قصة سامر والملك ,قصص قصيرة للاطفال,. في يوم من الأيام كان هناك صبي يدعى سامر ،كان سامر يتيم الأب و الأم ،فقد مات والديه عندما كان صغيرًا ، فعاش حياته وحيدا لأنه لم يكن لديه أخوات أو أقارب يحتمي بهم من فقر الزمن.كان سامر يكسب قوته بعرق جبينه ، فعمل في كل مهنة صادفته : حمل الأمتعة الثقيلة ، وقام بإزالة الغابات ، وإطعام الحيوانات ، وكان متقنا لعمله ، قانعًا بأجره الضئيل ، وكان أصحاب الأعمال يمتدحونه لذلك .
وذات مساء جميل ، بعد أن قطع كومة كبيرة من الأخشاب ، جلس ليستريح قليلا وأخذ يفكر فيما سوف يفعله في مستقبل حياته ، وأراد أن يجرب حظه في بلاد غريبة وبعيدة ؛ لأنه كان يتمنى أن يعيش المغامرات ، وكان يتوق إلى خوضها .
وعندما وجده صاحب العمل شاردًا في تفكير عميق سأله
عن سر ذلك ، فأخبره بما يفكر فيه ، وقال له سمعت أن تلك
الأرض البعيدة خصبة وأناسها طيبون ، وأتمنى أن أراها بنفسي ،
فأخبره صاحب العمل أن الأرض ، التي يتوق لها هي أرض سوخوثاي
، ويحكمها ملك يدعى سليمان ، وهو رجل عادل طيب القلب
، وشجعه على المضي في تلك الرحلة عله يقابل ذلك الملك يومًا ما .
وبعد مرور الوقت قرر سامر أن يجرب حظه وغادر القرية ،
وانطلق إلى العالم الرحب ، يتمتع بالمناظر الطبيعية
، ويتعرف على الناس من حوله حتى وصل لقرية تابعة لمملكة سليمان ، وهناك أصابه العطش فطلب من امرأة عجوز أنه تسقيه فقد كانت تحمل قدرًا من الماء على رأسها ، فأسقته وأخذت تتجاذب معه أطراف الحديث .
فعلمت أن هذا الصبي ذو الإثنا عشرة عامًا ، جاء وحده من
قرية مون لعله يستطيع التعرف على الملك الطيب في وقت ما
، وعلمت أيضا أنه يتيم الأبوين ، لا مأوى له سوى عمله ، فأخذته معها ليعمل مع زوجها .
وقد كان زوج العجوز سائسًا في قصر الملك يرعى الأفيال ؛ فاتخذ
من سامر مساعدًا له ، وقد كان سامر نشيطًا مجتهدًا في عمله ؛ فأحبه السائس
، وأحبته زوجته العجوز ، وعاملوه كما يعامل الآباء أبنائهم .
وفي مرة من المرات دخل حظيرة الأفيال شابًا وسيمًا بهي الطلة ،
يرتدي حلا من أفخر الثياب ، وحوله حاشية كبيرة ، فعلم أنه الملك الذي طالمًا حلم بلقائه
، فحيا الملك العجوز وسأله عن الشاب الجديد ،
فأخبره بقصته وأنه قدم من مون المدينة البعيدة ليتعرف على الملك الطيب .
فابتسم الملك لسامر الذي انحنى بسرعة والتقط محارة للزينة
من على الأرض وقدمها للملك الذي اتسعت ابتسامته ،
وقال له إنها مني لك يا سامر ففرح الشاب، فمحارة الزينة
في ذلك الوقت كانت تعادل النقود ، وأخذ يردد أنها هدية الملك لي فلابد أن أفعل بها شيئا مفيدا .
خرج سامر للسوق حائرًا يفكر فيما يمكن يفعله بتلك المحارة الجميلة ،
وأمام بائعة البذور راودته فكرة ،بأن يشتري بذور الخص ويزرعها في حديقة القصر ، حتى يسعد الملك بها ويكافئه .
وبالفعل ذهب لبائعة البذور واشترى منها قدرًا يسيرًا مقابل محارة الزينة ، ولما عاد إلى حديقة القصر ، أخذ ينثر البذور في الأرض ، ويرويها بالماء حتى اعتلاها اللون الأخضر وأصبحت حديقة غنية بأطيب و اجمل أنواع الخص ، ولما مر الملك على حديقة القصر رأى منظر الخص الجميل فأعجبه وسأل عن زارعه .
فأجابه الفتى أنه من صنع ذلك ، واقتطع من الأرض واحدة ليقدمها للملك ، كما فابتسم الملك وأمر بتعينه داخل القصر ، وكل يوم كان الصبي يثبت جداته في عمله ، وأصبح يتقدم به العمر مع تقدم المكانة ؛ فحينما صار شابًا يافعًا كان قد أصبح من رجال الملك المقربون ، وحظي بلقب خون وانج ، وتعني أكثر الشخصيات أهمية في البلاط الملكي .
ومن شدة ثقة الملك بصدقه ، وإخلاصه زوجه ابنته الجميلة وجعله حاكمًا على مدينة مون مسقط رأسه ؛ التي نشأ بها شاب يتيمًا معدمًا ، وبعدها أصبح سامر ملك تلك الأرض الطيبة ، وكان مثل ملكها السابق يحبه الناس ، وينعتونه بالملك سامر الطيب