تعريف الزهد واستخدامه في الشعر

تعريف الزهد واستخدامه في الشعر

تعريف الزهد واستخدامه في الشعر

تعريف الزهد واستخدامه في الشعر … نشأ الزهد في مجال الشعر منذ القدم، ولقد تطور تطورًا كبيرًا بين الشعراء على مر العصور، ويوجد كثير من الشعراء مستخدمين هذا النوع من الزهد

يمكن تعريف الزهد في اللغة بعدم الرغبة، حيث يقال إنه زهد الشيء أي أنه لا يرغب فيه
ثم يعرف الزهد اصطلاحًا بأنه حنين الروح إلى مصدرها الأول وهو معرفة الخالق عز وجل من خلال الزهد في الحياة الدنيا وما بها من متاع ونعيم
حيث يفضل الزاهد نعيم الآخرة على نعيم الدنيا الفانية، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في وصفه للزهد:
“الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة”.

 

 

تعريف الزهد واستخدامه في الشعر

تعريف الزهد في الشعر

وبناء على ما فهمناه من معنى الزهد في اللغة نشير إلى أن الزهد في الشعر
يرمز إلى جماعة اختصّت العمل في هذا النوع الأدبي من الشعر متجاهلين الشعر الذي يقبل عليه العوام من الناس
وما فيها من بذخ ومال ومناصب وتملق وهيام في كل واد، ومنصرفين عن الخلق بعبادة الخالق
وقد تحدث ابن خلدون عن شعر الزهد في مقدمته الشهيرة فقال:
“فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة”.

 

نشأة شعر الزهد

يدين هذا النوع من الشعر إلى الإسلام بلا شك، وفي العصر الأموي عبّر شعر الفرق الإسلامية عن معاني الزهد والتقوى
وبخاصة لدى الخوارج، إذ تشيع في أشعارهم معاني الإعراض عن الدنيا وزخارفها والتطلع إلى الآخرة في إطار شعر الحماسة
والتعبير عن المعاني الفدائية، وقد شهد العصرا لأموي أئمة من أهل العلم والتقوى منهم: الحسن البصري
وكان لأولئك الأئمة تأثيرهم في الشعر الديني، بل إن من الفقهاء من عُرف بالشعر الديني مثل “عروة بن أذينة” فقيه المدينة
ومن شعراء الزهد في هذا العصر عبدالله بن عبدالأعلى ومسكين الدارمي
ولهذا الأخير قصيدة ذكر فيها طائفة من الشعراء ناسبًا قبر كل شاعر إلى بلده ومسقط رأسه
مع التهوين من أمر الدنيا والزهادة فيها والاعتبار بالموت، ومن الشعراء الزهّاد في العصر الأموي أيضًا
أبو الأسود الدؤلي وسابق البربري قاضي الرقة بالموصل وإمام مسجدها، وممن كانوا يفدون على عمر بن عبدالعزيز ليعظه
يقول الجاحظ عن شعر سابق هذا: “لو أن شعر سابق البربري كان مفرّقًا في أشعار كثيرة لصارت تلك الأشعار أرفع مما هي عليه بطبقات”.

 

خصائص شعر الزهد

ثم إن لشعر الزهد الكثير من الخصائص والسمات التي تميزه عن غيره من ألوان الشعر، وتلك الخصائص هي التي تبرز جمال هذا الشعر وتعطيه جماله، وفيما يلي نورد لكم مجموعة من أهم خصائص هذا اللون من الشعر:

  • إن شعر الزهد يغلب عليه الطابع التعليمي الوعظي الذي يأمر بافعل ولا تفعل ويسدي النصيحة لسامعه.
  • الإسهاب في ذكر الموت والحديث عنه كنهاية حتمية للإنسان وضرورة لا بد منها لذلك وجب ذكره.
  • الابتعاد عن الغليظ المعقد من القول والاستعاضة عنه بالبسيط السهل منها، فشعر الزهد يكتب بما يشبه النثر أو خطبة العظة.
  • المتأمل في شعر الزهد يجده متأثرًا في القرآن الكريم باستخدام مفرداته وتبني وجهات نظره وأسلوبه في الصياغة والتماهي مع كلماته الكريمة.
  • الإسهاب في عدد الأبيات الشعرية بما لا يقاربه أو يدانيه أي نوع آخر من الشعر، فمثلًا للشاعر “أبي العتاهية” تسمى “بذات الأمثال” تتكون من أربعة آلاف بيت من الشعر.
  • الحفاظ على بنية القصيدة، حيث تعتمد الزهد من أولها وحتى آخر بيت فيها.
  • كباقي ألوان الشعر يستخدم الزهد الأوزان الشعرية مثل البحر الوافر والبسيط والكامل.
  • استخدام الصور الفنية البسيطة ودون مبالغة.
  • تجنب الصور المجازية واعتماد المباشرة في التعبير، حيث يحاول الزهاد أن يبتعدوا عن التعقيد والغموض واستخدام السهل من الكلام الذي لا يحتمل تفسيره على أكثر من وجه.

 

مراحل تطور شعر الزهد

وقد تطور شعر الزهد من خلال مروره في عدة مراحل انتقالية ساهمت في نشأة ما يعرف بـ “التصوف” حيث سعى الشعراء على حد تعبيرهم بالوصول إلى الله والتعرف على اسرار الخالق والوصول إلى أنسب طريقة لمناجاة الله عز وجل، والتي تتماها مع أشعار الحلاج في الغزل الإلهي، وتاليًا أبرز مراحل تطور شعر الزهد عبر العصور:

 

العصر الجاهلي

وإن تطور شعر الزهد في العصر الجاهلي اتخذ مرحلتين، فأولًا في بداية العصر الجاهلي كان تنظيم الأبيات الشعرية بشكل فردي ضمن قصيدة تخص موضوع معين أو قد يكون على هيئة حكم وعبر ومواعظ، وثانيًا في أواخر العصر الجاهلي حيث ظهر فيه الإختلاف بعد الدين الجديد الذي ظهر في شبه الجزيرة العربية وهو دين سيدنا ابراهيم عليه السلام وظهر خلالها ما يعرف بشعراء التعبد.

 

والعصر الاسلامي

وبدأ هذا العصر مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحتى فترة خلافة سيدنا عثمان بن عفان، وقد كانت هذه الفترة محدودة نوعًا ما وفيها ظهرت الكثير من الأشعار التي تدعوا للإسلام وتسعى لنشر الدين الإسلامي لشدة تأثرها ب، ومنها أشعار المديح النبوي ومن شعراء المديح النابغة الجعدي وكعب بن زهير وحسان بن ثابت. وقد لجأ العباد الزهاد إلى السنة النبوية والقرآن الكريم للهروب من القضايا السياسية.

 

العصر العباسي

ثم في العصر العباسي تطور شعر الزهد تطورًا كبيرًا، وظهر الكثير من الشعراء لمواجهة الزندقة، فظهر حينها شعر الزهد كنوع من الفلسفة والحكمة مما مهد للتصوف للظهور ومن هؤلاء الشعراء أبو العتاهية وأبو نواس الذي عرف بشعر المجون حتى تاب الله عليه وأصبحت أشعاره تحمل معاني الزهد والتصوف.

 

أبرز شعراء الزهد

وإن شعر الزهد بحسب يتفرّع إلى فرعين تبعًا لأسلوب الشاعر في الزهد فترى الشعراء الزاهدون منذ نشأتهم
وبعض الشعراء التأئبون بعد أشعارًا كثيرة في المجون، ومن أبرز الشعراء الزاهدون على اختلافهم:

  • عبدالله بن مبارك
  • محمد بن كناسة
  • محمود الوراق
  • الإمام الشافعي
  • أبو العتاهية
  • أدام بن عبدالعزيز
  • أبو نواس
السابق
أن تكون وحيداً !
التالي
من هو ابن العميد وخصائص شعره

اترك تعليقاً