
معلومات تاريخية عن أشهر 10 شعراء العرب… يهود ومسيحيون في زمن الجاهلية الجزء الاول
في هذا الموضوع، 10 من أشهر شعراء العرب، اعتبروا من “الجاهلية” في كتبنا، وندر أن تذكر دياناتهم الحقيقية.
حاتم الطائي
لربما يكون أحد أشهر الأسماء العربية، منذ وجوده إلى يومنا هذا. حاتم الطائي شاعر عربي، كان أميرا لقبيلة طئ، يعد مضرب مثل في الكرم والجود والسخاء لدى العرب جميعها. يشبع الجائع ويطعم الطعام ويفرج عن المكروب، ولم يرد طالب حاجة قط، يعطي كل ما يُسأل. وقد كان وهو طفل تظهر عليه أمارات الكرم، متأثرا بأمه التي لا تدخر شيئا ولا يسألها أحد شيئا إلا أعطته.
حاتم الطائي مع ذلك لم يكن مسلما ولم يكن وثنيا، كما حاولت بعض الكتب أن توصل إلينا.
حاتم الطائي كان مسيحيا، وقد جاء في “تاريخ دمشق” لابن عساكر، أن ابنة الطائي أسرت في إحدى غزوات المسلمين، فجاءت النبي محمد تقول له: “يا محمد، إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنت سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي”.
قال لها النبي: “هذه صفة المؤمنين حقا. لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق”.
السموأل
أوفى من السموأل.. ربما قد سمعت بهذه العبارة يوما ما. السموأل من أشهر شعراء العرب، واسمه الكامل السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، واسمه هذا معرب عن شموئيل بالعبرية أو سموئيل.
كان يهوديا، وقد اعتنق قومه الديانة اليهودية قبيل انتقالهم إلى خارج اليمن لقبائل ملوك نجران ثم إلى شمال الجزيرة العربية، تحديدا إلى حصن منيع هناك بناه جده عادياء.
أما قصة وفاء هذا اليهودي، فهي أنه فضل أن يُقتل ابنه على أن يفرط في دروع أُودعت لديه أمانة. بعض من تفاصيلها أن امرئ القيس استودع السموأل دروعا كانت ملوك كندة تتوارثها، فطلبها ملك الحيرة فلم يعطها له السموأل، فأرسل إليه جيشا يداهم حصنه وأخذ ابنا له كان خارج الحصن رهينة، فخيروه بين إعطائهم الدروع أو قتل ابنه، فاختار السموأل الوفاء بالذمة.
وينشد السموأل في ذلك: “وفيت بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقـوام وفيـت”
عنترة العبسي
عنترة بن شداد، أوعنترة عبلة، لقصة حبه الشهيرة، وأحيانا أبو الملغس. أمه كانت أمة حبشية اسمها زبيبة، وكان أبوه شداد قد نفاه ثم اعترف به لاحقا فألحق بنسبه، كعادة العرب، تستبعد ابن الأمة فإن أنجب اعترف به، وإن لا، بقي عبدا.
والحقيقة أن عنترة بن شداد عرف عن نفسه بنفسه، واعترفوا بنسبه لأنه أجاد أعمال الفروسية وكان شجاعا مقداما كما أنقذ قومه من غارات القبائل الأخرى وانتصر لهم في أخرى، حتى أنه قيل: عنترة أشجع العرب وأشدها.
عنترة كان مسيحيا وفق ما يورده كتاب “النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية”[1]، ذلك أن أصله حبشي والحبشة كانوا نصرانيين، وكانت العرب كثيرا ما تعيره بسواده فكان يرد عليهم:
“لئن أك أسودا فالمسك لوني وما لسواد جلدي من دواء
ولكن تبعد الفحشاء عني كبعد الأرض من جو السماء”.
النابغة الذبياني
زياد بن معاوية، يكنى بأبي أمامة ولقب بالنابغة لشعره النابغ. وهو من الطبقة الأولى التي اشتهرت من الشعراء، وقيل إنه أشعر شعراء قومه بل والعرب كلها.
حين أغار النعمان بن وائل بن الحلاج الكلبي على بني ذبيان أخذ منهم وسبى سبيا من غطفان وأخذ عقرب بنت النابغة فسألها من أنت؟ فقالت: أنا بنت النابغة. فقال لها بعد أن أقسم: ما أحد أكرم علينا من أبيك وما أنفع لنا عند الملك. ثم جهزها وخلاها، وأطلق سبي غطفان وأسراهم قائلا: ما أرى النابغة يرضى بهذا منا.
النابغة كان مسيحيا، وفق كتاب “النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية”، وذلك بشهادة كتاب تاج العروس الذي نقل عن الأصمعي، أنه أورد في بيان معاني الصليب: “والصليب العلَم. قال النابغة: ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة، لدى صليب على الزوراء منصوب… وقيل، سمى النابغة العلمَ صليبا لأنه كان نصرانيا”.