قصة علاج سوء الخلق بالعقل والحلم

قصة علاج سوء الخلق بالعقل والحلم

قصة علاج سوء الخلق بالعقل والحلمقصة علاج سوء الخلق بالعقل والحلم ,يحكى أنه كان هناك صاحب مزرعة ، وكان رجلاً طيبًا تقيًا صالحًا ، وعنده غلام للحراسة ذو أخلاق شرسة ، يغضب من أقل كلمة ، ويحتد ويقذف أفظع الشتائم .
فكان صاحب المزرعة ينصحه دائما بالابتعاد عن هذه الخصلة الذميمة ،

ويحثه مرارًا على أن يقمع غضبه ، ويضبط نفسه ، ويحفظ لسانه ،

من ذكر قبيح القول ، فكان يجيبه : هذا مستحيل ، لأني أرى نفسي مصاب

بداء سوء الخلق ، وجبلت على معاكسة الإنسان والحيوان .

ثم فلما أراد صاحب المزرعة معالجة أخلاق هذا الغلام الشرير ، قال له

أصغ إليّ أيها الغلام ، وانظر إلى هذه القطعة الجميلة الفضية الجديدة ،

والتي تساوي خمسة فرنكات ، فإني على استعداد تام أن أهبك إياها ،

في هذا المساء إن صبرت طول النهار ، دون أن تتفوه بكلمة قبيحة ، وكظمت غيظك .
فقبل الغلام هذا الشرط برضا وفرح شديدين ، إلا أن رجال القرية كانوا يكرهونه لسوء

خلقه وسوء معاملته ، واتفقوا فيما بينهم على حرمانه من هذه المكافأة ،

وقد أفرغوا مجهودهم في معاكسة الغلام لاستفزازه وتهييج غيظه ، ولكن الغلام ضبط نفسه جيدًا ، ولم ينطق بكلمة تدل على سوء أدبه .
فلما جاء المساء ، دفع له صاحب المزرعة الريال الذي وعده به ، وقال له : يلزمك يا بني أن تستحي خجلاً ، لأنك لم تستطيع أن تتغلب على أميالك العصبية ، إلا لأجل هذه القطعة الفضية ، وأنك عاجز عن قبول النصيحة الذهبية حبًا في الله ، وعملاً بأوامره ، فأثر هذا القول في الغلام ، فاجتهد في إصلاح خلقه السيئ ، وتجنب خطيئة الغضب والحدة ، وأصبح لطيف الطبع حسن الخلق .

السابق
من هو صمويل بيكيت – Samuel Beckett؟
التالي
قصة ثابت والريح العاتية

اترك تعليقاً