حكايات اطفال قبل النوم.. قصة دم البقرة الصفراء

حكايات اطفال قبل النوم.. قصة دم البقرة الصفراء

حكايات اطفال قبل النوم.. قصة دم البقرة الصفراء,  بعيداً وفي أحد البلاد العربية القديمة، عاش أخوانِ معاً وكانا شابّان، لكن لم يُقدّرِ الله لهما الرزق في بلدهما، فقرّرا

السفر لمدينة مجاورة.

أعدّ كلٌّ منها مؤنتهُ وذهبا، وفي طريقهما، قال الأخُ الصغيرُ للكبير : “لنتشارك معاً زاد أحدنا حتّى لا يبقى منه

شيء، ثم ننتقل لزاد الآخر”. وابتدءا بمؤنة الكبير أولا.

وانتهت مؤنة الأخُ الكبير وماؤه، وأثناء سيرهما الطويل، شعر الكبيرُ بالظّمأ، فسأل أخاهُ الصغير أن يُشاركهُ بضع

رشفاتٍ من الماء، فأبى وقال : “إنّ ما معي من الماء لا يكفيني !” وانصرف تاركاً أخاهُ الكبير وراءه وحده وهو يتألمُ

من شدّة العطش والجوع..

خارت قوى الأخ الكبير فنظر حوله، فإذ بحفرةٍ نزل فيها ليستريح من حرارة شمس الصحراء القاتلة تلك.

وعلى حظّهِ، سلك جنّيان نفس طريقه ورأى الحفرة فجلسا ليستريحا قربها.

فقال الجنّي الأوّل : “كيف تقتلُ وقتك هذه الأيّام ياصديقي ؟”

فأجابهُ الثاني قائلاً : “في مكان كذا، تقبُعُ هنالك كنوزٌ من الذهب والمرجان آتيها كلما شعرتُ بالملل، فأنظرُ إليها

فتنشَرحَ صدري، وأنت ياصاحبي، كيف تقتلُ وقتك ؟”.

فردّ الأول قائلاً : “إذا ما أحسستُ بالملل قد تسلّل إليّ، أدخلُ في رأس أي بنتٍ جميلة، فتتحوّل لمجنونةٍ على

الفور”.

فسأل الجنّي : “وما هو العلاج ياصديقي ؟!”.

فأجابهُ : “أن يقوم أحدٌ ما برشّ دم بقرةٍ صفراءَ على وجهها، فتعودُ عاقلةً كما كانت !”.

كان الأخُ الأكبرُ قد سمعَ كُلّ كلمةٍ قالاها وهما لا يدريان بوجوده قربهما، وما أن حصل الحنّيان على راحتهما حتّى

رحلا بعيداً، وخرج الشابُ من الحفرة فإذ بقافلةٍ قاصدةٍ نفس المدينة، فاصطحبوهُ معهم.

وما أن وطأت قدما الأخِ الأكبر تلك المدينة، حتّى وجد أهلها في حالةٍ من الهرج والمرج، فسأل قائلاً : “ما الأمر ؟

ما بالُ الناسِ هنا؟”.

فأجابهُ أحدهم قائلاً : “يبدوا بأنّك غريبٌ أيّها الشاب ولا تعرفُ شيئاً.. إنّ ابنة أمير المدينة قد أصابها الجنون،

ولم يتمكّن أحدٌ من علاجها حتّى الآن !”.

وهنا انتهز الأخُ الأكبر الفرصة، وأتى أمير المدينة وقال له : “مولاي السلطان، يمكنني بفضل الله أن أكون سبباً في

شفاء ابنتك الأميرة”. فردّ السلطانُ عليه مسرعاً : “ياولدي، لقد قمنا بحبسها في غرفتها، ولا يجرُأ أحدٌ أن يقترب

منها، حتّى أنّ الطعام لا نقدّمهُ لها إلّا من خلال الشباك.. ولكن هل تعلم إذ لم يجدِ علاجك نفعاً، فسأقطعُ

رقبتك”..فطلب الأخُ الاكبر 600 جنية وبعض الوقت، ولبّى له السلطان ما أراد.

أتى الأخُ الأكبرُ السوق وابتاعَ لنفسهِ بعض الملابس وأقام بنُزُل عند أحدهم، وفي اليوم الثاني زار سوق حيوانات

المدينة بحثاً عن تلك البقرة الصفراء، ولكن هيهات، لم يجد مطلبهُ أبداً، وظلّ حالهُ هكذا، كلّ يومٍ يأتي السوق

ويبحث ولكن بدون جدوى، ولكن ذات مرةٍ..

وهو خارجٌ من السوق، شاهد صبيّاً صغيراً يمسكُ ببقرةٍ صفراء ليبيعها، فاشتراها الشابٌّ على الفور وذبحها وأخذ

دمها في وعاءٍ وذهب لقصر الملك، وأمر بأن تفتح غرفة الأميرة له، ففتحها الخدم وولّوا هاربين.

دخلَ الأخُ الأكبر الغرفة بكل جرأةٍ، وسكب على وجهها ذلك الدم، فأُغشي عليها فورا وسقطت أرضاً، وما أن أفاقت

الأميرة من غيبوبتها حتّى أخذتها الخادمات وحمّمنها، وألبسنها أحسن الثياب، وأتت الأميرة أبيها وقبّلت يده،

والسلطان سيموتُ من الفرح.

أثنى الأميرُ على الشاب قائلاً له : “أيُّها الشابُّ الغريب، لو وعدت ووفّيت، وشُفيت فلذةُ كبدي، وقد قرّرتُ أن أزوّجك

إيّاها”. وتزوجا !.

وانطلق الشاب مع عددٍ من الجمال قاصدين الخزائن التي عرف مكانها من الجنّي، وقام بنقل كلّ شيءٍ من الذهب

والياقوت إلى قصره.

تمرُّ الأيام والشهور والأخ الكبير يعيشُ حياةً سعيدةً مع زوجتهِ الأمير، إلى ان حدث أمرٌ غريب.

وذات يومٍ رغب الأميرُ أن يذهب في رحلةِ صيدٍ، فأوكل الى زوج ابنته (الأخ الأكبر) الولاية بدلاً منه. وبينما هو جالسٌ

في مجلس الوالي، والناس يأتونهُ من كلّ حدبٍ وصوب، شاهد أخاهُ من بينهم يرتدي من الثياب ما تمزّق واهترأ،

وعرفهُ ما أن رآه، فطلب الحرس وأمر بأخذه للحمام وتجهيز أحسن الثياب له.

وما انهى الحرسُ تجهيز أخوه، حتّى أدخلوهُ عليه، فراح الأخُ الصغيرُ يبكي ويقول : “بعد أن افترقنا في تلك الصحراء

ذلك اليوم، وحالي تبدّلت وأصابني الفقر والإعياء، وأنا اتنقّلُ من مدينةٍ لأُخرى من يومها حتّى وصل بي الحالُ لهذه

المدينة، فوجدتُك “واليها” وأنا من كان يظنُّك ميتا، فما الذي حدث معك ؟”.

فقصّ الكبير على الصغير كلّ ما مرّ به وقال : “الحمدُلله، فقد رزقني الله خزائن من المال لا تنفد، فابق معي يا

أخي نتشارك حكم هذه المدينة”.

فردّ الأخ الأصغر بغضبٍ قائلاً : “ما أوصلك لهذا الحال هي تلك الحفرة، وأنا أعرفُها كما أعرفُك، وسآتيها اليوم وأكونُ

أفضل منك، ولا أريدُ منك شيئاً”.

بذلَ الأخُ الأكبر جهداً كبيراً في منع أخيه من أن يأتي تلك الحفرة، كما ولكنّ أعماهُ طمعه وحملهُ على الذهاب لتلك

الحفرة والجلوس بها.

ثم وما أن وصل الأخ الاصغرُ الحفرة واستقرّ فيها، حتّى أتى الجنّيان، فسأل الأول : “في أي شيءٍ تقضي وقتك هذه

الأيام ياصاحبي ؟!”.

فردّ الجنّي الثاني : “لا أدري مالذي حدث ! ولكن اختفت الخزائن التي حدّثتُك عنها”.

فتنهّد الجنّي الأول وقال : “وأنا مثلك، فلقد عرف سرّي”. دم البقرة

فردّ الأول : “ياصاحبي، لا يوجد غيره، لا بدّ من أنّهُ ابنُ آدم، قد اطّلع على أسرارنا”

لم يكمل الجنّي كلامه حتّى سمعا صوتاً يخرُجُ من الحفرة، فاقتربا منها بسرعة البرق، فوجدا فيها الأخُ الأصغر،

فانقضّا عليه دون سابق انذارٍ وقتلاه. وهذه يا أصدقائي الصغار هي نهاية الطمع والطمّاعين.

السابق
مسرحية باللغة العربية الفصحى للاطفال
التالي
قصص خيالية قصيرة للاطفال .. قصة الصيّاد وزوجته الطمّاعة

اترك تعليقاً