قصة من يشتري المرجان

قصة من يشتري المرجان

قصة من يشتري المرجان

 

قصة من يشتري المرجان

قصة من يشتري المرجان – القراءة من الأمور المفيدة والمهمة لكل الفئات، فهي تنمي القدرات العقلية، وتزيد من المعرفة في الحياة، وإلى جانب ذلك تعتبر نوع من التسلية المفيد، وهذا يستوجب علينا أن نوفر أجمل القصص التي تراعي المستويات المختلفة.

ونحن في موسوعة الشعررراء نحاول أن نعرض لكم قصص قصيرة وجميلة بشكل مشوق ورائع، ويكون فيها العبر والتسلية، لتنجذب لها النفوس، وترتاح لها القلوب، ويسهل فهمها على الجميع، وفي هذه القصة -إن شاء الله- سنقوم بسرد قصة ممتعة من القصص التي فيها الكثير من العبر والفوائد، تحت عنوان “قصة من يشتري المرجان” ودعونا نتعرف أكثر على تفاصيل هذه القصة.

قصة من يشتري المرجان

الشاب الثري يصبح فقيرا

كان فيما مضى شاب ثري ثراءا عظيماً وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت وكان الشاب يؤثر على أصدقائه أيما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.
ودارت الايام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقارا شديدا فقلب الشاب أيام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد أثرى ثراء لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والضياع والاموال.

الشاب يطلب مساعدة صديقه

فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله فلما وصل

باب القصر استقبله الخدم والحشم فذكر لهم صلته بصاحب الدار وماكان

بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذل
فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفق

ر فلم يرض بلقائه وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة

كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء وتساءل

عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض.

الشاب والرجال الثلاثة

ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا، وقريبا من دياره صادف ثلاثة من

الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم

ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم

والده فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع.

من يشتري المرجان؟!

ولكنه فكر مليا، أين اليوم من يشتري المرجان فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة، مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف إمرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير، فقالت له: يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم؟
تبسم الرجل، ودخلت السعادة قلبه، فتسمر في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث، فقالت: أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها.
فسألها إن كان يعجبها المرجان، فقالت له: نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد.
وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير، فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما:

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يعون بين الورى بالمكر والحيل

كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها:

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولمتكن سببا إلا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي

وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل !

السابق
قصة السفينة والتاجر المسكين
التالي
السيرة الذاتية للجاحظ

اترك تعليقاً