قصة الأميرة المحبوبة وأختها الأميرة المغرورة

قصة الأميرة المحبوبة وأختها الأميرة المغرورة

 

 قصة الأميرة المحبوبة وأختها الأميرة المغرورة

قصة الأميرة المحبوبة وأختها الأميرة المغرورة,  في مملكة بعيدة هناك فتاتان  أميرات ، سحر وقمر . سحر كانت الأخت الكبرى وقمر الأصغر . كانوا يعيشون في القلعة. وكانوا أميرات حسنوات . وكانت سحر ذات شخصية أنانية . كانت تحب أن تؤذي الجميع بما في ذلك أختها ، ولكن سحر كانت لطيفة مع والدها لأنها كانت تعتقد أن والدها الملك ، سوف يسلم المملكة إليها في المستقبل. وقمر كانت حقا لطيفة ومحبوبة للغاية . ولم تشتكي أبداً لوالدها عما تتعرض له من أختها الكبري .

وفي أحد الأيام قرر الملك ، تقسيم المملكة إلى نصفين متساويين لبناته. سأل الملك أبنته الكبيرة سحر قائلاً :” سحر ، ما الذي يعجبك أكثر في العالم كله ؟” فكرت الأميرة سحر بأن إذا نطقت بحقيقة حبها لذهب والمجوهرات أكثر من أي شئ ، فقد يكون والدها مستاء ويعطي المملكة بأسرها لأختها قمر . بدلاً من ذلك كذبت قائلة :”أبي ، بالطبع أنت !” عندما حان دور الأميرة قمر الصغيرة في الأجابة ، ابتسمت وقالت: “أوه! يا أبي ، هناك ملايين الأشياء التي أحبها. لكن الأفضل من بينهم هو رؤية المطر وقوس قزح والأطفال الرضع المبتسمون ومساعدة الآخرين ورؤية الناس يبتسمون . “تحول وجه الملك إلى اللون الأحمر من الغضب . وعاقب قمر وطلب منها مغادرة المملكة لمدة أسبوع.

غادرت الأميرة قمر القلعة حزينة حقًا . وهي ذاهبة في طريقها سمعت قمر شخصًا يبكي . كانت شجرة جوز الهند . استفسرت قمر عن سبب إبكاءها . أخبرتها الشجرة بأن لم يسقيها أحد منذ فترة ، وبالتالي فقد تموت . قالت قمر : “لا تقلق يا عزيزتي ، سأساعدك “. كانت هناك بحيرة قريبة فقامت بحفر قناة ضيقة من البحيرة إلى الشجرة ، حتى يتسنى لشجرة جوز الهند أن تسقى باستمرار. كانت شجرة جوز الهند سعيدة للغاية وشكرتها علي مساعدتها . وذهبت الأميرة قمر لتكمل رحلتها .

رأت بقرة وعجلا صغير يبكي. ذهبت بالقرب منهم وسألتهم عن سبب البكاء . بكى العجل قائلاً :” لم تأكل أمي أي شئ لعدة أيام ، وإذا استمر هذا الوضع فلن تتمكن من إطعامي أيضا شئ من لبنها . سوف أتضور جوعا حتى الموت . وسيدنا ليس هنا لكي يطعمنا . طمأنت قمر العجل الصغير حتى لا يقلق . وذهبت بحثا عن القش والعشب . وعادت مع حزمة كبيرة من القش . كان هذا أكثر من كافٍ حتى عاد المالك . بعد أن تم شكرها من قبل البقرة الأم والعجل الصغير ، ابتسمت قمر وذهبت ببسعادة إلى الأمام .

سمعت أصواتاً صغيرة تبكي وأخذت تبحث عم مصدر اصوت . استغرق الأمر بعض الوقت حتى أدركت  أن الصوت قادم من الأسفل . كانت صرخات النمل . سألت القليل منهم عن سبب كل هذا البكاء . تكلم النمل أثناء البكاء قائلين :” كان هناك هطول أمطار غزيرة وأمتلاء العش لدينا بالماء .” شعرت قمر بالحزن وتوصلت إلى فكرة . قالت لنمل “يمكنني الذهاب لجمع بعض الطين ومساعدتك في بناء تل النمل الخاص بك في منطقة أفضل “. نجحت قمر في المهمة . وقفز النمل من السعادة وشكرها كثيراً ، ثم ذهبت لتكمل رحلتها .

وبعد أن قطعت مسافة طويلة في رحلتها في هذا اليوم ، دخلت الأميرة قمر غابة .ورأت على مسافة كوخ . وكانت قمر متعبة للغاية من المشي ومساعدة الآخرين . أرادت أن ترتاح فأقتربت من الكوخ وطرقت الباب . ققتح الباب سيدة عجوز . سألتها قمر عما إذا كان بإمكانها تناول بعض الطعام والراحة . مقابل بأنها سوف تقوم بكل العمل في منزلها . دعتها المرأة العجوز الي منزلها . وأعطت قمر بعض الطعام لتناولة . لم تخبر قمر المرأة العجوز بأنها أميرة لأنها لا تريد للسيدة العجوز أن تعاملها مثل الأميرات . ظلت قمر في الكوخ وقامت بكل الأعمال لمدة أسبوع

أخبرت قمر المرأة العجوز بأن ستغادر في اليوم التالي . طلبت من المرأة العجوز إذا كان لديها شامبو وصابون ، لكي تستحم قبل الذهاب فأعطتها المرأة العجوز الصابون الذي طلبته مع فستان جميل لكي ترتدية . وأعطت السيدة العجوز هدية لقمر عبارة عن صندوق وأمرتها بفتحها في غرفتها فقط ، فشكرتها قمر علي الكل شئ .

وبدأت قمر السير في طريق العودة وتمشي باتجاه القلعة . التقت النمل في طريقها أعطوها الأحجار الكريمة والمجوهرات هدية لها لمساعدتهم في اعادة بناء عشهم فشكرتهم علي الهدية .

وأكملة رحلة العودة ، وقابلت البقرة والعجل وأعطت الأميرة قمر الحليب والحلويات ومنتجات الألبان وطلب مالك البقرة والعجل الصغير من بعض الناس نقل الحليب والهدايا إلى منزل قمر .

وبعدها أخيرا التقت شجرة جوز الهند وأعطتها بعض جوز الهند. همست شجرة جوز الهند لقمر قائلة :” ثمار جوز الهند هذه مميزة . احتفظي بهم حتي عودتك الي المنزل وأفتحيها فقط في غرفتك “.

وصلت قمر الي القلعة . وطرقت على الباب . فتح الملك الباب وأنصدم لرؤية فتاة جميلة جداً . سأل الملك ” من أنتي ؟” كانت قمر مندهشة . أجابت ” بابا ! أنا قمر ، ابنتك “.

لم يصدق الملك عينيه. سأل قمر قائلاً :” كيف أصبحت جميلة جدًا هكذا وكيف أصبح شعرك جميل وبهذا الطول ؟” لم تكن قمر تعلم أنها جميلة . ذهبت ونظرت في المرآة ، كانت متفاجأة بجمالها المتوهج .

وقفزت قمر بحماس وتقول لوالدها  ” دعنا نذهب إلى غرفتي ونفتح هذه الهدايا “، فأذا بالأميرة قمر تنظر الي الهدايا وبجمال الأحجار الكريم الذي أخذتة من النمل وبدأت بفتح هدية المرأة العجوز فأذا بها تندهش من المجوهرات التي كانت مشرقة مثل الشمس .

والتفتت إلى الهدية من شجرة جوز الهند . كانوا يشبهون جوز الهند الطبيعي ، لكن عندما فتحتهم ، خرج منها العملات الذهبية . وكلما واصلت قمر هز جوز الهند واصلت أخراج الذهب دون نفاذ الذهب . طلبت قمر من والدها مشاركة وإعطاء المجوهرات والعملات الذهبية للجميع في المملكة .

كانت سحر أخت قمر الكبري غيور حقاً . أخبرت والدها أنها ستذهب لتدرس وتتعلم في مملكة أخرى ، ولكن كان لديها خطه أخرى تماماً . أتجهت إلى المكان الذي ذهبت إليه أختها قمر .

وفي طريقها صادفت شجرة جوز الهند . توسلت شجرة جوز الهند الي سحر من أجل أن تسقيها . صرخ سحر بغرور قائلة :” أبداً ! سيفسد ثوبي إذا سقيتك “. ثم ذهبت بعيداً حتي قابلت البقرة والعجل الصغير الذي طلبو منها أن تطعمهما بعض القش . أجابت سحر بسرعة وبلهجة قاسية وبغضب شديد :” لا ! إذا أعطيتكم بعض القش ، فإن يدي وثوبي سيتسخان “، ولم تكتفي وقامت بركلهما وبدأت في المشي بعيدًا .

رأت النمل الذي طلب منها المساعدة لبناء عش النمل ، أجابت بالصراخ في وجه النمل وتقول :” لا ! أنا مصاب بالحساسية تجاه النمل والطين “.

وصلت سحر أخيرًا إلى منزل المرأة العجوز ، وصرخت في وجة السيدة العجوز قائلة :” أنا أميرة مملكة وقد جئت لتكريمك بالبقاء في منزلك لمدة أسبوع “. أجابت السيدة العجوز قائلة :” لا مشكلة طالما انك ستساعديني في الطبخ وغيرها من اعمال المنزل ؟”.

غضيت سحر كثيراً وصاحت بصوت عال قائلة :”  لا ! أنا أميرة ، أنا لا أفعل ذلك . أنت من عليك القيام بكنت بالطبخ وغيرها من الأعمال ، وأنا لن أفعل مثل هذه الأشياء في منزل متسخ مثل هذا “.

مر أسبوع وسحر لا تفعل شئ . وقالت سحر للسدة العجوز بلهجة سيئة :” أحتاج أن أستحم قبل أن أعود إلى مملكتي وأحتاج إلى أفضل صابون وشامبو لكي يكون شعري جميل وثوب من الترتر الجميل “. صبرت السيدة العجوز عليها وأعطتها كل ما تريده .

وهذا ليس كل شئ ، فطلبت سحر من المرأة العجوز تقديم هدايا لها أكثر مما قدمته إلى قمر . أعطتها المرأة العجوز الهدايا ، وبدأت سحر في المشي بعيدا دون شكرها تتجة الي القلعة .

وأثناء المشي إلى قلعتها ، قابلت النمل . كما بدأ جيش من النمل يهاجمها وبدأ في عض ساقيها ووجهها. بدأت جسدها يتورم في كل مكان .

ركضت بعيدا في طريقها لتقابل البقرة والعجل الصغير التي هاجموها بركلهم لها بنفس الطريقة التي ركلتهم بها .

وبعد الهرب منهم تتفاجأ سحر بقذائف من ثمرة جوز الهند الصلبة موجهة لرأس سحر . كما وتصاب في رأسها أصابات شديدة . فأذا بها تقول سحر لشجرة :” أنا أسفة ، من فضلك لا تؤذيني أكثر من هذا “.

وتكون هذه أول مرة في حياة الأميرة سحر بالأعتذار من أحد وطلب العفو والسمح منه .

وتذهب سحر مسرعة للقلعة التي باتت قريبة منها وتتشوق وتريد فتح هديتها من العجوز فلم تصبر علي وصولها للقلعة وقامت بفتح الصندوق ، فأذا بسرب من النحل يخرج من الصندوق ليهاجمها ، فألقت الصندوق بعيدًا وركضت إلى القلعة .

ثم طرقت باب القلعة وخرج الملك . بكت سحر قائلة :” أبي … هذه أنا أبنتك سحر “، قال الملك :” لا يمكن هذا !، أبنتي سحر ذات شعر طويل وفستان نظيف وجميل “.

أندهشت من كلام أبيها وتضع يدا علي رأسها فلا تجد لها شعر فتذهب مسرعة الي المرأة فأذا بها تجد نفسها صلعاء صرخت قائلة ” لا ، شعري الجميل !” .

أخبرت سحر الملك أنها كانت دائمًا تزعج قمر وشرحت للملك بالتفصيل ما حدث عندما ذهبت إلى منزل المرأة العجوز ووعدت أبيها بأنها لن تؤذي أحداً ولن تشعر بالغيرة بعد الآن . لقد تعلمت الدرس وعاشوا بعدها في سعادة دائمة .

السابق
قصة أم شريك التي سقها الله بدلو ماء من السماء لتشرب قصص اطفال اسلامية
التالي
قصة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام

اترك تعليقاً