قصة القاضي اياس مع التاجر

قصة القاضي اياس مع التاجر

قصة القاضي اياس مع التاجر

قصة القاضي اياس مع التاجرقصة القاضي اياس مع التاجر, اشتهر العرب بالعديد من النوادر التي ذكرها التاريخ في العديد من القصص ، ويوجد الكثيرون ممن اشتهروا بالذكاء والفطنة والفراسة ، ومنهم القاضي اياس المذكور في العديد من المصادر التاريخية ؛ وذلك لما تحلى به من فراسة وحكمة ؛ فورد اسمه في العدد من القصص التي كان بطلًا لها والتي ظهر من خلالها رجلًا نادر الوجود ، وهو ما جعله مصدر اهتمام من المؤرخين والقراء ، وله العديد من المواقف منها موقفه من التاجر الذي رفض إعادة الحق لصاحبه.

من هو القاضي إياس

اسمه إياس بن معاوية بن قرة ، وهو قاضي من البصرة ، ولد خلال عام 46 هجرية ، واشتهر بفطنته وفراسته وحكمته ، كما تميز بالتواضع والصدق والنزاهة ، وقد روي عن عبدالله بن شوذب قوله بأنه كان يقال يولد رجل تام العقل كل مائة عام ، وكان يرى الناس أن إياس بن معاوية واحد من هؤلاء الرجال في زمانه ، ومن أقوال إياس عن نفسه “أنا اكلم الناس بنصف عقلي ، فإذا اختصم إليّ الاثنان ؛ جمعتُ عقلي كله” ، وقد توفي إياس سنة 122 هجرية ، وذُكر أنه قد تنبأ بوفاته.

قصة القاضي إياس مع التاجر

من أشهر القصص التي ذكرتها المصادر عن القاضي إياس هي قصته مع أحد التجار ؛ حينما اختصم لديه أحد الرجال ، وبدأت القصة حينما استودع رجل بعض المال عند أحد التجار  الذي اشتهر بين الناس بالأمانة فأثنوا عليه كثيرًا ، وهو ما جعل هذا الرجل يلجأ إليه ليحتفظ عنده بالمال ، ولكن عندما ذهب ذات يوم ليسترد ماله ؛ أنكره ذلك التاجر ورفض أن يعيد الحق لصاحبه ، وعلى الفور ذهب الرجل إلى القاضي إياس ليشتكي له مما فعله معه التاجر.

سأل القاضي إياس هذا الرجل عما إذا كان أخبر التاجر بأنه

سيأتيه أم لا ؛ فأجابه الرجل بأنه لم يخبره بذلك ، فطلب منه القاضي

أن ينصرف على أن يأتيه في اليوم التالي ، ثم أرسل القاضي في

طلب التاجر ، وحينما أتى إليه قال له : لقد اجتمع عندي الكثير من

المال لأيتام لا كافل لهم ، وإنني قد رأيت أن أودع هذا المال لديك

، وأن أجعلك وصيًا على هؤلاء الأيتام ؛ فهل لديك منزل حصين

ومتسع من الوقت؟” ، فأجاب التاجر على الفور :”نعم لديّ يا أيها القاضي”.

طلب القاضي إياس من التاجر أن يأتيه بعد غد ؛ وذلك بعد أن يجهز موضعًا لهذا المال ، كما طلب منه أن يحضر بعض الحمالين ليحملوا المال إلى بيته ، ثم حضر الرجل صاحب المال في اليوم التالي إلى القاضي كما طلب منه ؛ فطلب منه القاضي أن يذهب إلى التاجر ليطلب منه ماله ، كما طلب منه أن يهدده بأنه سيشكوه إلى القاضي إياس إن أنكر المال ، وبالفعل ذهب الرجل وطلب المال من التاجر ؛ فأنكره ؛ حينها أخبره الرجل بأنه سيشتكي إلى القاضي إياس.

خشي التاجر من افتضاح أمره أمام القاضي الذي سيعطيه الكثير من المال

؛ فأعاد المال لصاحبه على الفور ، وعاد صاحب المال إلى القاضي ؛

فشكره وأخبره بما كان ، وحينما ذهب التاجرة إلى القاضي في موعده المحدد

كي يأخذ المال الكثير ؛ زجره القاضي قائلًا : “يا عدو الله بئس الرجل أنت”

، وعاد الرجل بعد أن اعطاه القاضي درسًا لا ينسى ، وكانت هذه القصة أكبر دليل على ذكاء القاضي إياس وفطنته.

 

 

السابق
قصة أسطورة بابل وعلاقته بالترجمة وتعدد اللغات
التالي
قصة الإمبراطورة إيرين قاتلة ابنها

اترك تعليقاً