.
***
لولا تلك الكتلة المُتَرهّلة من السنين،
الرابضة على كتفيه،
الكتلة التي تُعيقُهُ عن اللحاق بأحلامه البعيدة
والمتوهّجة،
ثم لك الجُثَث
التي تغفو وتستيقظ
فوق خرائط الوطن،
تُحيلُ العمر إلى سنين قائظة
وكاوية
كالجمر؛
لصار الهدير
والصحراء تسعى وراءه بنابين من السم
أنقذوه فتولد الثورة.
***
.. إرتفعت العاصفة الرصينة
بما فيها من طغاة وأقبية وجلادين،
وطارت
يحملها جَناحاها العظيمان
ويتدلّى بردى من منقارها الصلب.
لقد جاء فصل التقلبات،
فصل الأزهار المتوحشة،
وأطلق الطاغية كلاب جوعه وغضبه،
أطلق حبل أحشائه في جوف الأرض
فصارت سراديبَ لا حَصرَ لها.
هيّا... اسكنوها أيها الثوار،
أيها المشرّدون،
لقد ترهلت الثورة،
وتَراكَمَ عليها شحم القصور،
وجرى في عروقها دمُ الطغاة.
وعندما تدفقت نقود الزمن
قذفوها جزافاً.
فاغتاظت النسور.
النسر القابع بلا حراك
على صغار النقود،
ينتظر الفرصة
كي يَفِرَّ إلى الأبد،
ويترك الثورة للنسر الفِضّيّ،
الثورة التي يجرجرها الطغاة
على الأرض،
يرصدون مخصّصاتِها للتجارات العليا
والتزييف،
والتقسيم الخاطئ
والمِنَحِ البلهاء....
.... خذ نقودك
واعبُر أيها الزمن.
ها هي امرأة الطاغية
تنحني
تحت عصا القلق والتوجُّس
لتسمع موسيقى الثّوار
من شقوق المخابئ والسجون
فتُذعر..
تسرع
وتشرب الزمن،
نبيذها الوحيد.
التاريخ ذاته مُلَوّث بدم الزهرة والسحابة،
بدم نَيسان المختبئ في أعمارنا.
لم يبق أمامه إلا الجسور المتداعية
والأنهار المتوحشة.
وعندما أبحرت الطفلة الشقراء،
ذات العينين الزرقاوين،
مع كلابها القطنية،
لتبحث عن قمر الثورة،
عن أعلامها الحقيقية
أسرتها مقدونية
الشهيرة برجالها الأشِدّاء،
بولائمها الحربية.


شام، أطلقي سراح الليل
خرجت تقود قطيعاً من اللعب
والأطفال العراة
إلى النوم،
"ماريا، أرى أطفالاً يتضوَّرون،
تريّثي.
ها هو خبز الله،
ولا تنسي:
سيخرج القمر ليباركهم".
فيا له من قمر يبدد ليل الولادة.
...
أيتها اللؤلؤة
نمتِ في جوفي عصوراً
استمعت إلى ضجيج الأحشاء
وهدير الدماء.
حجبتك طويلاً.. طويلاً
ريثما يُنهي المحاربون العظماء حروبهم،
والجلادون جَلدَ ضحاياهم..
ريثما يأتي عصر من نور
فيخرج واحدنا من جوف الآخر.
***
ها هُوَ حصانُكِ الثلجيُّ يطير
مجنوناً بنار المستقبل.
تلمع عيناه ببريق الدهشة
شيءٌ ما يغريه في المضي
شيءٌ ما يمنعه ويشد لجامه..
.. وعندما تحاصرك الرياح السوداء،
يحاصرك الأولياء الشرسون،
أَسرجي خيولك للفِرار..
نامي في العراء
حيث نار الحقيقة تضطرم
حيث تقلُّبات الزمن، بخطواتها الخرساء
تذهب وتجيء
كنمر يلتقط الأرض بأقدامه المخملية
***
.. في الجسد تضع الروح بُيُوضَها
فيخرج أطفال شُقرٌ، زُرقُ العيون
يلعبون مع البحر
يبنون له قصوراً من الرمال،
ويُغرونه بالدخول.
ولكنه أذكى من أن يُخدع.
***
لماذا تركُضين وكأنكِ تطيرينَ
تتبعُكِ جدائُلكِ وذيلُ ثوبكِ؟
مهلاً
إنه يقترب...
ذلك الملاك الذي تَسعَينَ جاهدةً لرؤيته
ولكن حذارِ من الفِرار معه
دعيني أرى..
رائع،
رائع،
كدمية من القطن.
ليس كأولئك الذين ينتظروننا في القبور،
يغتالوننا بِرُمحِهِم الإِلهيّ، ويَفِرُّون..
.. ماريا،
إن قلبك يضرب بقوة.
أَخفي صغارك في جوف الوسائد،
أو في ثَقْبٍ دافئٍ من بيوت الطين.
ماريا.
لا تنسَي أن توصدي الزرائب
كي لا تُذعَرَ صِغارُ الماشِية.
...
.. ما لكَ صامت أيها النهر
إرفع عقيرتك.. ليطرب صغاري.
.. ماريا.
منذ متى يحمل وجهُكِ كلَّ تلك الغُصونْ؟
منذ متى يجدُّ الخريف في أثرك؟
وتجدُّ الكلاب التي تعوي
والذئاب التي تنهش؟
.. ماريا الخجولة كان إسمها منذ سنين
مع الأيام صار شيئاً آخر.
ربما شام.
ماريا.
لماذا تُخَبّئين اسمكِ الحقيقي؟
إنّ فيه بحاراً وأقماراً
إنّ فيه أفلاكاً لا تعرف الهدوء.
ترفرفين بغدائرك الذهبية
بين قطيع من اللعب ذات الفراء،
وهي تهز ذيولها الجميلة
وتعوي عواء مسلياً.
من يستطيع أن يُلجِمَها؟
من يستطيع أن يُلجِمَ خيولك الزرقاء الشاردة بين الغيوم،
ويعيدها إلى زرائبها؟
إنها تبحث عن أبواب حقيقية
لتنطلق..
خارج العالم.
***
يا صغيرتي
عيناك زرقاوان كاللانهاية،
كالأبد.
أيها الطائر الذهبيُّ،
لمن تتركين ظلالك في المرايا،
المرايا الموزعة في قُبّة الليل؟
وتنظر ماريا إلى البعيد
حيث يلهو خيال طفلة.
***
عندما تنطلقين خارج ذراعيّ
أخشى أن يَفِرَّ بك الزمن
أو يَحني ظهرك الصغير
وأنت ترسمين خطوطه
وأن ترسمين خطوطه وتعرجاته
فترتفع سحابة الروح
ويعلق الجسد هناك
بين تلك القضبان الشرسة والمتشابكة.
ماريا
انهضي
إنها فرصتك كي تصرخي.









عرض البوم صور نسرين   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 08:47 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية نسرين


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2505
المشاركات: 1,760 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
نسرين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسرين المنتدى : أدباء وشعراء ومطبوعات

اغلفة فيس بوك

رامبو الألف وبودلير العشرون


كان الشعراء يفكرون في الثلوج
على قمم كلمنجارو
في الرياح على ضفاف البحيرات
يحلمون بالأميرات النائمات مع قيثارتهن
تحت أشجار الأضاليا
أيها الشعراء
يا سائسي أعمارنا
النار الأولى تمنح من جديد
لآليات العصر ومواقده،
الكشف البدائي
رامبو الألف وبودلير العشرون
جميعهم يجرون في دمائنا
ونهجم في اتجاهات العالم كلها
جموعا تنهش وتفترس
وتستعيد الجوع الخرافي .
*****
2
مساء الخير أيتها الحزينة
وحدك في الليل ومتعددة في النهار
تظهرين بشكلك الهندسي
يغطيك ِ رماد الوحدة
أرقبك من نافذة المنفى
كي لا نفقد مجاذيفنا في الظلام
أعود إلى عصورك الأولى:
قلبي، شعري وأحلامي
لا أجرؤ على عصيانها
*****
3
كان نشاط الحصادين في أوجه
في حركتهم اللائبة تحت شجر الخطيئة
والريح ترفعهم شيئا
فشيئا
يضمون رؤوسهم، يهمسون أو يصلون
يلوحون بأذرعهم في الفضاء
ثم يقذفونه للريح؟
يكررون الحركة الباطلة
والريح ترفعهم
كي يقبضوا لها على الغيوم
أو ليغيبوا فيها،
يا لذلك الحصاد !
بعيدا مضوا
أخذوا ظلالهم ومضوا
تركوا حصادهم ومضوا
ثمة انقسامات كثيرة بين صفوف الغيم
الغيمة الواحدة تتناثر
فيخرج فراخها
ناقلين خبز الخريف إلى موائد الشتاء
أيها الخريف الزاني
هيا ندفن الحصاد الذي أهمل
هيا نجذب الذاكرة المجهولة
لتنساب خيوط العالم تخيط الجزر المشردة
لتصير القارة الوهمية
أو الوطن الآخر.
*****
4
أيها المقنّعون بكل ما نحب
ونكره
لم لا تصغون إلى؟
لساني الثقيل سيذهلكم
إذا ما انطلق مرة واحدة
أيها الغامضون إذا مسستكم بسيفي
شطرت لسانكم إلى ألف
كل شطر يناقض الآخر.
أصغيت إلى الأعراب والخراسانيين
وبقيت أصغي
حتى تساقطت أذناي في حسابات الطرق
والمسافات
ولسعتني الهزيمة.
*****
5
لو أن الكارثة تنشطر
وينبت عليها الشجر والعشب الجميل
لو أن الملائكة تخرج من الحجار
والأحباء من شفرة الفأس
لو تجري أعظم الأنهار فوق راحتي
لو يرتوي هذا الظمأ
*****
6
امتطت الآلهة جياد البوتاسيوم
المطهمة
وعندما توقفت على حافة نافذتي
دهشتُ
فجأة انفرط جسدي إلى نمل صغير
وأخذ من الرهبة يقرض بعضه البعض
ولما انتهى من كل شيء
أكملت الآلهة تجوالها الملكي.
*****
7
خريف مبدع لكنه يدمر أنثاه
وعندما يستريح رأسه
يشرب من كأس أنوثتي
كأس من خريف المعدن
من غموض اللغة والشعر
كيف يشعل حروبه
وأنثاه تكنز ذلك المطر؟
*****
8
نحن والذئاب ننام
ومثلها نموت
يا لهذه الشراكة!
*****
9
كيف تجيء النهايات؟
كيف ينتهي الصباح؟
كيف تنتهي الموسيقى؟
كيف أصنع رأسا من تلك الصخرة التي
تعتلي منكبي؟
كيف أروي تلك المساحات الشاسعة من الرمال
وأنا لا أملك إلا قطرة دم واحدة
منحني إياها جمع غفير من الأجداد
وأخبروني أنها سري،
فانتابني نوع من الحيرة:
كيف أدخلها جسدي؟
لا لضيق المكان
وقلة الشرايين
بل لأنني لم أعتد على الوجود بعد .
---------------
من ديوان ( ذكَرُ الورد )









عرض البوم صور نسرين   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 08:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية نسرين


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2505
المشاركات: 1,760 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
نسرين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسرين المنتدى : أدباء وشعراء ومطبوعات

اغلفة فيس بوك

مليون امرأة هي أمك




أيتها الغابة التي أشعلها جسدي
اقتربي.
تجاوزي ما لا يمكن تجاوزه،
اهمسي حفيفك الدفين في فمي،
في أذني،
وفي مسامي جميعها،
ارفعي غطاء عصيانك،
وأَزهري
في القبة المثقبة لجسد متهاوٍ.
...
أليس الشتاء قاسياً؟
وكذلك الزمن والثلج؟
المطر والعواصف؟
لكن ما أجملها وهي تمضي!
...
لم أعرف للنسيان ساقين
مع ذلك يذهب ويجيء كحصان جموح
يانتظار أن تسقط الوردة البرونزية
من أعالي الغصون.
فإن وقعت على ظهره، طار بها
أو بين قوائمه، رفسها.
...
أيتها الغابة التي نورت في جسدي
لا تخافي
لقد خبأت روحي فيكِ
أو بين شقين قويين كالجيوش
(مع أن الجيوش لا تعرفنا ولا تبالي).
...
أغرقي رأسك فيّ
اخترقيني
ولنكن متجاورتين
متشابكتين كثنائية القلب.
إِلمسيني
كما يلمس الإله الطين
فأنتفضَ بشراً.
كيف الهرب يا حبيبتي
ونار قلبي تركض في الجهات كلها
في الكلام ، وفي الصمت؟
من أجل أن تولدي ملايين المرات
في العصور الأكثر غرابة.
يا غابتي الشقراء
شُدّي جزعك إلى جزعي
أدخلي عظامكِ في نفق عظامي
ثم اسحبي ما تبقّى من جسدك،
واعبري
.. حاذري أن تنسي أنك ذاهبة
لتصرخي
وترفضي
لا لتنحني..
.... هذه الظهيرة كالإسمنت
ورماح الصقيع تبتر الأطراف
أرواح لها طعم الخبز
يقضمها الهواء
مليون امرأة عارية يغتسلن تحت المطر
ثم يستسلمن للطوفان.
مليون امرأة هي أمك يا صغيرتي.
تفك خيط الأفق
ليصير الموت مؤقتاً كالنوم....
.... هكذا
عندما يقفل الزمن بابه على الجميع
أدخلُ قاطرة الموت برضى،
أمسك خيط الغياب وأجذبه،
فتأتي ذاتي الخيالية
ذاتي التي ولدت من رحم المرايا
بكلامها الغامض المريع.
لكن الأجساد الخائفة تُفرِزُ ما ينجِبُها.
وها هو باب السلام يفتح
بين الجنة والأرض.
الحياة وحدها تأخذنا
وتعيدنا.
لقد / بطل الموت....
.................................................. .................................................. .............

حدقتان من العشب

إستلم خطواتي
يا شارع السكون
وتَسَكّعْ معي
ناشراً حكاياتك الندية
على المنكبين
قبل أن تعربد الريح
على الرصيف المهجور،
على القمامات الليلية.
يا شارعاً مملوءاً بالبؤس والانتظار
ربما كنت ممراً صغيراً
إلى غابة الصباح
تتثاءب في الليل
وفي النهار
ومع الفجر تنشر أجفانك
كالأشرعة
فوق عينين من العُشب الندي.
.................................................. .......................................

إمرأة من الطباشير


...... إمرأة من الطباشير
تعانق عُشّاقاً من الرمال
دون أن تطلب فواتير الخسائر
ولا إيصالات بالآلام والأحزان.
تعبر العواصف
تدخل القاطرات المسرعة
تخوض جوف الرغبة
بصلابة المقهورين وجشع المحرومين
ولُهاثها ينطلق كالدخان
من الشرايين والأزقّة.
ومثل لصوصٍ مذعورين
تُفرغُ حمولتها من الأحلام والرغبات......
.................................................. .................................................. .......
هذه قصائد إضافية للرائعة الراحلة سنية صالح أتمنى أن تعجبكم ..









عرض البوم صور نسرين   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 11:16 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Feb 2010
العضوية: 2470
المشاركات: 615 [+]
بمعدل : 0.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
قمم نحو الهمم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نسرين المنتدى : أدباء وشعراء ومطبوعات

اغلفة فيس بوك

جزيت الجنان اختي









عرض البوم صور قمم نحو الهمم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأسرار , سامي , شاعرة , سنيــة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاعرة يونانية تفوز بجائزة أدبية رفيعة نسرين اخبار الساحه الشعريه 1 03-30-2010 11:34 PM
بوح الأسرار Med7at الخواطر والقصيدة الحرة 0 03-28-2010 01:18 AM
نازك الملائكة ...شاعرة من العراق نور أدباء وشعراء ومطبوعات 5 03-25-2010 10:20 PM
شاعرة الكويت موضي عبدالعزيز العبيدي نور أدباء وشعراء ومطبوعات 1 03-18-2010 02:19 PM
ازك الملائكة ...شاعرة من العراق Fares أدباء وشعراء ومطبوعات 7 03-14-2010 04:11 PM


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir