قصة البؤساء أروع الأعمال الإنسانية لفيكتور هوجو

قصة البؤساء أروع الأعمال الإنسانية لفيكتور هوجو

 

 

قصة البؤساء أروع الأعمال الإنسانية لفيكتور هوجو,  إن رواية البؤساء صنفت بكونها تحفة عالمية خالدة، لها القدرة على جعل قارئها يعيش تجربة إنسانية سامية لحظة بلحظة؛ تجربة يطرح فيها كاتب الرواية “فيكتور هوجو” طبيعة العلاقات الإنسانية بالقرن التاسع عشر بأوروبا، وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين الفئات التي لم يفقدها الظلم والفقر والقهر إنسانيتها، فظلت بها الكثير من السمات والأخلاق وعلى رأسها سمة الوفاء لبعضها البعض.

“جان فلجان” بطل الرواية على الرغم من كل الذل والظلم الذي تعرض له، وقضائه تسعة عشرة عاما بالسجن بالأشغال الشاقة بسبب سرقته لقطعة خبز ومن بعدها محاولاته المتعددة للهرب، وماضيه السيء الذي كسبه إثر ذلك، كل ذلك لم يمنعه من إشعال نيران الحب والوفاء بقلبه مرة أخرى على الرغم من القساوة التي لاقاها، ولم يمنعه أيضا من التضحية بنفسه فداءً لتصحيح أخطاء غيره.

رواية تجدها عزيزنا القارئ تطرح أمامك أن سطوة الماضر المرير كفيلة بتغيير الحاضر والمستقبل وجعلهما قاتمين أيضا، فنجد أن بطل روايتنا مقابل سرقته لقطعة نقدية بخسة من طفل كانت كفيلة لمنعه من إتمام حياته بشكل طبيعي وبسلام على الرغم من تحقيقه لكثير من الإنجازات.

رواية تجد فيها أيضا أن خطأ صغير باسم الحب كان كفيلا بتغيير حياة آخرين، وجعلهم يشعرون بالخزي والعار هم وكل من حولهم أيضا.

باختصار شديد إن رواية البؤساء من أروع الأعمال الإنسانية على مر العصور.

قصـــــة البؤساء

“جان فلجان”…

إنسان حكم عليه بالسجن لمدة تسعة عشرة عاما بسجن طولون بفرنسا، خمسة سنوات بسبب سرقه لقطعة خبز، وأربعة عشر سنوات بسبب محاولاته التي تعددت للهرب من حياة السجن العصيبة.

وبعد انقضاء مدة سجنه خرج من السجن، ولكنه لاقى واقعاً مريراً

حيث أن كل الأبواب أوصدت في وجهه بسبب حمله لورقة صفراء تحذر منه ومن مدى إجرامه!

وبسبب كل ما لاقاه كان ينام في الطرقات بالشوارع بمعدة على

الدوام فارغة خاوية، لم يجد الرحمة إلا مع رجل واحد “الأسقف ميريل”

الذي استضافه في منزله وأحسن ضيافته فقدم له الطعام والشراب،

وأعطاه الغطاء ليدفئ جسده وينام ويرتاح من العناء.

ولكن “جان فلجان” بقدوم ظلام الليل قام بسرقة الأواني الفضية من

منزل الأسقف ميريل والتي كان قد قدم له فيها الطعام وهرب.

أمسكت به الشرطة وأعادته لميريل بما سرق منه، ولكن ميريل كان طيب القلب

معه حيث أنه ادعى أمام رجال الشرطة أنه كان من أهداه هذه الأواني،

وأنه لم يسرق منه شيئاً؛ بذلك أنقذه ميريل من السجن مجددا، ولكنه

اتخذ عليه عهدا أن يكون إنساناً صالحا وألا يعود لمثل هذه الأمور مجددا،

وعده “جان فلجان” بذلك، وأخيرا طلب الأسقف ميريل من جان أن

يرد له الجميل الذي صنعه له بأن يفي بكل كلمة وعده بها.

ولكن “جان فلجان” وقع بنفس الخطأ، لقد سرق قطعة نقدية من

طفل صغير، ولكنه أفاق لنفسه وتذكر وعده لميريل، فذهب وبحث عن الطفل ليرد قطعته النقدية إليه، ولكنه وجده قد أبلغ عنه رجال الشرطة، فاضطر للهروب تحت اسم مستعار، وأسمى نفسه “مادلين”.

استطاع “مادلين” من تطوير طريقة جديدة للنسيج، وتمكن من إنشاء

مصنع خاص به، وتراكمت عنده الأموال، وأصبح من أثرى الأثرياء خلال تسعة سنوات، حتى أنه بات عمدة البلدة.

كان “مادلين” يساعد كل من حوله ويمد يد العون لكل المحتاجين بلا استثناء،

وبيوم من الأيام بينما كان شيخا كبيرا عالقا تحت عربة، أسرع “مادلين”

لمساعدته وإخراجه من تحت العربة، كان ماراً حينها مخبراً جديداً “جافيير”

والذي كان قديماً يعمل حارساً في سجن طولون، وعندما رأى “جافيير” مادلين ومدى قوته في إخراجه للرجل تذكر “جان فلجان” الرجل القوي الذي كان بالسجن والخراج منه، والهارب أيضا من العدالة في سرقة قطعة نقدية من طفل صغير.

ومنذ هذه اللحظة شرع “جافيير” في البحث وراء أدلة تثبت صحة ما فكر به

، وهو أن “مادلين” عمدة البلدة ما هو إلا “جان فلجان” الهارب من العدالة.

كانت هناك فتاة في ريعان شبابها وفي قمة جمالها، كان اسم هذه الفتاة الجميلة

“فانتين”، وكانت هذه الفتاة قد استغلها أحد الشباب باسم الحب

وبنزوة عابرة أنجبت إثرها ابنة أسمتها “كوزيت”؛ قررت “فانتين” عيش حياتها كاملة في عناء وكد وشقاء من أجل توفير الأموال لابنتها، والتي كانت قد تركتها لأسرة ترعاها وتهتم بها وبتعليمها مقابل إرسال الأموال إليهم.

كانت هذه الأسرة التي تركت “فانتين” لهم ابنتها جشعة للغاية،

فكانوا على الدوام يرسلون إليها في طلب الأموال، وهم في الأساس

لا يهتمون بالطفلة الصغيرة بل يستغلونها أسوأ استغلال،

كانت الأم “فانتين” لا توفر من جهدها شيء حتى أنها باعت كل ما تملكه من أجل إرسال الأموال لابنتها، وباعت شعرها وأسنانها وكل شيء لتسقط في النهاية من المرض، وقد باتت منهكة ومشتاقة لرؤية ابنتها “كوزيت” قبل مفارقتها للحياة.

طلبت الأم “فانتين” من “مادلين” صاحب المصنع الذي تعمل به أن

يسافر ويحضر ابنتها لتراها قبل أن تلتهمها أنياب المرض وتحول بينها وبين رؤية ابنتها الوحيدة، وكشفت “فانتين” عن السر الذي تخبأه عن الجميع.أروع الأعمال

توالت الأحداث بالقصة فتوفيت “فانتين” قبل أن ترى ابنتها “كوزيت”، وتم كشف الهوية الحقيقية لمادلين وعرف بأنه “جان فلجان” الذي كان قد وعد “فانتين” قبل رحيلها بإنقاذ ابنتها “كوزيت” والاعتناء بها.

توجب عليه قبل السفر للاعتناء بكوزيت الذهاب للمحكمة وإنقاذ حياة شخص بريء اعتقدوا بأنه هو “جان فلجان”، فذهب بنفسه وأدلى باعترافه رغبة في إنقاذ ذلك الشخص البريء، ولكن المحكمة لم يصدقوا بأنه “جان فلجان”.

طلب منهم إجراء التحقيقات والإجراءات حتى يتأكدوا من صدق قوله، وذهب في ذلك الوقت للقاء “كوزيت” ابنة “فانتين” الراحلة عن الحياة.

أنقذ “جان فلجان” الابنة “كوزيت” من الأسرة المستغلة لها، وعاد بها لباريس متخفيان، ليس من أجله وإنما من أجلها هي حيث أنها اعتقدت بأنه والدها، فقرر أن يوفر لها الأمان والطمأنينة والسكينة برفقته.

استطاعا أن يتسللان إلى دير للراهبات كان يعمل به بستانيا اسمه

“فولشفان” ذاك الرجل الذي أنقذه “جان فلجان” من تحت العربة؛

عاشا كلاهما بهذا الدير ومرت السنوات حتى كبرت “كوزيت” وأصبحت مراهقة جميلة وفي غاية الجمال كجمال والدتها.

صادفت “كوزيت” شاب في السابعة عشرة من عمره وسيما رديكالي

خجول في إحدى حدائق لوكسمبورج، ووقعت في حبه وهو أيضا سقط في حبه؛ اكتشف “جان” علاقة الحب الناشئة بين “كوزيت” و”ماريوس”.أروع الأعمال

شعر “جان” بالغيرة من “ماريوس” حيث اعتقد أنه أخذ الحب الذي بقلب ابنته له، كما أنه شعر بأن دوره كمنقذ لها قد انتهى هنا، وكأي أب شعر بأن عليه تسليمها لمن أحبه قلبها؛ وتتسارع الأحداث بالقصة لتبدأ ثورة الطلاب الرديكاليين مطالبة بإقامة الجمهورية.

في هذه اللحظة أيقن “فلجان” أن دوره لم ينتهي بعد، فعليه

أن يقحم بنفسه ويضحي بها مرة أخرى من أجل حماية حب ابنته،

قام الطلاب بالقبض على جاسوس بينهم، وقد اتضح بأنه نفسه

“جافيير” العدو الأزلي لجلفان، فطلب منهم أن يتركوه له لينتقم منه بطريقته.

وما كان منه إلا أن أطلق سراحه، يتم القبض على الطلاب

وتنفيذ أحكام الإعدامات بهم، يتمكن “جلفان” من إنقاذ حياة

“ماريوس”، وأثناء رحلة هروبه حاملا إياه يلقي “جافيير” القبض عليهما

فيتوسل إليه جلفان أن يتركه يرسله للعلاج ومن بعدها يأتيه بنفسه ويسلمه إياها.

يذهب جلان للمستشفى بماريوس، ويعود لابنته ويحكي لها عن

ماضيه السيء وعن قصة والدتها، ويطلب منها ألا تخبر ماريوس مراعاة لصورتها أمامه.

يكتشف ماريوس بأنه من أنقذ حياته، ويذهب مع “كوزيت” للقائه بالسجن،

فيجدانه قد خيم عليه كبر السن والمرض وكان شديد الاشتياق لرؤية ابنته قبل رحيله ومفارقته للحياة.

السابق
الشعر الجاهلى واهدافه
التالي
قصص قصيرة نهايتها سعيدة قصة ياسر واخوه

اترك تعليقاً