عمرو بنِ كُلثوم حياه وقصائد

عمرو بنِ كُلثوم

عمرو بنِ كُلثوم بن مالك بن عتّاب ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد عمرو بنِ كُلثوم تخرُ لهُ الجبابرُ

 

 عمرو بنِ كُلثوم

 

عمرو بنِ كُلثوم كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه (تغلب) وهو فتىً وعمّر طويلاً وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند.
أشهر شعره معلقته التي مطلعها
(ألا هبي بصحنك فاصبحينا ……)،
يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب، مات في الجزيرة الفراتية.
قال في ثمار القلوب: كان يقال: فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند الملك، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام ولم يصب أحد من أصحابه.

 

ألا هُبي بصحنك فاصبحينا عمرو بنِ كُلثوم

 

 

 

ألا هُبي بصحنك فاصبحينا
و لاُ تبقي خمور الأندرينا
مشعشةً كأن الجُص فيها
إذا ما الماءُ خالطها سخينا
تجورُ بذي اللُبانة عن هواهُ
إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللحز الشحيح إذا أُمرت
عليه لماله فيها مُهينا
صنبت الكأس عنا أم عمرو
و كان الكأسُ مجراها اليمينا
و ما شرُ الثلاثة أم عمروٍ
بصاحبك الذي لا تصبحينا
و كأسٍ قد شربتُ ببعلبك

و أخرى في دمشق و قاصرينا

و أخرى في دمشق و قاصرينا
و أنا سوف تدركُنا المنايا
مقدرةً لنا و مقدرينا
قفي قبل التفرق يا ظعينا
نخبرك اليقين و تُخبرينا
قفي نسألك هل أحدثت صرماً
لوشك البين أم خنت الأمنيا
بيومٍ كريهةٍ ضرباً و طعناً
أمر به مواليك العُيونا
و إن غداً و إن اليوم رهن
و بعد غدٍ بما لا تعلمينا
تُريك إذا دخلت على خلاءٍ
و قد أمنت عيون الكاشحينا
ذراعي عيطلٍ أدماء بكرٍ

هجان اللون لم تقرأ جنينا

وثدياً مثل حُق رخصاً
حصاناً من أكف اللامسينا
و متني كدنةٍ سمقت و طالت
روادفُهُا تنُوءُ بما ولينا
ومأكمةً يضيقُ البابُ عنها
و كشحاً قد جُننتُ بها جنونا
وساريتي بلنطٍ أو رُخامٍ
يرنُ خشاشُ حليهما رنينا
فما وجدت كوجدي أمُ سقبٍ
أضلته فرجعت الحنينا
ولا شمطاءُ لم يترك شقاها
لها من تسعةٍ إلا جنينا

تذكرتُ الصبا و اشتقتُ لما

رأيتُ حموكها أصلاً حُدينا
فأعرضت اليمامةُ واشمخرت
كأسيافٍ بأيدي مُصليتنا
أبا هندٍ فلا تعجل علينا
و أنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نوردُ الرايات بيضاً
و نصدرُهُن حُمرا قد روينا
و أيامٍ لنا غُرٍ طوالٍ
عصينا الملك منها أن ندينا
وسيد معشرٍ قد توجوهُ
بتاج الملك يحمي المحجرينا
تركنا الخيل عاكفةً عليه
مقلدةً أعنتها صفونا
و أنزلنا البيوت بذي طُلوح
إلى الشامات تنفي الموعدينا

و قد هرت كلابُ الحي منا

و شذبنا قتادة من يلينا
متى ننقل إلى قومٍ رحانا
يكونوا في اللقاء لها طحينا
يكونُ ثفالُها شرقي نجدٍ
و لهوتُها قُضاعةُ أجمعينا
نزلتُم منزل الأضياف منا
فأعجلنا القرى أن تشتمونا
قريناكمُ فعجلنا قراكم
قبيل الصُبح مرداةً طحُونا
نعُمُ أُناسنا و نعفُ عنهُم
و نحملُ عنهُمُ ما حملونا
نُطاعنُ ما تراخى الناسُ عنا
و نضربُ بالسُيُوف إذا غُشينا
بسُمرٍ من قنا الخطي لُدنٍ
ذوابل أو ببيضٍ يختلينا
كأن جماجم الأبطال فيها
و سُوقٌ بالأماعز يرتمينا
نشُقُ بها رُؤوس القوم شقاً
و نختلبُ الرقاب فتختلينا

 إن الضغن بعد الضغن يبدُو

عليك و يُخرجُ الداء الدفينا
ورثنا المجد قد علمت معدٌ
نطاعنُ دونهُ حتى يبينا
و نحنُ إذا عمادُ الحي خرت
عن الأحفاض نمنعُ من يلينا
نجذُ رؤوسهم في غير بر
فما يدرون ماذا يتقونا
كأن سُيُوفنا منا و منهُم
مخاريقٌ بأيدي لاعبينا
كأن ثيابنا منا و منهُم
خُضبن بأُرجوانٍ أو طلينا
إذا ماعي بالأسناف حيُ
من الهول المشبه أن يكوُنا
نصبنا مثل رهوة ذات حدٍ
محافظةً و كنا السابقينا
بُشبانٍ يرون القتل مجداً

شيبٍ في الحروب مُجربينا

حُديا الناس كلهم جميعاً
مُقارعةً بنيهم عن بنينا
فأما يوم خشيتنا عليهم
فتُصبحُ خيلنُا عُصباً بثُينا
و أما يوم لا نخشى عليهم
فنُمعنُ غارةً مُتلببينا
برأسٍ من بني جُشم بن بكرٍ
ندُفُ به السُهولة و الحُزُونا
يعلمُ الأقوامُ أنا
تضعضعنا و أنا قد ونينا
يجهلن أحدٌ علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
بأي مشيئةٍ عمر بن هندٍ

نكونُ لقيلكم فيها قطينا

بأي مشيئةٍ عمر بن هندٍ
تُطيعُ بنا الوُشاة و تزدرينا
تهددُنا و أوعدنا رُويداً
متى كُنا لأمك مُقتوينا
فإن قناتنا يا عمرُو أعيت
على الأعداء قبلك أن تلينا
إذا عض الثقاف بها اشمأزت
وولتهُ عشوزنةً زبُونا
عشوزنةً إذا انقلبت أرنت
تشجُ قفا المُثقف و الجبينا
فهل حُدثت في جُشم بن بكرٍ
بنقصٍ في خُطوب الأولينا
ورثنا مجد علقمة بن سيفٍ
أباح لنا حُصون المجد دينا
ورثتُ مُهلهلاً و الخير منهُ
زُهيراً نعم ذُخرُ الذاخرينا
و عتاباً و كلثوماً جميعاً
بهم نلنا تُراث الأكرمينا

و ذا البُرة الذي حُدثت عنهُ عمرو بنِ كُلثوم

به نُحمى و نحمي المُححرينا
و منا قبلهُ الساعي كليبٌ
فأيُ المجد إلا قد ولينا
متى نعقد قرينتنا بجبلٍ
تجذ الحبل أو تقص القرينا
و نوجدُ نحنُ أمنعهُم ذماراً
و أوفاهُم إذا عقدُوا يمينا
و نحن غداة أُوقد في خزارى
رفدنا فوق رفد الرافدينا
و نحنُ الحابسُون بذي أراطى
تسفُ الجلةُ الخُورا الدرينا
الحاكمُون إذا أُطعنا
و  العازمُون إذا عُصينا
و  العاركون لما سخطنا
و  الآخذُون لما رضينا
و كُنا الأيمنين إذا التقينا
و كان الأيسرين بنُو أبينا
فصالُوا صولةً فيمن يليهم
و صُلنا صولةً فيمن يلينا
فآبُوا بالنهاب و بالسبايا
و إبنا بالمُلوك مُصفدينا
إليكُم يا بني بكرٍ إليكُم

ألما تعرفُوا منا اليقينا

ألما تعلموا منا و منكُم
كتائب يطعن و يرتمينا
علينا البيضُ و اليلبُ اليماني
و أسيافٌ يقُمن و ينحنينا
علينا كُلُ سابغةٍ دلاصٍ
ترى فوق النطاق لها غُضُونا
إذا وُضعت عن الأبطال يوماً
رأيت لها جلود القوم جُونا
كأنً غُضُونهُن متونُ غدرٍ
تُصفقُها الرياحُ إذا جرينا
و تحملُنا غداة الروع جُروٌ
عُرفن لنا نفائذ وافتُلينا
و ردن دوارعاً و خرجن شُعثاً
كأمثال الرصائع قد بلينا
و رثناهُن عن آباء صدقٍ
و نُورثُها إذا مُتنا بنينا
على آثارنا بيضٌ حسانُ
تُحاذرُ أن تقسم أو تهوُنا
أخذن على بُعُولتهن عهداً
إذا لاقوا كتائب مُعلمينا
ليستلبُن أفراساً و بيضاً
و أُسرى في الحديد مُقرنينا
ترانا بارزين و كلُ حيٍ
قد اتخذوا مخافتنا قرينا
إذا ما رُحن يمشين الهُوينى
كما اضطربت مُتُونُ الشاربينا
يقُتن جيادنا و يقُلن لستُم
بُعُولتنا إذا لم تمنعونا

ظعائن من بني جُشمٍ بن بكرٍ

خلطن بميسم حسباً و دينا
و ما منع الظعائن مثلُ ضربٍ
ترى منهُ السواعد كالقلينا
كأنا و السُيُوف مُسللاتٌ
ولدنا الناس طُراً أجمعينا
يُدهدون الرُؤوس كما تُدهدي
حزاورةٌ بأبطحها الكُرينا
و قد علم القبائلُ من معدٍ
إذا قُببٌ بأبطحها بنينا
بأنا المطعمُون إذا قدرنا
والمُهلكون إذا ابتُلينا
  المانعوُن لما أردنا
النازلون بحيثُ شينا
 التاركون إذا سخطنا
  الآخذون إذا رضينا
 العاصمون إذا أُطعنا
والعازمون إذا عُصينا
 إن وردنا الماء صفواً
و يشربُ غيرُنا كدراً و طينا
ألا أبلغ بني الطماح عنا

 و دُعمياً فكيف وجد يموُنا

إذا ما الملكُ سام الناس خسفاً
أبينا أن نُقر الذل فينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماءُ البحر نملؤه سفينا
إذا بلغ الفطام لنا صبيٌ
تخرُ لهُ الجبابرُ ساجدينا
السابق
السيرة الذاتية للفنان ميكيلانجيلو
التالي
أجمل وأروع أقوال تولستوي

اترك تعليقاً