
قصة المزارع المسكين وسليط اللسان من القصص الطريفة والمسلية
كان يعيش في قديم الزمان ، شاب متهور وكان على استعداد دائم بأن يقول أي شيء ،
في أي مناسبه لا تخصه ، فما من مشكله إلا وقال إنه طرفا فيها وما من مصيبه تحدث بالقرية ،
إلا وقال إنه السبب في حدوثها ، لهذا اطلق عليه أهل البلده اسم سليط اللسان ،
ولقد نصحه والده ألا يسير وسط الناس ، ويقول كلمات حمقاء فلابد إنه يوم سيقع في شر كلامه ،
ويعاقب لكنه اكد له انه لن يحدث له شيء من هذا القبيل ، واصر الشباب على ما يفعل .
وذات يوم اذيع في البلدة أن الملكه قد سرق منها مصاغها ، و على الفور ذهب سليط اللسان إلى
رجال القصر ، واخبرهم انه هو الذي دبر الخطه التي سرقها اللصوص ومصاغ زوجه الملك ،
وقرر رجال القصر ان يعاقبوه على كلماته الحمقاء ، لأنهم قد عرفوا اللصوص من قبل ان يذهب ويعترف
لهم ، بهذا الكلام الغريب وحكمت المحكمه بالسجن على سليط اللسان ،
أو يدفع خمسة جنيهات ولما كان لا يملك هذا المبلغ من النقود
فقد رضا بالسجن اشفق عليه مزارع في البلد ،
و تقدم للمحكمه قال له إنه سيدفع الخمسه جنيهات من أجل الإفراج عن سليط اللسان ،
على شرط أن يعمل في مزرعته خمسه أيام ،
قال اهل البلده الأفضل أن يعاقب سليط اللسان ، ويأخذ عقابه بالعمل الشاق في المزرعه .
فهم يعرفون انه لا يحب ان يعمل ، بقدر ما يحب الكلام والكذب ، ولم يعرف أحد ماذا يقول لسانه ،
وفي اليوم الأول ، وهو في طريقه الى المزرعه بصحبه المزارع صاحبها ، سمعوا صوت حيوان وسط
الاشجار ، فقال سليط اللسان للرجل ، هذا صوت حصان يرعى وله عين واحده ، ينظر بها قال المزارع
في نفسه ، هل هو سيعود الى الكلام الفارغ مره أخرى ، فلن يتغير فقال المزارع ،
لا اعتقد فيما تقول يا سليط اللسان، لكن ان كان كلامك صحيحا سانقص من دينك لي يوم ،
وتعمل في مزرعه اربعه ايام بدل خمسة ، واذا كان كلامك مختلف سوف تعمل لي يوم اضافيا ،
أي سته ايام اقترب من مكان صوت الحيوان ، و صدقوا او لاتصدقوا لقد كان حصان يرعى وعينه
اليسرى عمياء ، فرح سليط اللسان ، فلقد نقص جنيها من دينة .
وسيعمل فقط اربعه ايام ، ووصل سيرهم الى المزرعه وقد خاض في بقعه مبتلة ،
نظر سليط اللسان الى الأرض و انطلق لسانه وقال هذا بول امراه حامل ،
غضب الرجل المزارع من كلماته الواثقه ، وقامت مشاجره صغيره بينهم وأمر الرجل إيقافه من الكلام ،
فقال له سليط اللسان لكن ان كان كلامي صحيحا ، بماذا بماذا ستكافئني ،
قال الرجل مستسلم انقص من دينك جنيه اخر من دينك لي ،
وستعمل فى مزرعتى ثلاثه ايام ، وبعد فتره قصيره من سيرهم ،
قابل امراه حامل وسالها الرجل اذا ما كانت تبولت في الطريق ،
قالت لهم انها فعلا تبولت هناك ، فرح سليط اللسان ، لان ايامه تناقصت يوم اخر .
وعمله في المزرعه قد نقصت يوم اخر ولم تعد سوى 3 ايام ،
ولما وصل المزرعه قام سليط اللسان بالعمل الشاق الذي طلب منه ،
ثم جاء موعد تناول الطعام مع صاحب الأرض ، وجلس على الأرض بعد الاكل ،
تنهد المزارع بارتياح ، فقال له سليط اللسان انا اعرف ما الذي فكرت فيه ،
عندما تنهدت قال الرجل في نفسه ، وقع سليط اللسان في الفخ ،
لأنه مهما قال فلن يعرف فيماذا كنت افكر ،
وتنهد المزارع مره ثانيه بارتياح فقال له سليط اللسان ، واعرف ايضا لماذا تنهدت التنهيدة الثانية ،
ضحك الرجل وقال في نفسه إن الفيل يظل دائما له خرطوم،
وان سليط اللسان دائما ليس له لا الكلام الكثير ، وسيظل سليط اللسان سليط لسان ،
ثم اشغل غليونه وتنهد للمره الثالثه .
فقال سليط اللسان ، أعرف أيضا لماذا تضايقت من كلامى لأنى أعرف سبب تنهيدك ،
قال المزارع اقسم بالله انك لا تعرف شيء ، وما تفكر فيه كلام فارغ ،
وانك لن تتوصل الى معرفه ما في عقلي يا سليط اللسان ،
و بعد مشاجره بينهما اقترح سليط اللسان ، أن يحمل قضيتهم للملك يحكم فيها بنفسه ،
فاذا قال ما كان يفكر فيه عليه ان يعفيه من العمل في مزرعته ،
تلك الايام الباقيه من دينه ، فقال المزارع بحماقه موافق ،
فقد نسي انه من الخطوره الجدال مع رجل ثرثار وسليط لسان ،
وعند منتصف الليل في صباح اليوم التالي وقف الرجل ،
امام الملك ليشرح لهم قضيتهم ، وكان الملك وصلته شكوى كثيرة من قبل عن سليط اللسان ،
وقال انه قد جاء الوقت ليعاقبه على قوله الفارغ من الكلام.
روي المزارع قضيته استمع الملك وحاشيته ، وهنا قال سليط اللسان موجها كلامه الى المزارع
المسكين ، الفكره الأولى التي جاءت إلى رأسك ، كانت ليحفظ الله الملك ويعطيه طوال العمر ،
والفكره الثانيه كانت ان تظل هذه العائله الملكيه تحكم بلدنا ،
والفكرة الثالثة ان يجعل الله وريث الملك يحكم من بعده ،
وهنا اضطر المزارع المسكين ان يقول نعم نعم ،
خوف من السلطان واعف سليط اللسان من العمل في مزرعته ،
ودفع الدين له فلسانه الذي وضعه في مشكله ، قد اخرجه منها .