الغزل العفيف وخصائصه

الغزل العفيف وخصائصه

الغزل العفيف وخصائصه

الغزل العفيف وخصائصه …. هو أحد أنواع الشعر التي كانت معروفة بكثرة أيام الجاهلية، حيث إنه كان تعبيرًا عن مشاعر القائل، وكان الغرض الأساسي منه هو وصف جمال المرأة، لذا كانت بداية القصيدة عندهم هي التغني بالمحبوبة وجمالها

 

 

خصائص الغزل العفيف

– وِحدة الموضوع، حيث يسود على القصيدة كاملة موضوعاً واحداً فقط، ألا وهو المحبوبة ولوعة فراقها، وكل ما يشعر به من حُزن وألم.
– العِفّة والطُهر في الحديث عن المحبوبة.
– يُعد الدافع الرئيسي لكتابتها الفقد، الحرمان من المحبوبة واليأس من الوصول إليها.

الفرق بين الغزل العذري والصريح

1- من حيث التعريف:
– الغزل العذري:
يعتبر الغزل العذري أو الغزل العفيف أحد الفنون الشعرية التي تظهر حرارة العاطفة، ويبتعد الشاعر فيه تماماً عن وصف جسد المحبوبة، حيث يتجه لوصف الشوق للمحبوبة ولوصف جائبيتها الروحية وسحرها وتأثيرها الوجداني والنفسي عليه، وقوة حضورها أو غيابها في حياته.
أما لماذا سمي هذا الغزل بهذا الاسم، فقد كان الأمر في الأساس نسبة لقبيلة عربية تدعى قبيلة بنو عذرة، اشتهر شعراؤها بهذا الاتجاه في الغزل، قبل أن يسلك الشعراء الآخرون هذا الاتجاه، ويكتبوا غزلاً مماثلاً لغزل شعراء بني عذرة.
– الغزل الصريح:
ويسمى أيضاً الغزل الفاحش، وهذا الاتجاه على عكس الغزل العذري يصبُّ كل تركيزه على الصفات الجسدية للمحبوب، فيصفها الشعراء صراحة ويتطرقون لها بألفاظٍ واضحة، فيتغنون بالطول والوزن وشكل الجسد وطول العنق وغيرها.
2- من حيث سمات كلّ منهما:
– سمات شعراء الغزل العذري:
تعتبر أهمُّ سمة من سمات الغزل العذري أنَّ الشاعر يقتصر طيلة حياته على محبوبةٍ واحدة فلا يذكر شعره غيرها، كما أنَّ شعراء هذا الغزل اتَّسموا عادةً بالكفاف والقناعة، ولم يحسنوا التكيف سريعاً مع تغير الأحداث المحيطة بهم، كما اتسموا بأن حياتهم طبعت بشيء غير قليل من تأثيرات الإسلام فيها، فعبروا عن ذلك بالزهد بالحياة وملذَّاتها، فوجدوا في الشعر تعبيراً عن حياتهم وشعورهم وقيمهم.
– سمات شعراء الغزل الصريح:
عدم الثبات على محبوبة واحدة، فتجد في قصائد الشاعر الواحد غزلاً بالكثير من النساء.
تقديم وصف المغامرات الغرامية بقالب قصصي.
الإشارة إلى التراسل وكثرة الرسل الناقلين لهذه الرسائل الغرامية بين الشاعر والنساء.

أسباب شيوع الغزل الصريح في العصر العباسي

1- التأثر بالمجتمعات المحيطة:
ورث المجتمع العباسيّ عادات وتقاليد المجتمع الفارسيّ من لهو ومجون، وتعددت فيه ديانات كثيرة متنوعة من مجوس وغير المجوس إلى جانب كثرة الزنادقة والملحدين، الذين كانوا لا يأبهون لدينٍ، فيطلقون العنان لأنفسِهم بارتكاب أنواع شتّى من الآثام.
2- الإدمان على الخمور:
تأثر العباسيّون بالفرس فأكثروا من شرب الخمر حد الثمالة، وتمتّعوا بحريّة مطلَقة مُتَناسين شريعة الإسلام التي نهت عن ذلك، ويعدّ شرب الخمر من أهم الأسباب التي ساقت البعض إلى سلوكِ طريق اللهو والعبث والمجون والإباحيّة، ليتجرّأ الشعراء لأوّل مرة لقول غزل صريح واضح يتنافى مع الأخلاق النّبيلة والقيِّمة عند العرب.
3- انتشار ظاهرة بيع الجواري والقِيان:
كان العباسيّون يشترون الجواري والقِيان -أيْ:المغنّيات- بكثرة من جنسيّات مختلفة، وكنّ يتمتعن بفنون الإغواء ليجذبن الشعراءإليهنّ، ممّا أدى إلى زيادة الفتنة وانتشار الفساد، وساعد ذلك على ظهور الغزل الصريح.

خصائص الغزل الصريح

– لا يذكر فيه الشاعر حبيبة واحدة، كما يحدث في الغزل العذري، ومما يدل على ذلك هو الأسماء العديدة التي وردت في أبياتهم.
– تصوير المرأة بهيئة الجريئة التي ترغب في معشوقها، وليست محبوبة تحتفظ بحيائها مثلما يحدث في العذري.
– وصف جسد ومفاتن المرأة بشكل صريح وبجرأة.
– الفخر بالعلاقات العاطفية المتعددة والمواقف المشوقة مع المعشوقة، وهو ما يعطي قصائدهم الطابع السطحي، الذي يخلو من العواطف.
– جعل القصيدة تظهر على شكل قصة يتم روايتها.
– ذكر لحظات لقاء الحبيبة بطريقة حسية وصريحة.
– تعدد الرسل بين المعشوقة والشاعر.

أسباب ظهور الغزل العفيف في العصر الأموي

1- الأسباب الدينية:
فقد جاء الإسلام بما حمله من تعليماتٍ وإرشاداتٍ يكون بها صلاح المرء وصلاح أمره، ومن هذه التّعليمات كانت هناك مجموعة من التّعليمات التي تتعلّق بالمرأة، وكيفيّة التّعامل في أيّ موضوعٍ يخصّها، لذا كان شاعر الغزل العذري يمتنع عن ذكر الأمور الماديّة والرغبات الحسيّة المتعلّقة بالمرأة، لما في ذلك من منافاةٍ لتعاليم الدّين الحنيف، ولذا كان هذا الغزل يتماشى مع تعاليم الدّين.
2- الأسباب الاجتماعية:
لقد كان المجتمع البدوي الذي خرج منه الغزل العذري امتدادًا للمجتمع الجاهلي بتعصّبه وعاداته وتقاليده
فقد عرف بالتّعصّب وصون المرأة وسمو ذكرها، وكان أهله كذلك يتّصفون بالعفّة والحياء والشّرف والغيرة، فقد جعلوا المرأة في مكانةٍ ساميةٍ كما أطلقوا عليها اسم “بيضة الخدر”، بينما كان المجتمع الحضاري في الحجاز له صورة خاصّة وجديدة بالغزل عرفت بالغزل اللاهي.
3- الأسباب السياسية:
لقد ساد المجتمع الأموي حالة من الاستقرار السّياسي، فكان نتيجةً لذلك ظهور الغزل بنوعيه اللاهي والعذري
فنتيجة الاستقرار الذي تمتّعت به الدّولة الأمويّة انصرف النّاس إلى اللهو والملذّات
وانصرف أهل البدو إلى الحبّ وتغزّلوا بمحبوباتهم وشبّبوا بهنّ، فكان لذلك الاستقرار دو مهم
في انتشار هذا اللون الشعري الجديد في البادية، كما كان له دورٌ في انتشار الغزل اللاهي في الحجاز أيضًا.
4- الأسباب الحضارية:
إنّ المستوى الحضاري الذي وصلت إليه البلاد كان له أثرٌ واضحٌ أيضًا في انتشار فنّ الغزل
فقد انشغل الناس بالملذّات والعمران كما انشغلوا بالحبّ والهيام والغزل، فلم يعد الشاعر يضطرّ لمعاناة الكدّ والتعب ليجني قوت يومه
بل كانت خزائن الدولة الإسلامية تفيض بالمال من أرجاء بلاد الخلافة كافّة من الخراج والصدقات والزكاة والجزية
التي تضعهها الدول التي تدخل في حماية الدولة الإسلامية، فكان هم الشاعر صغيرًا أن يتعلّم القرآن وعلوم الشريعة، ومن ثمّ إذا شبّ ينصرف إلى ما تميل إليه نفسه غالبًا.

السابق
الدول التي حكمت المغرب
التالي
ما هو الفرق بين الفيلسوف و السفسطائي

اترك تعليقاً