أروع قصص من نوادر وطرائف أشعب

أروع قصص من نوادر وطرائف أشعب

أشعب بن جبير، هو شخصية فكاهية عرف بالطمع وكان له طرائف كثيرة ما زالت تروى في القصص الشعبية. وقد ولد في عام 9 هـ الموافق 630م، وكان أبوه من مماليك عثمان بن عفان، ويقال له ابن أم حميدة ويكنى أبا العلاء وأبا القاسم.

تولت تربيته عائشة بنت عثمان ذات النطاقين فتأدب وقرأ القرآن وجوده وحفظ الحديث، وروى عن عكرمة وعن أبان بن عثمان بن عفان وغيرهما، ولكن ظرفه وهزله ودعابته صرفت الناس عن الأخذ بجدية روايته حتى قيل فيه: «ضاع الحديث بين أشعب وعكرمة»، والحكاية أن أشعب قال: «حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخلو المؤمن من خلتين». وسكت، فقيل له: ما هما؟ فقال: «الأولى نسيها عكرمة، والثانية نسيتها أنا».
كان أشعب طيب العشرة من الظرفاء، فقد روت له كتب الأدب نوادر تبين حرصه وجشعة وطمعه، وقد اختلط الصحيح بغير الصحيح حتى لا يكاد الباحث يعثر على هذه الشخصية التي أضحكت الناس بنوادرها، غير أن شهرة أشعب لم تقف عند عصر معين أو مكان معين وقد عرف بالذكاء.

كان أشعب حسن الدعابة سريع النكتة شديد الحرص ميالاً للتطفل، وقد كان لشدة طمعه مضرب المثل، وقد عمر أشعب حتى أيام خلافة المهدي، واتصل بكثير من الشخصيات المعروفة في زمنه، وكان يتنقل بين حواضر الحجاز والعراق، وقدم بغداد في أيام المنصور العباسي وعاد إلى المدينة وتوفي بها عام 154 هـ الموافق 771م. وفي هذا المقال سنذكر لكم بعض من نوادر وطرائف أشعب الطماع، أتمنى أن تنال أعجابكم.

نوادر وطرائف أشعب الطماع
في ما يلي أخترنا لكم مجموعة من النوادر والطرائف المضحك لأشعب الطماع:

أشعب وأمير المؤمنين
يحكى ان أشعب دخل على أبو جعفر المنصور في مجلسه القى أشعب التحية وجلس إلى جوار أبو جعفر، وكان أبو جعفر المنصور يأكل اللوز والفستق من طبق في يده فألقى أبو جعفر بواحدة من اللوز إلى أشعب.

وقال أشعب: يا أمير المؤمنين «ثاني أثنين اذ هما في الغار»، فألقى إليه أبو جعفر المنصور اثنتين من اللوز.
وقال أشعب: «فعززنا بثالث»، فألقى إليه بثلاث حبات من اللوز.
وقال أشعب: «فخذ أربعة من الطير فصر هن إليك»، فألقى إليه بأربع حبات من اللوز.
وقال أشعب: «ويقولون خمسة سادسهم كلبهم»، فألقى إليه فألقى إليه بخمس وست من اللوز.
وقال أشعب: «ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم»، فألقى إليه بسبع وثمان من اللوز.
وقال أشعب: «وكان في المدينة تسعة رهط»، فألقى إليه بتسع من اللوز.
وقال أشعب: «فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة»، فألقى إليه بعشر حبات من اللوز.
وقال أشعب: «إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين»، فألقى إليه أحد عشر من اللوز.

فقال أشعب: يا أمير المؤمنين اذا لم تعطيني الطبق كله، والله لأقول لك: «وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون»، فأعطاه الطبق كله.

أشعب وابنه والحمار
كان أشعب عائد إلى منزله ومعه أبنه وكان لديهم حمار يمتطيانه، وعندما كان يسيران في طريقهم مروا بجانب مجموعة من الناس، فلما رأوه قال أحدهم انظروا إلى هذا الرجل وابنه الذين يركبان الحمار يا لهما من عديمي الرحمة؛ وعندما سمع أشعب كلام الرجل نزل هو وولده من على ظهر الحمار.

وواصلا طريقهما سير على الاقدام خلف حمارهما، فمروا بجانب مجموعة من الناس فقال أحدهم انظروا إلى هذين الغبيين يمشيان خلف حمارهما وهم متعبين من الطريق ولا يركبان على الحمار، فلما سمع أشعب كلام الرجل ركب هو على الحمار وترك ولده يمشي.
فمروا بمجموعة أخرى من الناس على الطريق، فقال أحدهم انظروا إلى هذا الأب القاسي يركب هو على الحمار ويترك ابنه المسكين يمشي؛ فلما سمع أشعب كلام الرجل نزل من على الحمار واركب ابنه.

فمروا بمجموعة من الناس فقال أحدهم انظروا إلى ذلك الولد العاصي يمتطي هو الحمار وترك والده المسكين يمشي، فلما سمع الولد كلام الرجل نزل من على الحمار، فقال أشعب يا بني اننا لا نسلم من كلام الناس مهما فعلنا، فتعلم أشعب وابنه ان «رضا الناس غاية لا تُدرك»..

موت أشعب
كان أشعب يسكن في مدينة تعيش بها امرأة تصيب بالعين، في أحد الأيام مرض أشعب مرضاً شديد، فذهبت تلك المرأة لزيارته وكان أشعب على فراش الموت ويوصي ابتنه قائلاً لها: يا بنيتي اذا وافتني المنية اوصيك إلا تبكي علي وتقولين وااا أبتاه اندبك للصلاة والصيام والقرآن، فيكذبونك ويلعنونني.

ثم انتبه أشعب ونظر إلى جانبه فوجد تلك المرأة واقفة بالقرب منه، غطى وجهه وقال لها: استحلفك بالله إن كنت قد استحسنت بي شيئاً فاذكري الله وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت المرأة: وماذا استحسن فيك يل أشعب وانت على فراش الموت؟ فقال أشعب: من الممكن أن تستحسني عليه سهولة الموت، فيشتد عليه، ضحك الحاضرون وخرجت المرأة وهي غاضبة من عند أشعب ومات على الفور.

أشعب والتطفل
يحكي أن أشعب التطفلي مر على ناس يأكلون، فقال: السلام عليكم أيها اللئام!
فقالوا: لا والله بل كرام.
فقال أشعب: اللهم اجعلني كاذباً واجعلهم صادقين.
فجلس معهم وبدأ في الأكل وهو يقول: ماذا تأكلون؟!
فقالوا: سماً!
فقال أشعب: العيش بعدكم لا طعم له – هذا وهو لم يتوقف عن الأكل.
فقالوا: يا رجل أتعرف أحداً منا؟!
فقال أشعب: أعرف هذا، وأشار إلى الطعام.

حياء أشعب
ذهب أشعب في رحلة برفقة أحد التجار، فتوقفا في الطريق ليرتاحا، وقال التاجر لأشعب قم أطبخ لنا هذا الطعام.
وقال أشعب: لا أحسن ذلك. فقام التاجر يطبخ الطعام.
وقال التاجر: قم فتت الخبز.
وقال أشعب: والله أنا كسلان. فقام التاجر بتفتيت الخبز.
وقال التاجر: قم اغرف.
وقال أشعب: أخشى أن ينقلب عليه. فغرف التاجر.
وبعدما جهز الطعام قال التاجر لأشعب قم الآن وكل.
فنهض أشعب مسرعاً وقال للتاجر: والله قد استحيت من كثرة خلافي عليك، فقام إلى الطعام وأكل.
أشعب والجدي
حضر أشعب على مائدة أحد الأمراء، فقدم للأكل جديا مشوياً، فانهال عليه أشعب وجعل يسرع في الأكل بنهم وشراهة.
فقال له صاحب الدعوة: أراك تأكل الجدي بغيظ وحرد وكان أمه نطحتك!
فقال أشعب: وأنا أراك تشفق عليه، وكان أمه أرضعتك.

السابق
من أروع قصائد إيليا أبو ماضي –كلوا واشربوا أيها الأغنياء
التالي
قصة إسلام الجاسوس البريطاني بعد تآمره على الحجر الأسود

اترك تعليقاً