نظرة على رواية زوربا اليوناني .. الرقصة الأسطورية

نظرة على رواية زوربا اليوناني .. الرقصة الأسطورية

نظرة على رواية زوربا اليوناني .. الرقصة الأسطورية

نظرة على رواية زوربا اليوناني .. الرقصة الأسطوريةنظرة على رواية زوربا اليوناني .. الرقصة الأسطورية , رواية زوربا اليوناني .. للكاتب اليوناني (نيكوس كازانتزاكبس Nicos Kazantzakis) من الروايات القليلة التي تجبر القرّاء على اقتفاء أثرها من عالم الأدب إلى عالم السينما وعالم الموسيقى.

 

وهي من الروايات القليلة التي تعمل على تغيير المواقف والنظرة للحياة، غير أن ذلك الأثر الذي تتركه هو الذي يضمن لها الخلود وذيوع الصيت.

رواية زوربا اليوناني (Zorba The Greek)

زوربا اليوناني.. قبل بدء الحديث عن رواية (زوربا اليوناني (Zorba The Greek لنتعرف أولًا على مؤلف الرواية، هو (نيكوس كازانتزاكيس (Nicos Kazantzakis كاتب وفيلسوف يوناني الجنسية ولد في (18 – February – 1882 AD) ومات في (26 – October – 1957 AD) اشتهر (نيكوس) بروايته (زوربا اليوناني) حيث تعتبر هذه الرواية من أبدع ما ألفه في حياته من روايات،  ومن مؤلفاته:

كتاب (منقذوا الآلهة وهو من الكتب الصوفية، ورواية الحرية أو الموت، والأخوة الأعداء، والإغواء الأخير للمسيح، تقرير إلى غريكو)، هذه بعض مؤلفاته وله غيرها الكثير.

فالكتابة عند (نيكوس كازنتزاكيس) هي تمتلك قدرًا كبيرًا من الجاذبية الشديدة بأفكارها، تتكل على اللحظة التي استسلم القارئ فيها، بحيث يحلق مع بخار معناها الذي تسمو بالأرواح إلى عوالم سامية.

قال الكاتب الكبير (البير كامو (Albert Camus عند فوزه (بجائزة نوبل (Nobel Prize للأدب وذلك في العام (1957 AD) ولم يفز بها (نيكوس كازنتزاكيس) حينها، قال (البير كامو):

“إن كازنتزاكيس يستحق الجائزة أكثر مني بمائة مرة”.

ومما لا شك فيه أن كلامًا من هذا القبيل وعلى لسان الكاتب الكبير (البير كامو) يغني عن التعريف بالكاتب (كازانتزاكيس).

وعند وفاة (كازنتزاكيس) كتب على قبره العبارة التالية:

“لا أطمع في شيء، ولا أخاف شيئًا، أنا حر الآن”.

وفي العام (1988 AD) قامت الحكومة اليونانية بتكريمه بأن أصدرت طابعًا بريديًا يحمل صورته، وفي الذكرى الخمسين لوفاته قام مصرف اليونان الرسمي بإصدار عملة معدنية من فئة 10) EUR) العشرة يورو تحمل رسمًا للكاتب (كزانتزاكيس) على أحد الوجوه وعلى الوجه الآخر توقيعه.

القصة (زوربا اليوناني)

قصة (زوربا اليوناني (Zorba The Greek للكاتب التي سنتحدث عنها بإسهاب فقد صدرت الطبعة الأولى منها في العام (1946 AD) ميلادي وامتد تأثير هذه الرواية من عالم الأدب إلى عالم السينما وعالم الموسيقى وإلى عالم الفلسفة أيضًا، فقد كانت من الروايات التي تثير على التفكير في الحياة، بالإضافة إلى كونها قد ترجمت لعشرات اللغات الحية في العالم، حيث تم تحويلها إلى فيلم سينمائي بعنوان (ألكسيس زوربا (Alexis Sorbas الذي لاقى نجاحًا منقطع النظير.

وكان للرواية موسيقى من ألحان الموسيقي اليوناني العالمي (ميكيس تيودوراكيس Mikis (Theodorekis، وأنتجت الرواية رقصة خاصة بها أصبحت من الشهرة بمكان بحيث باتت الرقصة اليونانية الشعبية الأولى التي تمارس في الساحات والشوارع بشكل جماعي.

زوربا اليوناني

محور قصة رواية (زوربا اليوناني) شخصيتان متناقضتان ينتميان إلى عالمين مختلفين، أولهما كاتب هو (باسيل) نصفه إنكليزي والنصف الآخر يوناني، يذهب إلى جزيرة (كريت (Crete حيث ورث منجمًا للفحم، والشخصية الثانية هي عامل بسيط يفتش عن عمل ما هو (ألكسيس زوربا)، ويقوم الكاتب بزيارة (جزيرة كريت) ليتفقد أملاكه هناك ويعمل على إعادة افتتاح المنجم الذي ورثه هناك.

فإذا به ومن خلال هذه الرحلة يتعرف على ذاته ويكتشفها من جديد، حيث يتعلم كيفية العيش ويتحرر من أوهامه، وذلك بمساعدة من ذلك العامل البسيط (زوربا اليوناني).

حبكة الرواية

في مقهى مرفأ (بيرايوس (Piraeus Harbor اليوناني تبدأ قصتنا

قصة (زوربا اليزناني) حيث يعرف كل من (باسيل) الذي ينتظر السفينة

لتقله إلى جزيرة (كريت) حيث المنجم الذي ورثه، والرجل الذي كان

ينظر إلى (باسيل) باهتمام، ويقدم نفسه إلى (باسيل) معرفًا بأنه

(أليكسيس زوربا)، الخبير في أعمال المناجم ويبحث عن عمل بنفس الوقت.

يعجب (باسيل) بشخصية الرجل ويأخذه معه إلى جزيرة (كريت) حيث المنجم، ويقيمان في فندق (ريتز (The Ritz Hotel الذي تديره سيدة فرنسية الجنسية هي السيدة (مدام هورتنيس (Mm Hortens حيث يعجب يها (زوربا Zorba) ويفازلها لتنشأ بعدها بينهما علاقة حميمة، ويبدأ العمل في المنجم من اليوم التالي.

فيجد المنجم بحاجة إلى التدعيم بواسطة جذوع الأشجار التي يملكها دير للرهبان، فيعقد معهم (زوربا Zorba) صداقة ليقنعهم بإعطائه جذوع الأشجار، وعندما يعود من جلسة سمر مع الرهبان يقوم بتأدية رقصة تبهر (باسيل) الذي يدرك من خلالها نجاح (زوربا Zorba) بالحصول على جذوع الأشجار.

يتعرّف (باسيل) على الأرملة الشابة (ويدو (Wedo التي يضايقها القرويون لأنها ترفض الزواج من أحدهم بعد وفاة زوجها، فيعجب بها (باسيل) ويقدم لها مظلة كهدية فتقبلها منه، لكنه لا يقدم على الخطوة الثانية مطلقًا.

مرحلة العقدة

يذهب (زوربا اليوناني) إلى بلدة (تشانيا (Chania لكي يشتري

لوازم المنجم لبدء العمل وافتتاحه من جديد، يسهر (زوربا) في

تلك المدينة في أحد الملاهي الليلية مع إحدى الراقصات، وينفق كل المال الذي أخذه لشراء اللوازم دون أن يشتريها، فينتقم (باسيل) منه بأن يخبر (مدام هورتينس) بأن (زوربا Zorba) سيتزوج من تلك الراقصة عند عودته.

وفجأة وبدون سبب تعيد الأرملة الشابة (ويدو) المظلة إلى (باسيل) مع الشاب (ميميكو (Mimico ويعرف (باسيل) أنها قررت الزواج من شاب آخر من شباب القرية، فيذهب إليها ليراضيها ويقضي الليلة عندها، ويعرف أهل القرية بالأمر ويعم الخبر أرجاء القرية فيقدم الشاب على الانتحار لغسل العار.

وبعد أن يشارك جميع أهل القرية في جنازة الشاب تأتي الأرملة الشابة إلى الكنيسة للتعزية إلّا أن سكان القرية يحاصرونها ويرجمونها بالحجارة في باحة الكنيسة، فيقوم كل من (زوربا وباسيل والفتى ميميكو) بتخليصها من بين أيديهم، وتسير خلف (زوربا Zorba) وعلى بغتة يسحب والد الشاب المنتحر سكينًا ويطعن الأرملة خلسة برقبتها، ليتفرق بعدها أهل القرية تاركين (زوربا وباسيل وميميكو) مع الأرملة.

بعدها تواجه (مدام هورتينس)، (زورباZorba ) وتخيره بالزواج منها أو الانفصال يراوغ قليلًا لكنه يقبل في النهاية، ولكن ولسوء حظها تلتقط العدوي بمرض (ذات الرئة (Pneumonic، وتموت بذلك المرض، وكان أهل القرية في الخارج ينتظرون موتها ليستولوا على ممتلكاتها حيث أنها أجنبية ولا وريث لها، ولا يتركون وراءهم شيئًا سوى السرير الذي ترقد عليه وقفصًا فيه عصفور يأخذه (زورباZorba) معه عند مغادرته.

وتسوء الأحوال المالية للكاتب (باسيل) فيغلق المنجم ويعود أدراجه مغادرًا الجزيرة، ليودع (زوربا) ويرقص معه الرقصة الأخيرة (رقصة السيرتاكي) على الشاطئ.

رقص السيرتاكي (Sirtaki)

ثم قدمت رواية (زوربا اليوناني) إلى نشوء فن راقص يعرف بفن

(السيرتاكي Sirtaki) وهو فن راقص بحد ذاته، يشبه فن (الدبكة) وتحمس

له الجميع في كل أنحاء العالم، ونتج عن ذلك مئات الأغاني والألحان

التي تستلهم روح (زوربا ) وتسير على منوال إيقاع خطواته،

ومن أشهر الأغاني التي استلهمت ذلك أغنية (وي شل دانس

(We shall dance للمطرب العالمي اليوناني (ديمس روسوس (Demis Rossous.

رواية (زوربا اليوناني (Zorba The Greek والسينما

ثم في العام (1964 AD)  تم انتاج فيلم مأخوذ عن الرواية

بعنوان (أليكسيس زوربا Alexis (Sorbas  من إخراج المخرج

اليوناني الأصل (مايكل كوكويانيس Michel Cocoyannis) ومن

بطولة النجم المكسيكي (أنطوني كوين(Anthony Qwinn والنجمة

العالمية اليونانية الأصل (إيرين باباس (Irene Papas وقد قامت بدور

الأرملة الشابة (ويدو (Wedo، رفقة النجم الأمريكي (آلآن بيتس (Alan Bates وقد قام بدور (باسيل)، وكلف إنتاج الفيلم (783 million $) وحقق إيرادًا بلغ (9 million $) وقدكان مبلغًا خياليًا في تلك الفترة من الزمن.

وترشح الفيلم لسبع (جوائز أوسكار (Oscar، فاز بثلاثة منها الأولى

عن أفضل ممثلة مساعدة والثانية عن أفضل إخراج فني والجائزة الثالثة جائزة أفضل تصوير سينمائي.

وفي العام (1999 AD) رجعت رواية (زوربا اليوناني) إلى السينما

من خلال الفيلم الاسكتلندي (بيلي زوربا) عن رجل يعتقد بأنه (زوربا).

رواية (زوربا اليوناني Zorba The Greek) في المسرح

قدمت الرواية على شكل مسرحية غنائية على مسارح (برودواي)

في العام (1068 AD) وأعيد عرضها في العام (1983 AD) وذلك

بمشاركة (أنطوني كوين)، ومن بعد ذلك جرى تعديلها في العام (2009 AD)

ليقوم بدور (زوربا) النجم الاسباني (أنطونيو بانديراس Antonio Banderas).

كما تم تقديم شخصية (زوربا)  بشكل مختلف في المسرحية الايطالية

التي تحمل اسم (زوربا) وقام بدوره الممثل الايطالي (فابيو تيستي

(Fabio Testi وذلك في العام (2003 AD)، وفي عام (2013 AD)

ثم قدمت بشكل مسرحية غنائية في بريطانيا وعرضت على مسرح (بالاس ثييتر (Palas Theater.

بيتزا (زوربا)

ثم كثيرة هي مطاعم البيتزا في العالم التي حملت اسم (بيتزا زوربا (Pizza Zorba

ولها فروع كثيرة في معظم المدن الأمريكية.

الخاتمة

من قراءتنا السابقة لرواية (زوربا اليوناني Zorba The Greek)

ثم نجد أن الكاتب منحازًا إلى الشخصية (زوربا) ومنتصرًا لها، فها

هو يجعل اسم الرواية (زوربا) و(زوربا) الساخر دومًا من الكتب

ثم حيث يقول لصاحبه الكاتب (باسيل): ” كتبك تلك أبصق عليها كلها،

فليس كل ما هو موجود، موجودًا في كتبك”، لقد استطاع الكاتب

أنم يجمع في الرواية شخصيتان متناقضتين فكريًا هما (زوربا) والكاتب (باسيل).

لكن جمعتهما معا علاقة قوامها المصلحة المشتركة أو تبادل المنافع،

وهذه العلاقة محكومة بالتكاملية أي أن كل شخصية منهما ترى

نفسها أنها مكملة للأخر، وكل منهما وجد نصفه الآخر المفقود في الشخص الآخر.

السابق
رواية أيام معه … للكاتبة الشاعرة السورية كوليت خوري
التالي
من أروع القصص القصيرة.. قصة الموت الاسود و ملاكه الحزين

اترك تعليقاً