السيرة الذاتية للشاعر كعب الغَنوي

السيرة الذاتية للشاعر كعب الغَنوي

السيرة الذاتية للشاعر كعب الغَنوي .. كعب بن سعد بن عمرو الغنوي، من بني غني من قيس بن عيلان.
شاعر مخضرم مجيد من أهل الطبقة الثانية وشعره يحتج به عند أهل اللغة وكان له أخ يدعى أبا المغوار قتل في حرب ذي قار

ثم رثاه فصارت من المراثي المعدودة عند العرب واشتهر بها وقد قال عنه الأصمعي بين أصحاب المراثي: ليس في الدنيا مثله.
وكان يكثر من اقتباس الأمثال في شعره، فعرف بكعب الأمثال.

منزله وعيشته:

وكان منزله في موضع يسمى رملة إنسان في شرقي الرجام (وهو جبل نزل بسفحه جيش أبي بكر في زحفه من المدينة إلى عُمان لحرب أهل الردة).

ومهما يكن من أمر نسب كعب وعصره وندرة أخباره فإن ما تبقى من شعره يشهد بعلوّ كعبه

ويُظهر حلاوة ديباجته وجَوْدة سبكه، ولاسيما في باب الرثاء،

وهو رثاء خصَّ به أخاه أبا المغوار، ولقد أعجب الأصمعي ببائيّته حتى قال: «ليس في الدنيا مثلها»

ثم قال فيها أبو هلال العسكري: «قالوا: ليس للعرب مرثية أجود من قصيدة كعب بن سعد»

ولعل هذه القصيدة هي التي جعلت ابن سلام يعدّه في طبقة أصحاب المراثي مع متمم بن نويرة والخنساء وأعشى باهلة.

وهذه القصيدة تناقلتها كتب الأدب كـ«الأصمعيات» و«جمهرة أشعار العرب» و«أمالي القالي» و«منتهى الطلب» وسواها، ومطلعها:

 

اقرأ ايضا: السيرة الذاتية للشاعر ابراهيم ناجي

تقولُ سُلَيمى ما لجسمِكِ شاحباً

كأنّك يحميكَ الشـرابَ طبيبُ

تتابُـعُ أحداثٍ تخرّمـن إخوتـي

وشيّبن رأسي والخطوبُ تشيبُ

وقد حشد كعب في هذه القصيدة من صفات أخيه أبي المغوار ما تفرّق عند غيره من أوصاف الشجاعة والعفّة والسيادة والحِلْم والكرم وطيب المعشر، ومنها:

أخي ما أخي لا فاحــشٌ عندً بيتهِ

ولا وَرَعٌ عنـدَ اللقـاءِ هَيـوبُ

لقد كـان أمـّا حِلْــمه فمــروَّحٌ

علينـا وأمّـا جهــلهُ فعزيـبُ

يبيت النــدى يا أمَّ عمرٍو ضجيعه

إذا لم يكن في المنقيات حلـوب

وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النـدى

فلم يسـتجبهُ عند ذاك مجيـب

فقلتُ: ادعُ أخرى وارفعِ الصوت جهرةً

لعلّ أبا المغـوارِ منك قريـب

وحفظت كتب الأدب له أيضاً أبياتاً رائيّة في رثاء أخيه المذكور.

وله أيضاً في غير الرثاء أشعار جيدة في الفخر وسموّ النفس ورعاية الصديق وحفظ الأسرار والحثّ على طلب الغنى

وما يرافق ذلك من تجشُّم لأهوال السفر

وهذه الأشعار تزخر بالحكم والأمثال حتى سمّاه بعض القدماء «كعب الأمثال»

وذلك ما نلمحه جليّاً في لاميته التي اختارها الأصمعي، وفيها قوله:

ألم تعلمي أنْ لا يُراخـي منيتـي

قعودي ولا يـدني الوفـاة رحيلي

وقوله:

وما أنا للشـيءِ الذي ليس نافعـي

ويغضبُ منـهُ صاحبي بقـؤول

ولستُ بلاقي المـرءِ أزعـمُ أنَّـهُ

خليـلٌ وما قـلبي له بخليـــلِ

ولست بمُبـدٍ للرجـالِ سـريرتي

ومـا أنا عن أسـرارهم بسـؤولِ

ثم أن لكعب ديوان أشار إليه صاحب «كشف الظنون»؛ لكنه لم يصل إلينا

وما زال شعره أو ما تبقى منه مبثوثاً في كتب الأدب.

السابق
قصة الخرتيت البخيل , قصص اطفال
التالي
قصة الخروف الذكي ,قصص للاطفال

اترك تعليقاً