ابنتي الرضيعة تعاتبني

ابنتي الرضيعة تعاتبني

 

 

يخبرني أحد أصدقائي يقول: كنت مفرطاً بل ومضيع لأغلب الفروض وأدخن
وقد تزوجت ورزقني الله بأول مولودة وثاني مولودة
ولكن لم تتغير حياتي وقد كنت إذا أردت أن أدخن أذهب لمجلس الضيوف لكي لا أزعج زوجتي وبناتي.
وخاصةً عندما ينامون الأطفال فتلحق زوجتي بي وكانت حامل فأقول لها لا أريد أن أزعجك برائحة التدخين فكانت تقول: لا يمكن أن أتركك بمفردك.
فكنت أدخن وهي موجودة ولا أبالي

وكم كانت تنصحني وكنت أفكر أن أترك الدخان ولكن كيف لي أن أتركه فالجلوس مع الشباب

لا يكون إلا بالتدخين.
ولدت زوجتي ورزقنا الله بمولودة وكانت مصابة بضعف في النمو وعندما وصل عمر ابنتي ستة أشهر لم يتغير نموها بل من شاهدها يظن أن عمرها شهر وكان عندها ضعف في جميع الأطراف فما أن تحرك جسمها حتى تضعف حركتها.
فكانت أمها تعاني وكانت تبكي

وإذا حضرت تنظر لي كأنها تكلمني فقد كانت نظراتها غريبة
كأنها تعاتبني كأن لسان حالها يقول: يكفي إلى متى ستبقى على هذا الحال.
وعندما وصل عمرها سنة تقريباً ذهبت بها إلى أحد المستشفيات الحكومية فقرروا عملية لوجود ثقبين بالقلب وأكد لي الدكتور أن السبب التدخين فشرحت للدكتور أني أدخن وأمها معي في نفس الغرفة

فقال هذا السبب لإصابتها بهذا الثقب.
قام الدكتور بالعملية وبعد فترة تشافت ابنتي وعدنا بها إلى البيت وأخذت تنمو والحمد لله على أكمل وجه.
وفي أحد الأيام عدت إلى البيت وسألت أمها كيف هي صحتها؟.

قالت: ليست طبيعية تبكي ولا تشرب الحليب،
وعندما شاهدتني سكتت ونظرت نظرات إنسان كبير توحي بأشياء كثيرة ولاحظت
أن أطرافها باردة وشفتاها تميل إلى اللون الأزرق وقد نصحني الدكتور
إذا لاحظت هذا الحال عليها أذهب فوراً لأحد المستشفيات لأن الأكسجين في الدم ناقص.
فذهبت بها أنا وأمها فقال الدكتور لا بد من تنويمها وعند الساعة الحادية عشر مساء

وفي طريق عودتي إلى المنزل
رن جهازي الجوال وإذا بها زوجتي تصرخ وتبكي وتقول ابنتنا ماتت.
ذهبت بسرعة إلى المستشفى ودخلت والأطباء والممرضين يحاولون بجهاز على صدرها ولكن دون فائدة توفيت ابنتي أسأل الله أن يجعلها شفيعة لي ولوالدتها .
وعندما ذهبنا بها إلى المقبرة من أجل دفنها قال لي أحد أقاربي:

متى توفيت ابنتك؟ قلت: البارحة.
قال والله أن في مفاصلها وأطرافها ليونة عجيبة.
سبحان الله توفيت ابنتي وحزنت عليها وأقلعت عن التدخين بل وكرهته والحمد لله هداني الله والتزمت وأطلقت لحيتي وأعطتني ابنتي دروس بنظراتها لي وكانت سبب في هدايتي بعد الله.
والله أن قلبي يتفطر عليها والحمد لله رزقني الله بطفلة بعدها سليمة.

اخواتى علينا أن نخاف الله في أطفالنا فهم أمانة في أعناقنا

وعلى كل من ابتلي بالتدخين الإقلاع عنه والأمر يحتاج فقط إلى عزيمة صادقة .
وفي الختام أسأل الله العلي العظيم أن يتوب علينا ويتجاوز عنا ويثبتنا على دينه

وصلى وسلم على سيدنا محمد

السابق
حكاية الأميرة ربانزل ذات الشعر الذهبي الطويل
التالي
قصة سائق الإسعاف

اترك تعليقاً