قصة قصيرة للاطفال عن الصدق … يجب علينا تعليم الاطفال الصدق وعدم الكذب وان نعرفهم ان الكذب شيئ سيئ يجب عليهم الابتعاد عنهم وان يكونوا صادقين
قصة: ماهر والدراجة
في بيت من بيوت الريف كانت تقطن عائلة صغيرة مكونة من أب وأمٍ وطفلين صغيرين، الكبير كان يبلغ العاشرة من عمره والصغير ما يزال في السادسة، وكان الكبير في الصف الخامس الابتدائي والصغير سيدخل الآن إلى المدرسة بعد أن يكمل السادسة ويدخل في السَّابعة، ولما حان وقت بداية المدرسة بدأ الوالدان مع الأطفال بالتجهيز من أجل حفلة ابتداء المدرسة، إذ من عادة الوالدان أن يقيمان حفلة في بداية العام يرحبان فيها بقدوم العام الدراسي، وكذلك فيقدمون إلى أولادهم لكل واحد منهما هدية؛ حتى يسعدوا بهذا اليوم.
ابتدأت الأم تحضّر مع ماهر -وهو الابن الأكبر- لائحة المشتريات التي سيذهبون لاقتنائها من أجل الحفلة، كذلك فقد كانوا يحتاجون للعصير وبعض الحلويات والفواكه وغيرها من الأمور، وأحضر الوالد الزينة معه في ذلك اليوم وبدأ بتزيين المنزل مع الطفل الصغير بكل فرح وسرور، واقترح الوالد أنّ على كل من الطفلين أن يختارا لهذا العام هديتهما على غير العادة، وقد سُرَّ الأطفال بهذا الاقتراح وبدأ كل واحد منهم يتذكر ما هي الهدية التي يريد أن يحصل عليها منذ مدة، وبدأ الابن الأكبر بالحديث وقال: أنا أريد كرة القدم الدولية، فقد سمعت عنها من أصدقائي كيف أنّ أعلام جميع الدول تكون على تلك الكرة.
قال الصغير: أمّا أنا فأريد دراجة يا أبي، فأحبُّ أن أتعلم قيادتها وأن تساعدني على ذلك، بدَتْ علامات ابتسامة على وجه الوالد وقال: على الرحب والسعة يا أولادي، وفي اليوم التَّالي خرج الوالدان إلى السوق واشتريا ما طلب كل واحد من الأولاد، وعادا من فورهما لاستقبال الضيوف الذين سيأتوا إلى الحفلة، ومن بينهم الجد والجدة، وتمَّت الحفلة وقطعوا الحلوى وتناولوا العصير واجتهدوا على إبقاء المنزل نظيفًا حتى في أثناء الحفلة.
تسلَّم الطفلان كل واحد منهما هديته الخاصة فيه، ولكن عندما رأى ماهر دراجة وائل الصغير اندهش من جمالها وكثرة الألوان التي تحملها، ولم يعد يشعر بالفرح لأجل هديته، وبينما خرج الجميع من الغرفة أقدم ماهر على الدَّراجة وحاول أن يركبها، لكنَّ الدراجة كانت للأطفال الصغار ولم تكن تتحمل وزنًا أكثر من ذلك، فانكسرت العجلة من الثقل الذي حملته، وخاف ماهر من فعلته فأخذ الدراجة وأخفاها بعيدًا عن الأنظار، ولمَّا عاد الأخ الصغير ليرى الدراجة لم يجدها، وبدأ بالبكاء والعويل واحتار الوالدان فيما يفعلاه.
أتى الوالد وقال لماهر: هل رأيت الدراجة يا ماهر؟
قال ماهر: لا يا أبي لم أرها، قال له الوالد: قل الصدق يا ماهر
ونظر إليه بجدية وحزم كبيرين، فقصَّ ماهر الحكاية كما حدثت وبدأ بالبكاء
قال الوالد: لقد أخطأت يا بني عندما مددت يدك إلى ما ليس لك
وكذلك أخطأت عندما كذبت، اعتذر لأخوك ولا تعد للكذب أبدًا
اعتذر ماهر من أخيه ووعده أن يقتطع من مصروفه كل يوم حتى يأتي له بمثلها وندم جدًّا
لأنَّه لم يقل الحقيقة ولكنَّه عاهد نفسه على أن يقول الصدق مهما كان في قادم الأيام.
قصة: لونا وامتحاناتها
لونا فتاة في الصف الخامس الابتدائي، وكانت متميزة في دروسها بشكل كبير
وقدمت الامتحانات النصفية وبدأت بالإعداد لها بشكل جيد
وفي أحد الأيام اتصلت بها بنت خالتها غدير وسألتها أن تأتي لعندهم
وافقت والدة لونا لكنَّها اشترطت أن تكون الزيارة بعد أن تنهي لونا دراستها
ولما انتهت ذهبت إلى غدير، كانت غدير في ذات الصف واقترحت أن تشاهد أفلام الكرتون سالي
كانت لونا لا تعرف سالي ولكنَّها سمعت بها من زميلاتها، ولمَّا بدأت بالمشاهدة شدّها المسلسل الكرتوني كثيرًا، واقترحت على غدير أن تعيرها القرص حتى تشاهد المسلسل في بيتهم، وكان ذلك.
بدأت لونا بإنفاق الوقت كله في مشاهدة الكرتون
وكلّما سألتها والدتها ماذا تفعل قالت لها: أنا أدرس يا أمي
ومضت الأيام الثلاثة وانتهى المسلسل الكرتوني وانتهت معه الأيام الثلاثة المخصصة للتحضير للامتحان
وحانت المادة الأولى وهي الرياضيات، ولم تفلح كثيرًا في الامتحان
فقد اعتمدت على معلوماتها التي علقت في ذهنها من الصف، وقدمت كل امتحاناتها على تلك الشاكلة، وانتهى الامتحان ومضت الأيام وحان وقت النتائج.
تسلَّمت لونا نتائجها وهذه المرة الأولى التي تكون فيها بهذا السوء
وبدأت بالبكاء والندم على ما اقترفت يميينها في تضييعها للوقت
وعادت إلى المنزل تحمل معها تلك العلامات السيئة، وكانت الجدة أم تحسين -وهي والدة أبيها- عندهم تريد أن ترى نتائج لونا الممتازة كما العادة
ولكنَّ الحظ لم يحالفها في هذه المرة، ولمَّا رأت الأم النتائج ذهلت منها
وسألت لونا عن السبب، فبدأت لونا بالبكاء وقالت لها: حينما كنت تسألينني عن دراستي يا أمي لم أكن أدرس
بل كنت أشاهد أفلام الكرتون في غرفتي، وأنا لم أقل الصدق وقتها يا أمي.
ذهلت الأم ممّا سمعته وأنَّبت لونا على فعلتها
وقالت لها: لونا لقد كذبت عليّ ولكن ها هي النتائج الآن بين يدينا، فما فادك كذبك سوى أنّك أجّلت ظهور الحقيقة التي لا بدَّ لها أن تسطع في أحد الأيام
أبدت لونا أسفها على فعلتها تلك، ووعدتها ألَّا تعود لمثل ذلك أبدًا طيلة حياتها.