عند كتابة قصص أطفال قبل النوم، لا بدّ من اختيار قصص لطيفة مليئة بالعبر
ومن أروع قصص أطفال قبل النوم قصة عن الكرم، وتتحدّث عن الفلاح مع الملك، ففي أحد البلاد البعيدة
كان يعيش فلاح في مزرعة ويعمل بها، وكانت هذه المزرعة ملكًا للملك
وفي أحد الأيام أخذ الفلاح يفكر ويقول في نفسه: لو كنت غنيًا مثل الملك لاستطعت شراء أرض، ولزرعت هذه الأرض واستمتعت بها وبثمارها، وأكلت طعامًا شهيًّا وارتديت أجمل الملابس، وعشتُ في بيتٍ كبيرٍ ومريح.

فجأة، أفاق الفلاح الفقير من حلمه عندما سمع صوتًا يقول: سيمر الملك من الطريق الملاصق لهذه المزرعة في الأسبوع القادم
ويجب على جميع الفلاحين الاصطفاف لتحية الملك واستقباله خير استقبال
ففكر الفلاح مرة أخرى وقال في نفسه: لقد أتت الفرصة المناسبة كي أحقق جميع أحلامي
وعليّ أن أطلب حاجتي من الملك، وبالتأكيد أنه لن يردّ طلبي
خصوصًا أنني سمعت عن طيبه وكرمه، وظلّ الفلاح الفقير يحلم بلقاء الملك طوال الأسبوع.

جاء اليوم الموعود بسرعة، وتجهّز الفلاحون لاستقبال الملك وتحيّته
واصطفوا على جوانب المزارع، وإذ بموكب الملك قادم تتقدمه عربات الخيول الكثيرة
وما كان من الفلاح إلّا أن جرى باتجاه هذه العربات حتى وصل إلى العربة الملكية وأخذ يصرخ: يا سيدي الملك، أريد أن أطلب منك طلبًا، وأتمنى أن تنفذه لي يا سيدي
ثم سأله الملك: ماذا تريد أيها الفلاح، فأُصيب الفلاح بارتباك في حضرة الملك، لكنه استدرك
وقال له: أريد منك بعض النقود الذهبية كي أشتري أرضًا كبيرة وأزرعها وتبقى لي
فقال له الملك مبتسمًا: حسنًا أيها الفلاح، سأعطيك ما طلبت بشرط أن تعطيني شيئًا من عندك
وفي هذه اللحظة ازداد ارتباك الفلاح وفقال في نفسه: عجيبٌ أمر هذا الملك، لديه كلّ ما يريد، لكنه يطلب مني شيئًا، كم هو بخيل !.

فكّر الفلاح قليلًا، ثمّ أخرج من جيبه حبة أرز واحدة، أخرجها من صرة كانت موجودة في جيبه
ثم أعطى حبة الأرز للملك، فشكره الملك كثيرًا، وأمر موكبه أن يمشي دون أن يعطي الفلاح أي شيء
فأصيب الفلاح بخيبة أمل وعاد إلى بيته حزينًا
ثم أعطى زوجته صرة الأرز التي كانت معه كي تطبخها، وفجأة صرخت الزوجة: لقد وجدت من بين حبات الأرز حبة أرز واحدة من الذهب الخالص، وفي هذه اللحظة قال الفلاح في نفسه: ليتني كنت كريمًا وأعطيت الملك صرّة الأرز كاملة.

قصة الفلاح مع الملك من أجمل قصص أطفال قبل النوم
وفيها الكثير من الدروس المستفادة أهمّها: من يعطي الخير سيحصد الخير بالمقدار نفسه وربّما أكثر
ومَن تصرّف بأخلاق كريمة فلا بدّ أن يكرمه الله بالمِثل؛ لأن البخيل عدوّ نفسه وعدو الله، لهذا يجب أن يكون الإنسان كريمًا في جميع أحواله مهما كان فقره؛ فإنّ الله يرزق الكريم.