قصة أذني الملك الطويلة

قصة أذني الملك الطويلة

قصة أذني الملك الطويلةقصة أذني الملك الطويلة, كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك ملك قاسي القلب، وكان هذا الملك يعامل شعبه بمنتهى القسوة والعنف والأنانية، فكان لا يسمع لشكاوي شعبه ولا يلبي مطالبهم، وأغلق أذنيه تماما عن النصح والتوجيه ممن يحيطون به من مستشارين ووزراء.فكرهه الجميع تماماً، وكان هذا الملك يضع على رأسه

عمامة ملفوفة بقماش و لا يخلعها أبداً مهما حدث، فقد كان يرتديها تحت تاجه، وكان يرتديها عندما يستحم أو يأكل أو حتى ينام.كان شعبه يظن أنه يعاني من تورم في الرأس أو يعاني من صلع في فروة رأسه، وقال أحدهم يوما أن للملك قرنين طويلين، لكن الناس أسرعوا وأسكتوه حتى لا يتأذى ذلك الرجل

.ولا يعلم سر العمامة هذه سوى الحلاق الذي يقوم كل فترة بحلق

شعر رأس هذا الملك، وكان كل حلاق للملك يختفي في ظروف غامضة

ولا يسمع عنهم أي خبر، فأنخفض عدد الحلاقين في المدينة بشكل

ملحوظ، ولم يتبق في المدينة سوى اثنين من الحلاقين.أحدهم كبير

ومسن وأعتزل مهنة الحلاقة تماما، والثاني شاب لم يتقن مهنة الحلاقة

بشكل جيد وكان مازال يتدرب، وفي يوم من الأيام أتى جنود الملك

لاستدعاء الحلاق الشاب، ولما علم الحلاق الشاب بأمر الملك شحب

وجهه من كثرة الخوف والرعب من مصير مجهول قدر له .
وصل الحلاق الشاب للملك الذي كان يجلس أمام مرآة كبيرة ينتظر

حضور الحلاق والانتهاء من عملية الحلاقة هذه، وأمر الملك الحلاق بالبدء بالحلاقة، ولما خلع القبعة من فوق رأس الملك، ذعر الحلاق وبانت عليه علامات الذعر، لأنه رأى أذني الملك وكانتا طويلتين جداً .

فسأله الملك : ماذا بك أيها الحلاق !فقال الحلاق : كنت أمتع نظري

بشعرك الجميل يا أيها الملك، ولكنه في الحقيقة كان في غاية الدهشة

من شكل أذني الملك لكنه أستكمل الحلاقة بتروي وهدوء وتماسك،

خوفاً من ردة فعل الملك إذا رأى ردة فعل الحلاق من شكل أذنيه

.فسأل الملك الحلاق وقال له : هل أذنيا طويلتين أيس كذلك !!فقال

الحلاق بسرعة أن شكلهما طبيعي جداً ولم ألحظ عليهما شيئاً غريباً أيها الملك

.فأعجب الملك بالحلاق وقرر أن يقوم هذا الحلاق بقص شعر

الملك بشكل متواصل .وقال له الملك وهو يحذره : لا تقل

شيئا لأحد عن شكل أذني، وبعد هذا أزدهر عمل الحلاق كثيراً وأصبح لديه الطلب على الحلاقة كثيراً .وكان أكثر الزبائن يسألونه عن رأس الملك وسر القبعة، فكان الحلاق الشاب يتذكر

تهديد الملك بشأن إفشاء السر، ويسكت أو يتهرب من الإجابة،

أو يدخل في موجة كبيرة من الضحك المتواصل، وكان هذا صعب

عليه جداً .حتى مرض وأصيبت معدته بالانتفاخ، ونصحه الطبيب

بالتخلص مما يؤرقه من أمور وإلا سيموت، لكن الحلاق الشاب

قال للطبيب أن هذا أمر صعب جداً، فنصحه الطبيب بالذهاب

للوادي وحفر حفرة كبيرة، وعليه أن يقول فيها كل أسراره لكي يتخلص مما يثقل كاهله من أسرار حتى يرتاح .

ونفذ الحلاق الشاب نصيحة الطبيب وشفي من مرضه، وكلما تألم قام بالتخلص من الأسرار في أي حفرة أو أي جذع شجرة، أو حتى ماء بحيرة، وفي يوم من الأيام، نبتت في الحفرة التي حفرها الحلاق الشاب نبتة القصب، ومر بالنبتة راعي غنم أخذ من الشجرة عود ليصنع منها الناي لكي يعزف عليه وبمجرد أن عزف الراعي على الناس خرج صوت من الناي يقول أذني الملك طويلة لهذا يخبأها.فدهش الراعي من ذلك، وذهب الراعي للملك لكي يعزف للملك ويخبره عما علم به ،ويأخذ منه جائزة.لكن الملك غضب وطلب بسرعة إحضار الحلاق الشاب، الذي جلب أمامه بسرعة لكي يعاقب، وقال الحلاق الشاب للملك أنه لم يتحدث مع أحد عن سره وأنه فقط تكلم في حفرة أو تحت الماء ، لكن الملك لم يكن مهتما بهذا لأنه غاضب من إفشاء سره للناس، وحكم على الحلاق بالموت .
وقبل تنفيذ الحكم سمع الملك صوتاً حملته الرياح كان صوت القصبة وصوت الشجرة وصوت ماء البحر، والذي كان يقول أذن الملك طويلة .فعلم كل الشعب بشأن شكل أذني الملك، فحزن الملك لذلك، فقال الحلاق الشاب، يا أيها الملك صدقني أن أذنيك طويلتين لكي تستطيع سماع شكاوي الشعب ومطالبهم .فسر الملك من قول الحلاق الشاب وعفا عنه، وجمع الشعب وقال لهم : إني خلقت بأذن طويله لكي أسمع مطالبكم وشكاويكم، وكيف أكون ملكاً عادلاً محباً لكم جميعا، ومنذ ذلك الحين أصبح ملكاً محباً عادلا لا يظلم عنده أحد أبداً .

السابق
قصة الحطاب والكلب الوفي
التالي
من هو راشد الخلاوي – Rashid Alkalawi؟

اترك تعليقاً