
من هي فدوى طوقان – Fadwa Tuqan؟
من هي فدوى طوقان – Fadwa Tuqan؟
شاعرة أخت شاعر، وهي من أهم شعراء الأرض المحتلة وأدباؤها في القرن العشرين. قال عنها الراحل محمود درويش بأنها أم الشعر الفلسطيني وشاعرة المقاومة الفلسطينية.
نبذة عن فدوى طوقان
شاعرة وأديبة عربية فلسطينية حاصرتها العادات والتقاليد في كبرها وعاشت طفولةً حزينة، وقهرها الاحتلال الاسرائيلي فخطت شعرًا “يتميز بجزالة غير متوقعة وصدق عاطفي” وقصائدًا تنضح فرحًا في أحيان وحزنًا في أحيانٍ أخرى.
كانت ذات موهبة فذة ولغة متمكنة رغم عدم إكمالها سوى تعليمها الابتدائي، لكنها عملت على تثقيف نفسها بنفسها وعلى يد أخيها ابراهيم شاعر فلسطين الكبير، الذي عمل على صقل موهبتها، فتطور شعرها كثيرًا بدايةً من الشعر العمودي الذي امتاز بالرومانسية، ثم الانتقال للواقعية والرمزية في الشعر الحر حتى بدأت أشعارها تأخذ منوال القصيدة التقليدية.
كانت فدوى رمزًا للمرأة الناجحة ومثّل شعرها الذي بلغ 1220 قصيدة أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع.
اقرأ أيضًا عن…
بدايات فدوى طوقان
وُلِدَت فدوى عبد الفتاح آغا طوقان في الأول من آذار/ مارس لعام 1917 في مدينة نابلس الفلسطينية لعائلةٍ فلسطينية معروفة مؤلفة من عشر إخوة كانت هي السابعة بينهم.
لم تتمكن فدوى من إكمال إلاّ المرحلة الابتدائية قبل أن تضطر لمغادرة المدرسة بعد أن علم أخوها الكبير يوسف بإعجابها، مجرد إعجابٍ دون حديث بفتى في السادسة عشر من عمره بعد أن ألقى الشاب وردة فل لها تعبيرًا عن إعجابه به، لكن هناك من شاهد الواقعة ووشى لأخيها يوسف الذي اعترفت له خوفًا من بطشه وضربه فأجبرها على الإقامة في البيت وترك المدرسة نهائيًا حيث كانت عائلتها تعتبر مشاركة المرأة في حياة العامة أمرًا غير مقبول على الإطلاق.
كانت فدوى من صغرها تحب القراءة، وكانت مهتمة بقراءة أي شيء تقع عيناها عليه. فبعد مغادرة المدرسة لم تتوقف عن التعلم، فأخذت في تثقيف نفسها بنفسها وساعدها في ذلك أخوها ابراهيم طوقان، الذي كان شاعرًا بدوره ولقبوه بشاعر فلسطين الكبير، فعمل على صقل موهبتها وتنميتها وتوجيهها نحو كتابة الشعر ونشره في العديد من الصحف العربية.
إنجازات فدوى طوقان
بدأت علاقة فدوى بالشعر من أخيها الكبير ابراهيم، فكانت فدوى تتابع أخيها إبراهيم في كتابته للشعر، وفي مرة سمعته يتحدث مع أمه عن تلميذين عنده وحسن تنظيمهما لقصائد خالية من عيوب الوزن والقافية، وعندها لاحظ إبراهيم حسرتها وشغفها فقال لها أنه سيعلمها نظم الشعر فأخذها إلى مكتبته في الطابق الثاني وبدأ تعليمها بقراءة قصيدة وتفسيرها لها ثم هي عليها نقلها وحفظها ثم اختباره إياها فيها.
لم يكن اختيار إبراهيم للقصائد عشوائيًا، بل كان عن قصد واختار لها في البداية قصائد لامرأة ترثي أخاها ليريها كيف كانت نساء العرب تكتب الشعر، من هنا عادت فدوى للدراسة، لكن هذه المرة في مدرسة أخيها الذي فتح أبوابه لها، وبدأت مرحلة جديدة في حياة فدوى طوقان وبدأت تشعر بذاتها وإنسانيتها وحقها في الحياة والتعلم وتجددت ثقتها بنفسها.
بدأت فدوى أولًا نظم الشعر العمودي ثم انتقلت للشعر الحر
، وامتاز شعرها بمعالجة الموضوعات الشخصية والاجتماعية
، وكانت من أوائل الشعراء الذي جسدوا العواطف في شعرهم،
وبهذا قد وضعت أساسيات قوية للتجارب الأنثوية في الحب والثورة
واحتجاج المرأة على المجتمع. بدأ شعرها كذلك شعرًا رومانسيًا
ثم تحول إلى الشعر الحر الذي هيمن عليه موضوعات المقاومة
وذلك بعد سقوط بلدها في الاحتلال.
أول ما فكرت فدوى طوقان في النشر بدأت بإرسال قصائدها إلى
المجلات الأدبية في القاهرة وبيروت تحت أسماء مستعارة، فنشرتها
تلك المجلات مما عزز ثقتها بنفسها وموهبتها فاستمرت في كتاباتها
محملة بالآمال العريضة. لم تلبث الآلام أن حلت محلها آلام بموت
أخيها إبراهيم عام 1941، فخطّت كتابها الأول “أخي إبراهيم
” قبل أن تعود لحياتها المتشائمة حبيسة الجدران إأن إلى ظهر
ديوانها الأول “وحدي مع الأيام” عام 1952 الذي هيمن عليه
الإحساس بالعزلة والكآبة الشديدة وظهر فيه جليًا تأثرها بشعراء مثل إيليا أبو ماضي وعلي محمود طه.
ثم في 1956 صدر ديوانها الثاني “وجدتها” وكان مختلفًا تمامًا
حيث عكس ابتهاجها بالحب والحرية التي شهدها مجتمعها مؤخرًا
، كما امتاز بشعر التفعيلة الذي أًصبح نمط الشعر السائد عندها
منذ ذلك الحين. وفي 1960 صدر لها ديوان “أعطنا حبًا” الذي ظهر
فيه جليًا فقدانها للحب فسافرت إلى إنجلترا لدراسة الأدب الإنجليزي
عام 1962، لكنها لم تلبث سوى سنتين قبل أن تعود لوطنها
وترغب في الخلوة لكنها شهدت مرارة الهزيمة في 1967 فعادت تشارك الناس في الحياة العامة، وتحضر الندوات والمؤتمرات واللقاءات التي ينظمها الشعراء، وصدر لها “أمام الباب المغلق” الذي شهد تحول قصائدها للهم العام لأحوال البلاد والخاص لوفاة شقيقها نمر في حادث سقوط طائرة.
انتقل شعرها في هذه المرحلة ليركز على تضحيات الفلسطينيين ونضالهم، فصدر لها ديوان “الليل والفرسان” في 1969 وديوان “على قمة الدنيا وحيدًا”، واستمرت في عطاءتها الشعرية حيث صدر لها “تموز والشيء الآخر” في 1987 الذي كان عام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وفي عام 2000 وقبل وفاتها بثلاث سنوات، صدر ديوانها الأخير “اللحن الأخير” الذي شهد تأملاتها للحياة والحب والحرية.
لم يكن النثر اهتمامها لكنها برعت فيه كذلك، حيث كان أول إصداراتها كتاب “أخي ابراهيم”، كما صدر لها “رحلة جبلية، رحلة صعبة” عام 1985 الذي كان الجزء الأول من سيرتها الذاتية الذي غطى فترة صباها ومراهقتها حتى عام 1967 ونال إعجاب النقاد كثيرًا قبل أن يصدر الجزء الثاني “الرحلة الأصعب” عام 1993 الذي تناول السنوات القليلة بعد 1967.
نالت الشاعرة الكثير من الجوائز منها: جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط في باليرمو بإيطاليا عام 1978، وجائزة رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983، وجائزة جائزة سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة في 1989، ووسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية في 1990، وجائزة كافافيس الدولية للشعر عام 1996، وغير ذلك الكثير.
حياة فدوى طوقان الشخصية
قيل أن علاقة حب بالمراسلة جمعتها مع الناقد المصري أنور المعداوي.
وفاة فدوى طوقان
أنهكها المرض وأصبحت طريحة فراش الموت أشهرًا عانت فيها الكثير قبل وفاتها في 12 كانون الأول/ ديسمبر عام 2003، دفِنت إلى جانب أخيها ابراهيم.
حقائق سريعة عن فدوى طوقان
- كادت ألاّ ترى الدنيا من الأساس، حيث حاولت والدتها إجهاضها أكثر من مرة لتعبها الشديد من كثرة الولادة (كانت والدتها تزوجت وهي بنت 11 ربيعًا وأنجبت أول أبنائها وهي لم تكمل 15 عامًا بعد) ولكنها فشلت في الإجهاض كما أنجبت بعدها ثلاثة أبناء آخرين.
- ارتبطت بأخيها ابراهيم منذ وقتٍ مبكرٍ من حياتها، فهو كان أول من أعطاها هدية وأول من سافرت معه وكان الوحيد الذي ملأ فراغ نفسها بعد فقدان عمها، وبهذا كان لمحة الأمل الوحيدة الموجودة في عالمها المظلم المليء بظلم المجتمع للمرأة.
- وقّعت قصائدها الأولى باسم دنانير.
- شاركت في الحياة السياسية في خمسينيات القرن الماضي.
- لا يُجاريها في الجرأة إلا الأديبة السورية غادة السمان.