قصة الذئب في جلد الخروف , كان هناك قرية بجانبها غابة يعيش بها ذئب خبير في صيد الفرائس.
وذات مرة كان الذئب مسترخيا قرب النهر، بعد أن تعب من البحث عن وجبة طعام، و صار يفكر يائسا: “إني أتقدم في العمر، و مع مرور الأيام يصبح الصيد أكثر صعوبة، و لابد أن أجد طريقة و إلا سوف أموت من الجوع”، و بات الذئب مفكرا في خطة للصيد حتى غفا من النعاس.
و في الصباح التالي ذهب الذئب
إلى أطراف القرية بحثا عن فريسة،
و عندما أضحى قريبا من المرعى
شاهد قطيعا من الخراف،
و كان بئر عند طرف المرعى،
فتسلل الذئب و اختبأ خلفه،
و قال في نفسه “
سأبقى مختبئا هنا،
و عندما يمر أحد الخراف،
سوف أمسكه و آكله”
و ظل الذئب هادئا ينتظر الفرصة
المناسبة لتنفيذ خطته،
و بعد قليل ابتعد خروف صغير عن القطيع، و أصبح قريبا
من البئر، و في لحظة واحدة وثب الذئب عليه و أمسكه
بمخالبه الحادة، ثم سحبه خلف شجرة كبيرة و أكله قطعة قطعة حتى أحس بالشبع.
و بعد أن انتهى الذئب من وجبته لم يبقى من الخروف شيء سوى جلده، فقال الذئب لنفسه: “صار الوقت مناسبا لتنفيذ الخطة”، ووضع الجلد على جسمه كي يبدو مثل الخروف فلا يميزه أحد، ثم تسلل بهدوء حتى وصل إلى القطيع و اندس الى الخراف.
و عندما رآه أحد الخراف سأله: “أين ذهبت أيها الصغير؟ هل كنت تائهاً؟”
أجابه الذئب مقلدا صوت الخروف: “ذهبت لألعب قرب البئر”
فقال الخروف: “لا تبعد عن القطيع مرة أخرى، فلا يزال خطر الذئاب قريبا”
و عندها ضحك الذئب في سره لأن خطته قد نجحت دون شك.
و في المساء عاد القطيع إلى الحظيرة، و بات الذئب متمرسا
في خدعته، فكان يعيش بين الخراف و يذهب إلى المرعى
معهم و كأنه واحد منهم، و كان سعيدا في حياته الجديدة
لأن المكان مريح و الطعام وفير، و لم يعرف الراعي شيئا
عن حيلة الذئب و لم يميزه بين الخراف و مر أسبوع و أسبوعان،
و لاحظ الراعي أن عدد الخراف أصبح يتناقص كل يوم،
فقال لزوجته مستغربا: “أين تختفي الخراف، و أنا أراقبها جيدا؟”
و أصبحت كلاب الحراسة أكثر انتباها في المرعى،
و لكن عدد القطيع استمر بالتناقص، و لم يكن
أحد يدري أن الخطر ليس في المرعى بل في الحظيرة نفسها.
و هكذا كان الذئب يختبئ
في الحظيرة و ينتظر حلول الليل،
و بعد أن ينام الجميع يختار
خروفا صغيرا و يأخذه بسرعة
خلف الجدار ليأكله، ثم يرمي البقايا
في حفرة عميقة و يعود للنوم بين القطيع.
و مع هذه الوفرة في الطعام أصبح الذئب العجوز سمينا
لدرجة أنه يبدو أسمن خروف في القطيع.
و ذات يوم جاء أقرباء الراعي من القرية البعيدة لزيارته،
و كان الراعي كريما فقال لزوجته: “سوف نقيم وليمة
لإكرام ضيوفنا” ، و كانت زوجته كريمة أيضا فقالت له “اذهب
و أحضر خروفا سمينا كي نطبخه”، و لم ينتظر الراعي بل أسرع إلى الحظيرة و اختار أسمن خروف من القطيع.
و اقتاد الراعي الخروف إلى ساحة المزرعة، فخاف الذئب و حاول أن يهرب، و رمى جلد الخروف عن جسمه، فاكتشف الر اعي الحيلة الخبيثة، و أدرك سبب اختفاء الخراف، فأسرع الراعي بسكينه وضرب الذئب ضربة قوية فقتله و ارتاح من شره، ثم عاد ليذبح خروفا لضيوفه. ولما انتهى من ذلك عاد إلى أقربائه و حكى لهم هذه القصة العجيبة فضحكوا جميعا وأكلوا الوليمة وانتهت الحكاية وتعلموا منها أن يزدادوا حذراً من مكر الذئاب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المكر والخديعة في النار”