قصة قصيرة: الصبي والمسامير

قصة قصيرة: الصبي والمسامير

قصة قصيرة: الصبي والمسامير

قصة قصيرة: الصبي والمسامير … من القصص الجميلة التي تحث الاطفال على مساعدة الغير، وتعلم الاطفال سلوكيات حسنة

 

الصبي والمسامير

يحكى أنّ صبياً عرف في القرية بشدة غضبه وانعدام صبره، حتى أنّ صفتيه هاتين أوقعتاه في مشاكل كثيرة
قرر والده على إثرها أن يعلمه درساً في التأني والتحكم في الغضب
فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير ووضعه أمامه قائلاً: يا بنيّ أريد منك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا
الخشبي كلما شعرت بالغضب من شخص أو موقف ما أو فقدت أعصابك لأي سبب
استنكر الصبي طلب أبيه ولم يفهم الغاية منه، إلا أنّه وافق عليه مضطراً، ووعد أباه بالتنفيذ.

دق الولد 37 مساراً في اليوم الأول في السياج، ولاحظ أنّ إدخال المسامير بعد كل مرة يغضب فيها
لم يكن أمراً هيناً، مما دفعه لأن يحاول تمالك نفسه عند الغضب في المرات القادمة تجنباً لعناء دق المسامير هذا
مرَّت الأيام والصبي مستمر بما عاهد عليه والده، إلّا أنّ الأب وابنه لاحظا
بأنّ عدد المسامير التي يدّقها الصبي في السياج يقلّ يوماً بعد يوم، إلى أن جاء اليوم الذي لم يكن به الصبي مضطراً لدق أيّ مسمار في السياج
مما أثار دهشته وسروره في الوقت ذاته، فقد تعلّم الولد من هذه التجربة التحكم بغضبه
وضبط نفسه التي كانت تستثار لأهون الأسباب، فخرج مبتهجاً ليخبر أباه بإنجازه
فرح الأب بابنه لكنّه اقترب منه وقال: ولكن عليك الآن يا بني أن تحاول إخراج مسمار من السياج
في كل يوم لا تغضب فيه، استغرب الولد لكنه بدأ بتنفيذ مهمته الجديدة المتمثلة بخلع المسامير
وواظب على خلع مسمار في كل يوم تحافظ فيه على هدوئه
حتي انتهي من إزالة جميع المسامير الموجودة في السياج، وعند انتهاء المهمة أخبر والده بذلك
ومرة أخرى عبّر له والده عن مدى سعادته وفخره بانجازه، ثم أخذ بيده وانطلق به إلى سياج الحديقة
وطلب منه أن يتحسس أماكن الثقوب التي تركتها المسامير في الجدار بيديه وقال له:
يا بني انظر الآن إلي تلك الثقوب الموجودة في السياج، أتظن أن هذه الثقوب ستزول مع الوقت؟
فأجاب الصبي: لا يا أبي فقد تركت أثراً عميقاً في الخشب
فقال والده: وهذا ما تحدثه قسوة كلماتنا في قلوب الآخرين، فهي تترك في داخلهم أثراً لا يزول حتى مع الاعتذار، فاحرص يا بنيّ دائماً على الانتباه لكل ما يبدر منك من قول أو فعل تجاههم.

كما تدين تدان

قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين
بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمّرها من تلبية حاجاته
وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان
فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدّمه له هذا الأب له من حب
وتضحية عندما كان في صحته وقوّته، لكنّ إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه
تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسّها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك
وأخذ بيد أبيه متوجهاً إلى بيت الرعاية، إلّا أنّ إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش
التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟!
فقال له الطفل ببراءة: أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي!

وقف الرجل صَعِقاً لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته
واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضاً وعانق أباه عناقاً طويلاً
وتعهّد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.

السابق
من قصص ألف ليلة وليلة
التالي
قصة الحطاب والفأس الذهبي

اترك تعليقاً