مقالة عن أعظم تاريخ مصر المملوكية

مقالة عن أعظم تاريخ مصر المملوكية

 

شكل المماليك الذين جلبهم سلاطين الدولة الأيوبية معظم الجيش الذي اعتمدوا عليه في منازلة

خصومهم، وبعد وفاة السلطان نجم الدين أيوب استأثر هؤلاء بالحكم إثر مقتل ولده توران شاه،

واتفقت كلمتهم على تولية شجرة الدر عرش السلطنة،

لكن هذا الإجراء لقي معارضة من جانب بعض المحافظين الذين استنكروا أن تلي أمر المسلمين امرأة

فتزوجت شجرة الدر أتابك الجيش (قائده) عز الدين أيبك ليكون ستاراً تحكم من خلاله،

غير أن أيبك استبد بالأمر وانفرد بالسلطة دونها فسعت إلى اغتياله لكن مماليكه قتلوها بالوقت الذي

كان فيه المغول يكتسحون أقاليم الخلافة العباسية من جهة الشرق، فحزموا أمرهم واختاروا المظفر

قطز ليكون سلطاناً على مصر.

ينتمي المماليك إلى أعراق مختلفة، لكن غالبيتهم من الأتراك والشراكسة،

وفيهم بعض الروم والأكراد والأوربيون، جيء بهم للتجنيد على فترات من شبه جزيرة القرم،

والقوقاز، والقبجاق، وآسيا الصغرى، وتركستان، وبلاد ماوراء النهر.

وقد اتفق المؤرخون على أن المماليك صنفان عرف الصنف الأول باسم المماليك البحرية،

أو الأتراك؛ عرفوا بهذا الاسم لأن إقامتهم كانت بجزيرة الروضة في النيل قبالة القاهرة.

حكمت هذه الجماعة مصر بالفترة مابين 655-784هـ/1257- 1382م. وبلغ عدد سلاطينها أربعة

وعشرين سلطاناً، بدأت بعز الدين أيبك وانتهت بالسلطان حاجي بن شعبان، من أحفاد الناصر قلاوون.

 

أما المجموعة الثانية فتعرف بالمماليك البرجية؛ لأن الأشرف خليل بن قلاوون أسكنهم في أبراج قلعة

القاهرة وهم من الشراكسة، بدأ حكمهم بفرج بن برقوق وانتهى بمقتل السلطان الثالث والعشرين

طومان باي سنة 923هـ/1517م.

كان السلطان أيوب أيام حكم السلطنة الأيوبية قد توسع منذ عام 1240 في شراء المماليك لتكوين

الجيش بالقاهرة.

وكان الأيوبيون يكثرون من شراء المماليك البيض من الأتراك القبجاق بشكل خاص في دولة المماليك

البحرية ( والبحرية جميعهم من الترك و من قبيلة القبجاق بوجه خاص ، وسموا بالبحرية لأنهم جلبوا

عن طريق البحر) ثم – وابتداء من عهد السلطان المملوكي التركي قلاوون- بدأ التجار يجلبون المماليك

من جورجيا و من بلاد الشركس . وقد أسقط المماليك البحرية السلطنة الأيوبية وحكموا مصر بالقوة

منذ 1250 وحتي 1517. وكان المماليك يشترون كصبيان قبل البلوغ من أسواق بيع العبيد . وكانوا

يعزلون في معسكرات عسكرية خاصة عن المجتمع ويتلقون الدين والتدريبات العسكرية ولما كانوا

يصلون سن الحلم (البلوغ) كانوا يتحررون وكل واحد يجهز بحصان والأسلحة وكان يلحق في قوات

سيده الذي إشتراه والذي كان يطلق عليه أمير. وكان ولاؤه له حتي موته ويتفاني في خدمته والدفاع

عنه .وكلما كبر بعد سن الشباب قل أجره.

وكان السلطان قطز المملوكي وقائده المملوك التركي بيبرس قد إنتصرا في عين جالوت علي التتار

عام 1260وظل المماليك لهم سطوتهم حتي عام 1811في مذبحة المماليك الشهيرة.

وكان السلطان محمد إبن قلاوون قد حفر بالسخرة قناة تصل الإسكندرية بالنيل سنة 1311.

وفي عام 1501 إختار المماليك السلطان قنصوه الغوري ليكون سلطانا علي مصر والشام ويلاد

الحجاز. وكان قد إشتكي للبابا في روما من البحرية البرتغالية التي لفت حول أفريقيا ودخلت المحيط

الهندي والبحر الأحمر. وأقام الغوري إسطولا هزم البرتغاليين عند سواحل مالابار عام 1508 وكان من

البحارة المماليك والعثمانيين وفي العام التالي أغرق الأسطول المصري في معركة ديو من

البرتغاليين. وبني المماليك أسطولا ثانيا بمعاونة العثمانيين إستطاع أن يدافع عن عدن عند باب المندب

عام 1513وكان السلطان العثماني سليم الأول قد تولي الحكم عام 1512 وهاجم المماليك في آسيا

الصغري لمدة أربع سنوات قبل إحتلاله الشام ولم يصمد فرسان قنصوه من المماليك أمام الأسلحة

والمدافع العثمانية قي معركة مرج دابق بحلب عام 1516. و هزم طومانباي قرب الثاهرة في يناير عام

1517 وأعدم طومنباي علي باب زويلة بعد القبض عليه. وكان قد حارب سليم قرب المطرية بجوار

مسلة عين شمس وكان قد عرض سليم عليه حكم مصر تحت الحكم العثماني ورفض. ودارت معركة

عند الأهرامات استمرت يومين ولجأ طومانباي للبدو لكنهم باعوه حيث قادوه لسليم بالسلاسل وأقتيد

من بولاق لباب زويلة حيث اعدم. وبهذا إنتهي عصر حكم السلاطين المماليك بمصر والشام والحجاز

.وعند الإعدام نادي علي الجماهير لتنقذه من الشنق فلا مجيب. وقرأ البسملة ثلاث مرات. ولما تولي

خيري بك وكان واليا علي حلب ولاية مصر إتخذ قرارا بإلغاء الإقطاع المملوكي وجعل تحصيل المال ثابتا

وخراج القمح كان يرسله لمكة والمدينة . واتخذ له حامية من أوجاق الإنكشارية لحراسة اسوار القاهرة

والقلعة التي كانت مقر الوالي العثماني .وكان يطلق عليهم المستحفظان ويرأسهم الأغا. وكان كتخدا

مستحفظان مهمته السيطرة علي أوجاقات الأفاليم التي كانت من الإنكشارية أيضا . ولما تولي الوالي

أحمد باشا بعده عام 1522أعلن السلطنة في مصر وكان يعاونه اليهود بالمال إلا أنه قتل عام 1524

بعده جاء مصر الوزير أبراهيم باشا بعام ووضع سياسة للإدارة جديدة . فكون أول حكومة عسكرية

عثمانية وعلي رأسها الوالي أو الباشا يعاونه مجلس إستشاري يجتمع أربع مرات في الإسبوع.

وقسم مصر 14 سنجق (محافظة) يرأسها الضباط العثمانيون ومهمتهم تنظيم الري وجمع الضرائب.

وكان بيت المال مسئولا عن دفع 16 مليون بارة للآستانة سنويًا. واستولي العثمانيون علي اليمن

وعدن عام 1538 وهم في طريقهم لملاقاة البرتغالببن في ديو بجورات بغربي شبه القارة الهندية .

لكن المسلمين هناك لم يساندوهم في المعركة .فهزموا وعادوا للقصير بمصر واتجهوا برا لأسوان.

وأثناءها شن الإمام أحمد باليمن الحرب معلنا الجهاد علي أثيوبيا (الحبشة). حبث إنهزم من الأحباش

والبرتغاليين .ولما حكم أوزدمير باشا اليمن. إحتل في عام 1555 مصوع علي البحراالأحمر واحتل أجزاء

من الحبشة وجعلها إقليما تابعا له. إلا أن الشيعة الزيدية ثارت علي الحكم العثماني باليمن عام 1567

لكن سنان باشا والي مصر بعد عامين استرد اليمن.

كان مشايخ العربان في مصر يقطعون الطرق ويختلسون الضرائب وأعفيت البحيرة من الضرائب لهذا

السبب ترضية لمشايخ العربان لأنهم مطلوبون . وفي سنة 1588 ثار الجنود وقتلوا حاشية الباشا

بسبب ندرة المرتبات وفرضوا طلبة (إتاوة) علي المصر يين أولاد البلد. وحاول الوالي صوفي إبراهيم

باشا وقف هذه الإتاوات في الأرياف قتلته القوات السباهية عام 1605.

وبعد أربع سنوات أوقف الوالي محمد باشا هذا التمرد والطلبة وساعده العربان وأعدم 250 جندي

ونفي 300 آخرين لليمن. لكن الجنود بدأوا يفرضون علي المصريين جعلا أطلق عليه الحماية .

وطرد العثمانيون من اليمن عام 1636. وفي سنة 1695 حلت بالبلاد مجاعة وارتفعت أسعار الطعام

أعقبها وباء . وظلت مصر في فوضي ولاسيما من الحامية الإنكشارية حتي ظهر المملوك علي بك

الكبير وكان مملوكا لإبراهيم كتخدا الذي نفي للحجاز وتوجه علي بك لصعيد مصر هربا من الوباء لمدة

عام . وبمساندة همام شيخ هوارة الغني هناك داهم القاهرة وقتل الوالي عام 1768 .

وتولي حكم البلاد وكان يتودد للباب العالي وأخمد الثورة بمكة عام 1770.

لكن بعد هزيمة الأسطول العثماني بواسطة الأسطول الروسي بششم في نفس العام أرسل علي

بك الكبير قواته من المماليك بقيادة محمد بك أبو الدهب للإستيلاء علي دمشق عام 1771.

وعاد خائبا مما جعل علي بك يأخذ مماليكه وجواريه وأمواله فارا لعكا بفلسطين .

وانضم للشيخ زهير العمري وأسطول الروس ضد العثمانيين بالشام ولما عاد لمصر أسره مملوكه أبو

الدهب ومات في إسبوع . وعاود أبو الدهب فتح الشام لكنه مات عام 1775وهو يحاصر قلعة عكا

بفلسطين وخلفه مملوكه مراد بك وانسحب عائدا للقاهرة. ونصب زميله إبراهيم بك شيخا للبلد

( الحاكم الفعلي للبلاد ) ومابين عامي 1780 و1784 مرت بالبلاد مجاعة مما جعلت الفلاحين يتركون

أراضيهم هربا من دفع المال للبكوات .وانخفض سعر الباره(العملة ) 54% وقتل الطاعون سدس سكان

مصر. وبلغت البلاد من الفقر لدرجة أرسلت الآستانة قوات بقيادة غازي باشا عام 1786 لتحصيل صرة

المال للباب العالي. وقام بإعدام الفلاحين وجلدهم وأهان علماء الأزهر. وبعدما إنحسر وباء 1791 عاد

مراد وابراهيم من الصعيد للقاهرة ووافقا علي دفع المال للآستانة . وقام علماء الأزهر بانتفاضة 1795

بسبب الضرائب المجحفة. وكان المماليك يبتزون التجار الأوربيين ولا سيما الفرنسيين وهذا كان أحد

الأسباب لمجيء الحملة الفرنسية لمصر ( هذه النقطة تحتاج لتوثيق لأنها مخالفة للحقيقة ).

وكان العصر المملوكي الأول والثاني مميزا بالعمارة والمساجد والخانات والمدارس التي تنسب

عمارتها لعصرهم سواء في مصر والشام وفلسطين والحجاز.

السابق
ما لا تعرفه عن عنترة بن شداد من هو ؟ وكيف نشأ ؟
التالي
أبيات حلم على ورق

اترك تعليقاً