تعريف الشعر الوجداني وخصائصه وأمثلة عليه

تعريف الشعر الوجداني وخصائصه وأمثلة عليه

تعريف الشعر الوجداني وخصائصه وأمثلة عليه

تعريف الشعر الوجداني وخصائصه وأمثلة عليه

  تعريف الشعر الوجداني وخصائصه وأمثلة عليه , يعد الشعر الوجداني أحد أنواع الشعر الذي يبرز فيه الجانب الذاتي للشاعر ويكون ذلك من خلال مشاعره، وأحاسيسه الخاصة، أو من خلال مشاعر الآخرين، وأحاسيسهم، ويتميز بالصدق الكبير، الذي يتحلى في ذات الشاعر، ومن أهم ما يميز الشعر الوجداني عن غيره؛ شدة العواطف، وجيشان الأحاسيس، والتعبير عن المعاناة التي يقاسيها الشاعر

.[١] ولا يلجأ الشاعر الوجداني إلى التستر أو إخفاء مشاعره،

إنما يفصح عنها بطريقة تلقائية، تعبر عن حبه الصادق، وبعيدة

عن الزيف والتصنع، والتكلف، ويعرف الشعر الوجداني بأنه

الشعر الغنائي الصادر عن تجربة الشاعر المؤلمة، أو الشعر الغنائي الذي تسيطر عليه العاطفة

.[١] تعود نشأة الشعر الوجداني إلى الأدب الجاهلي،

فقد ظهر في شعر مجنون ليلى وجميل بثينة، وازدهر

عند الشعراء العباسيين؛ كالمتنبي، وابن تمام، والرومي،

وصولًا إلى الشريف الرضي، الذي يعد من أشهر الشعراء الوجدانيين.

[١] مراحل تطور الشعر الوجداني في الأدب العربي

مر الشعر الوجداني العربي بالعديد من المراحل المقسمة

تاريخيًا، أهمها ما يأتي: الشعر الوجداني في العصر الجاهلي

وعصور ما قبل الإسلام تعد هذه المرحلة مهد نشأة الشعر

الوجداني في الأدب العربي، فقد كان شعراء المعلقات يتميزون

بحس وجداني عالٍ، مما أثر على بنية القصائد الجاهلية، وأثراها

بالمعاني الذاتية، وأطلق على الشعر الوجداني في هذه الحقبة

الشعر الانفعالي؛ وذلك بسبب تمرد الشعراء على

الأوضاع الاجتماعية في وقتهم، ونتيجةً لتجاربهم الشخصية، أهمها الوقوف على الأطلال

.[٢] ومن أهم الأمثلة على الشعراء الوجدانيين في العصر الجاهلي، الشاعر طرفة بن العبد، والشعراء الصعاليك مثل عروة بن الورد.[٢] الشعر الوجداني في عصر صدر الإسلام عرف الشعر الوجداني في عصر صدر الإسلام بالشعر العذري، وهو شكل من أشكال الغزل، وظهر جانب

آخر من الوجدانية لدى الشعراء في تلك الحقبة، وهو الإغراق

في الذاتية، والترفع عن ملذات الحياة، ومن أهم الأمثلة على

الشعراء الوجدانيين في عصر صدر الإسلام؛ الشاعر عروة بن حزام العذري

.[٢] الشعر الوجداني في العصر العباسي تميز الشعر الوجداني في العصر العباسي ببروز نزعة التمرد التي بلغت أقصاها في قصائد أبي نواس، لكونه تمرد على كل

ما هو قديم، ودعا إلى التجديد في كافة مناحي الحياة، وظهرت

الرومانسية كتيار شعري ناتج عن النزعة الوجدانية والرومانسية

سعت إلى محاكاة الطبيعة بكل ما فيها من جماليات.

[٢] وظهر الجانب الوجداني في شعر الرثاء، خاصة في شعر أبي نواس.

[٢] خصائص الشعر الوجداني يتميز الشعر الوجداني بالعديد من الخصائص، أهمها ما يأتي: الصدق يقصد بالصدق الشفافية، وانعدام التكلف، والابتعاد عن التصنع، مما يعني أنه صادر عن أحاسيس مجردة من أي أغراض أخرى

،[١] ومن أهم الأمثلة على سمة الصدق في الشعر الوجداني قصيدة،

أحبك ما أقام منىً وجمعٌ، للشريف الرضي، ويقول فيها:[٣]

أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ وَما أَرسى بِمَكَّةَ أَخشَباها وَما رَفَعَ الحَجِجُ إِلى المُصَلّى يَجُرّونَ المَطِيَّ عَلى وَجاها وَما نَحَروا بِخَيفِ مِنىً وَكَبّوا عَلى الأَذقانِ مُشعَرَةً ذُراها نَظَرتُكِ نَظرَةً

بِالخَيفِ كانَت جَلاءَ العَينِ مِنّي بَل قَذاها وَلَم يَكُ غَيرُ مَوقِفِنا فَطارَت

بِكُلِّ قَبيلَةٍ مِنّا نَواها فَواهاً كَيفَ تَجمَعُنا اللَيالي وَآهاً مِن تَفَرُّقِنا

وَآها الذاتية وتعني أن الشعر صادر عن ذات الشاعر فقط، ولا يهدف

إلى تحقيق مصالح جماعة معينة، فالشاعر مرآة نفسه فقط،

[١] ومن أهم الأمثلة التي تعبر عن سمة الذاتية في الشعر

الوجداني قصيدة يا ليلة السفح للشريف الرضي، ويقول فيها:

[٤] يا لَيلَةَ السَفحِ أَلّا عدتِ ثانِيَةً سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ ماضٍ مِنَ العَيشِ لَو يُفدى بَذَلتُ لَهُ كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ لَم أَقضِ مِنكِ لُباناتٍ ظَفِرتُ بِها فَهَل لِيَ اليَومَ إِلّا زَفرَةُ النَدَمِ فَلَيتَ عَهدَكِ إِذ لَم يَبقَ لي أَبَداً لَم يبقِ عِندي عَقابيلاً مِنَ السَقَمِ تَعَجَّبوا مِن تَمَنّي القَلبِ مُؤلَمُهُ وَما دَرَوا أَنَّهُ خِلوٌ مِنَ الأَلَمِ ردّوا عَلَيَّ لَيالِيَّ الَّتي سَلَفَت لَم أَنسَهُنَّ وَلا بِالعَهدِ مِن قِدَمِ أهمية الشعر الوجداني للشعر الوجداني أهمية كبيرة تتمثل فيما يأتي:

[١] يساعد الشاعر على التعبير عن خلجات نفسه بشكل صادق وشفاف. يعد الشعر الوجداني من الأشعار الغنائية، التي تتمتع بحس طربي عالٍ، بالإضافة إلى العاطفة الجياشة، وهو من الأشعار المحببة جدًا لدى المستمعين له. لا يهدف الشعر الوجداني إلى تحقيق أي مصالح سوى إظهار مشاعر ذات الشاعر، ولذلك لا يهتم بالعطايا. شعراء الشعر الوجداني هنالك العديد من الشعراء الذين يعدون من أشهر الشعراء الوجدانين، أهمهم: أبو الطيب المتنبي (303-354هـ) ويرجع نسبه إلى والده، المعروف بلقب عبدان السقَّاء، وهو الذي كان يستقي في الكوفة، عرف عن أهله ذكاؤهم، واتقاد عقولهم، وكان والده على علاقة بالشاعر الأصمعي، وتنقَّل به والده عندما رأى نبوغه الفريد.

[٥] وخالط المتنبي الكثير من شعراء وعلماء زمانه مثل: الزجاج، وابن السراج، والأخفش، ويعد شعر المتنبي من الأشعار الوجدانية، لتعبيره عن ذات المتنبي بأفراحها، وأتراحها، وحاله بمصداقية عالية.

[٥] أبو الحسن مهار الديلمي (365-428هـ) وهو شاعر ذاع صيته في العقد الأخير من القرن الرابع الهجري، في دولة البويهيين، ولا يُعرف نسبه حقيقةً، عرف الديلمي بكتاباته النثرية، وأشعاره الوجدانية التي تفيض بالمشاعر المرهفة.

[٦] كتب عن الشعر الوجداني هنالك العديد من المؤلفات التي تناولت الشعر الوجداني في مختلف العصور، أهمها ما يأتي: كتاب الشعر الوجداني في المملكة العربية السعودية وهو من تأليف الدكتور مسعد بن عيد العطيوي، تناول فيه الشعر الوجداني على مر العصور ابتداءً من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، صدر عام 1996م.

[٢] كتاب أروع ما قيل في الوجدانيات للكاتب إميل ناصيف، تناول هذا الكتاب الشعر الوجداني في العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، والعصر العباسي، ويعد من الكتب الشاملة للشعر الوجداني على مر العصور، صدر عن دار الجيل في بيروت. نماذج من الشعر الوجداني هنالك العديد من نماذج الشعر الوجداني، أو أهمها: يقول امرؤ القيس في قصيدة لمن طلل:

[٧] لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت

بِهِ الطِّيَل عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ

واضمَحَل وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت عَلى غَيرِ سُكَّانٍ

ومَن سَكَنَ ارتَحَل تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ أَحَمُّ إِذَا احمَومَت

سحَائِبُهُ انسَجَل بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ

هَاتِفهُ هَطَل فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ

والأَسل يقول ابن الرومي في قصيدة نظرت إلى الرغيف:

[٨] نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ روحِي لدى حجرٍ يرضُّ ولا يرَضُّ فتىً ما زالَ ينهض للمخازي وليس له إلى العَلياء نَهْضُ سجيتُه طِوال الدهر قبضٌ وكل سجيَّةٍ بسطٌ وقبض ولؤم الناس طولٌ دون عَرضٍ ولكن لؤمهُ طُولٌ وعَرض تعادى كُل شيء منه لؤماً فبعضٌ منه يهربُ منه بعض يخَفِّضُهُ المناذِل وهو نَصْبٌ وينْصِبُهُ الفواعلُ وهو خَفضُ أراني عنده يوماً رغيفاً يقاتِلُ عنه جيشٌ لا يفضُّ ويقول أحمد شوقي في قصيدة صحوت واستدركتني شيمي

:[٩] صحوت واستدركتني شيمتي الأدبُ وبت تنكرني اللذات والطربُ

وما رشاديَ إلا لمع بارقة يرام فيه ويقضَى للعلى أربُ دعت

ثم فأسمع داعيها ولو سكتت دعوت أسمعها والحرّ ينتدبُ وهكذا أنا في همى

وفي هممي إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا ولي همامة نفس حيث

أجعلها لا حيث تجعلها الأحداث والنوبُ لها على عزة الأقدار إن مطلت حلم الليوث إذا ما أستأخر السلبُ

السابق
خصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاء
التالي
أنواع الشعر في اللغة العربية

اترك تعليقاً