قصة الفلاح الطماع والإوزة الذهبية

قصة الفلاح الطماع والإوزة الذهبية

قصة الفلاح الطماع والإوزة الذهبية ,في قديم الزمان ،كان هناك فلاحا طماع يعيش في إحدى المزارع، وكان هذا الفلاح متسرعا دائما في قرارته، ولا يشغّل عقله بشيء أبداً، فقد كان كل همه أن يصبح غنياً وبسرعة كبيرة .
وذات يوم سمع صوت إوزة بالقرب منه ،وعندما نظر إليها ،وجدها إوزة ذهبية اللون جملية جداً .

هذه الإوزة أتت إلى المزرعة من حيث لا يدري ذلك الفلاح .
ثم قال الفلاح:

كيف أتت هذه الإوزة الجميلة ؟ ومن أين ؟وكيف دخلت مزرعتي ؟

هل طارت فوق السياج وحطت عندي ؟أم هبطت علي من السماء؟
الحقيقة أنه لا يعرف كيف أتت الإوزة إليه، ولكنه في صباح اليوم التالي سمعها مرة أخرى ،

فتوجه إليها.
وهي تصدر صوت .. كواك، كواك، كواك…
فقال :ما بكَ يا إوزتي الحلوة ؟ لماذا كل هذه  الضجة ؟ هل وضعت لي بيضة.
فردت عليه .. كواك، كواك، كواك .. لقد بضت لك بيضة ذهبية اليوم يا صاحبي.
فصدم وقال : ماذا تقولين ؟
فقالت الإوزة : ألم تسمع إني أقول لك قد وضعت لك بيضة ذهبية .

فقال : ذهبية؟!!

فقالت له : نعم ذهبية كما سمعت !
فقال هذا أمر لا يصدق ! إوزة وتبيض بيضة ذهبية ؟
فقالت : إذا كنت لا تصدق تعال وانظر إليها !
ونهضت الإوزة عن بيضها فإذا تحتها بيضة ذهبية رائعة تشع باللون الذهبي الجميل

.وكاد الفلاح أن يفقد عقله، وراح يصيح : بيضة ذهبية ؟ هذه ثروة هبطت علي من السماء .
لكنه تمالك نفسه، فهو لا يريد أن يكشف سر هذه الظاهرة الفريدة والغريبة

التي كما حدثت في مزرعته ،وقرر أن يخفي الأمر عن الناس جميعاً خوفاً من أن يسرقوا منه الإوزة .

مضت بضعة أيام والإوزة تستمر في وضع بيضة ذهبية كل يوم.وذات يوم خاطب الفلاح نفسه قائلاً :

إوزتي تبيض بيضة واحدة كل يوم، فلماذا لا تبيض البيض كله في يوم واحد فأصبح

أغنى الأغنياء دفعة واحدة بين ليلة وضحاها ؟
فقال لها : يا لك من إوزة عظيمة ! لو فعلت ذلك لجعلتني من أغنى أغنياء الدنيا على الإطلاق !
فأخد يصيح : هيا بيضي .. ثم بيضي يا إوزة ..

بيضي يا إوزة ..

بيضي الآن .. بيضاً ذهبياً كثيراً أرجوكِ !  هيا..
فقالت : كواك، كواك، كل يوم سأبيض لك بيضة وحدة،أو هذا رزقك فاقنع به.
فقال وهو يصرخ : لا، لا. أرجوك يا إوزة، بيضي أكثر ! اجعليني غنياً هيا .
لم يقتنع الفلاح بنصيبه، كان يفكر كل الوقت كيف يمكنه أن يحصل على كل البيض

الذي في بطن الإوزة دفعة واحدة .فقال في نفسه : لا بد كما أن أذبح هذه الإوزة لآخذ ما في بطنها فأبيعه ويتم لي ما أبتغي وأصبح غنياً .

وهكذا وفي الصباح بعدما أمضى الفلاح ليلته وهو يفكر في الموضوع، أحضر الجاهل سكيناً حادة ونادى الإوزة :

تعالي، تعالي يا إوزتي الحلوة، يجب أن يتم ما قررته بشأنك .
فقالت الإوزة : ماذا تريد يا فلاحي الذي أعماه الطمع ؟
فقال : تسألينني ماذا أريد ؟ كم مرة قلت لك ضعي بيضك كله مرة واحدة فلم تقبلي ؟
قالت الإوزة : المال الذي يأتيك يوما بعد يوم أيها الفلاح الجاهل هو خير من المال الذي يأتيك دفعة واحدة وينقطع عنك .
فقال : اسمعوا يا ناس! وهو يضحك ساخرا منها، إوزة تريد أن تعلمني الحكمة ! وتتفلسف علي

! أسكتي . سأذبحك الآن والسكين بيدي

.
فقالت : حرام عليك يا صاحبي ! أتركني أعيش لأبيض لك أو كل يوم بيضة ذهبية تغنيك في يومك .
ثم قال : لا، لا، لا يا إوزة! هذا لا يكفي! أريد أن أستولي على كل ما في بطنك من بيض ذهبي!
فقالت : اسمع مني، إنك إذا ذبحتني فلن تجد في جوفي بيضاً ذهبياً .
فقال لها : ماذا أجد إذن؟
فقالت : البيضة لا تنمو ولا تكبر إلا يوماً بعد يوم، وفي كل يوم أضعها لك حين تكبر.
فقال : أنت لا تفهمين شيئاً .
فقالت : أنا أفهم أكثر منك يا فلاحي القاسي القلب.
فقال : لا تتكلمي أيتها الإوزة الفيلسوفة، لا بد من ذبحك!
فقالت الإوزة : فكّر! فكّر! فكر يا صاحبي الكريم في عاقبة عملك! فإن البيض الذهبي يأتي كل يوم، وليس في بطني كنز من البيض.
توسلت الإوزة إليه قائلة : اسمع مني، لا تقدم على عمل قد تندم عليه، أنت اليوم تأخذ كما بيضة ذهبية كل يوم، وغداً إن قتلتني فلن تأتيك البيضة الذهبية كالمعتاد .

فقال الفلاح الطماع : ولكني سأجد كل البيض في داخلك يا إوزة. يكفي، يكفي، لن أتراجع عن قراري

وأخذ الفلاح السكين يريد أن يقربها من الإوزة، فانتفضت بين يديه وهربت، مسرعة .
فقال الطماع : إلى أين ستذهبين؟ لا يمكنك أن تطيري، سأمسك بك وأقضي عليك! انتهى الأمر!

سأستولي على كل البيض الذي في داخلك.
وبلمحة عين قبض عليها بيديه وقضى عليها، وحين فتح بطنها لم

يجد إلا بيضة واحدة صغيرة جداً لم تكتمل بعد .
فوقف الفلاح حزيناً يائساً يقول : يا لغبائي! ذبحت إوزتي المسكينة

بيدي ! ولم أجد فيها إلا بيضة ناقصة النمو .
ثم أين البيض الذهبي الذي وعدت نفسي به لأبيعه وأصبح غنياً؟
بكى طويلاً وهو يقول : ما أغباني ! لقد عدت كما كنت فقيراً، ليتني صدقت كلامها ولم أقض عليها.
فقال لنفسه :ابك! ابك! ابك. فما فات كما مات أيها الأحمق الجشع المتسرع الطماع  !

السابق
من حكايات جدي سالم قصة الثعلب الشرير والأرانب الضعيفة
التالي
أروع القصص.. قصة العباس بن الأحنف و الجارية التي شغف بها

اترك تعليقاً