حواديت وحكايات وقت النوم مسلية للاطفال..قصة الحمار أبو حديد

حواديت وحكايات وقت النوم مسلية للاطفال..قصة الحمار أبو حديد


استيقظ الذئب من نومه ، تثائب ومدد جسمه ، نظر حوله فإذا بيته شديد القذارة ، فمنذ فترة لم ينظفه حتى صار

شكله لا يحتمل ، فرائحته كريهة والحشرات تملؤه .

قال الذئب لنفسه : إن هذا البيت يجب أن ينظف ولكن لا أحب القيام بالتنظيف فماذا أفعل .

خرج الذئب إلى باب بيته ونظر فوجد حمارًا يسر في الطريق ، فجرى نحوه وقال له : أين أنت ذاهب الآن ؟

إني ذاهب لإحضار طعامي

ادخل إلى بيتي وقم بتنظيفه .

لا وقت عندي أريد أن احضر طعامي فأنا جائع

ادخل وإلا صرت أنت طعامي اليوم .

خاف الحمار ودخل بيت الذئب وأخذ بتنظيفه وهو يعاني من الجوع ورائحة بيت الذئب الكريهة ، وأخذ الذئب ينظر

إلى الحمار وهو ينظف ويعمل وقال في نفسه : إن هذا الحمار فرصة ذهبية ، فقد وجدت من يقوم بتنظيف بيتي

كل يوم ؟

وفي نفس الوقت كان الحمار يفكر في طريقة يرفع بها الظلم عن نفسه ، فالذئب الظالم يرغمه على تنظيف بيته ،

ويمنعه ذلك من إحضار طعامه ، فقال : بعد أن أنتهي سأذهب إلى الفيل كي يخلصني من هذا الذئب الظالم …

طرق الحمار بيت الفيل وقال : السلام عليكم .

وعليكم السلام .

عندي مشكلة وجئتك كي تحلها لي .

وما هي مشكلتك ؟

حكى الحمار للفيل قصة ظلم الذئب له ومعاناته من الجوع ورائحة بيت الذئب الكريهة .

وقال الفيل : وماذا تريد مني أن أفعل ؟

تضربه ضربة قوية بخرطومك فتقضي عليه كي أستريح منه .

وأنت ماذا تفعل ؟

– لا شيء لا أستطيع أن أفعل شيئًا .

وهنا قال الفيل غاضبًا : تريدني أن أتولى حل مشكلتك وأنت تتفرج ولا تفعل أي شيء.

علمني ماذا بوسعي أن أفعل .

اذهب إلى القرد وسوف يساعدك .

ذهب الحمار سريعًا إلى القرد ، وطرق بابه وقال : السلام عليكم أيها القرد .

وعليكم السلام .

قد أرسلني الفيل إليك .

– لأي شيء أرسلك ؟

فأعاد الحمار قصته مع الذئب وما دار من جوار بينه وبين الفيل ، فقال

القرد فهمت .

وماذا فهمت .

إن الفيل يريد مني أن أساعدك في حل مشكلتك .

كيف ستحل مشكلتي أيها القرد ؟ هل ستضربه أنت وتقتله ؟ إنك مثلي أضعف من الذئب بل أنت أضعف مني ؟

لكل مخلوق نقطة قوة إذا أحسن استغلالها نال من ورائها الخير الكثير .

وماذا عني أنا ؟

اصبر قليلًا ودعني أفكر .

تناول القرد إصبعًا من الموز ثم جلس وأخذ يزيل قشرته ووضعه في فمه وأخذ يقضمه ببطء وهو ينظر إلى الحمار

وبدأ يفكر بعمق .

قال الحمار : لماذا تنظر إلي هكذا ؟ … لم يرد القرد واستمر في التفكير ، ثم انتفض من مجلسه فجأة وقال للحمار

: لديك أرجل قوية أليس كذلك ؟ ففرح الحمار وقال : نعم .

– لماذا لا تستغل قوة رجليك في الدفاع عن نفسك ؟

فكرة جيدة ولكن كيف ؟

تستطيع أن تضع في كل رجل حدوة من الحديد ( مثل الحصان ) فتزيدها قوة .

وبالفعل ذهب الحمار إلى صانع أحذية الحمير واتفق معه على العمل عنده عدة أيام نظير تركيب الحدوات الحديدية

في أرجله الأربعة .

وافتقد الذئب الحمار .. وبعد أيام ظهر الحمار في الطريق ، فلما رآه الذئب كشر عن انيابه وقال : أدخل فنظف البيت

فقد تركته عدة أيام فتراكمت فيه القمامة ، هيا ادخل بسرعة .

استجمع الحمار أبو حديد قوته وشجاعته وقال للذئب : لا ، لن أدخل بيتك القذر ولن أنظفه .

إذن سوف تُؤكل .

لن تستطيع .

أنسيت نفسك .

لا ، ولكني مستعد لقتالك ، وقد وضعت الحدوات الحديدية في أقدامي وسوف أضربك ضربات قوية فوق رأسك

إن حاولت الاعتداء علي ، ثم أخذ الحمار وضع الاستعداد للقتال … فلما رأى الذئب ذلك تراجع وقال : إذهب .

وإياك أن تعترض طريقي مرة أخرى .

لا لن أعترض طريقك مرة أخرى .

قال الذئب لنفسه : سوف أبحث عن حمار آخر يقوم بتنظيف البيت …

وذات يوم بينما كان الحمار أبو حديد يمر أما بيت الذئب وجد الذئب مكشرًا عن أنيابه وحمار أخر يقوم بتنظيف بيت

الذئب المليء بالقمامة ، قال الحمار أبو الحديد في نفسه : لقد فعل الذئب بهذا الحمار المسكين مثلما فعل بي ،

ولذلك لن أتركه للذئب يظلمه … وانتظر الحمار أبو الحديد الحمار الآخر حتى انتهى من تنظيف بيت الذئب ، ولما

انصرف لحق به وقال له : السلام عليكم أيها الحمار الصديق ، فرد الحمار الآخر وذهنه شارد : وعليكم السلام.

مالي أرى علامات الحزن في وجهك .

لا شأن لك .

لعلي أساعدك .

كيف تساعدني وأنت حمار مثلي وفي نفس قوتي ، إني أتعرض لظلم وقهر، وهذا الذئب الظالم يرغمني على

تنظيف بيته القذر ويحرمني من السعي على رزقي وجلب طعامي .

وماذا يحملك على إطاعة أوامره وتحمل قذارة بيته .

إنه يهددني أن يأكلني ، ثم قال في تهكم واضح : لو كنت في مكاني كيف كنت تفعل أيها الحمار الصديق ؟

قال ابو الحديد : لقد كنت فعلًا مكانك ، وكان الذئب يرغمني على تنظيف بيته القذر مثلك تمامًا .

انتفض الحمار وصاح قائلاً : وماذا فعلت ؟

رفع الحمار أبو الحديد رجله وقال : لقد قمت بتركيب هذا الحديد في أقدامي للدفاع عن نفس ؟

وماذا فعل الذئب ؟

انصرف عني وبحث عن حمار مغفل حتى وجدك .

أتقصد أني مغفل ؟

وأنا ايضًا كنت مغفلا حتى استطعت التخلص من ظلم الذئب .

إذا الحل في الحديد ؟

نعم الحل في الحديد.

فعل الحمار الجديد مثلما فعل الحمار أبو الحديد واستطاع أن يزجر الذئب ويرد ظلمه .

وكلما بحث الذئب عن حمار جديد ، توجه إليه الحمار أبو الحديد وأسدى إليه النصيحة كي يتخلص من ظلم الذئب

 وذات يوم اجتمعت الحمير ذوو الحديد كي يتناقشوا سويّا في أمر الذئب .

قال الحمار أبو الحديد : ماذا ترون أن نفعل في شأن هذا الذئب الظالم ؟

قال أحدهم : نجتمع عليه ونقتله .

قال آخر : بل نخرجه من هذه الغابة إلى مكان بعيد ، فلا مكان له بيننا .

وقال ثالث : بل نجعله ينظف بيوتنا لقاء تنظيف بيته في السابق .

قال الحمار أبو الحديد: بل ينظف بيوتنا ثم يرحل ، وهنا ارتفعت أصوات الحمير بالموافقة على هذا الرأي …

وتوجهت الحمير إلى بيت الذئب وطرقوا الباب ، ولما فتح الذئب الباب وجد مجموعة الحمير ورأى في أرجلهم الحديد

وفي وجوهم التحدي ، فعلم أنه لا طاقة له بهم فقال : ماذا تريدون ؟

أن توفي ما عليك من الديون .

لم اقترض من أحد شيئًا .

بل اغتصبت جهدنا وظلمتنا .

وماذا تريدون الآن ؟

أن تقوم بتنظيف بيوتنا جميعا كما عملنا في تنظيف بيتك .

ثم ماذا ؟

ثم ترحل خارج غابتنا حتى لا يكون هناك أثر للظلم .

فكر الذئب ورأى أنه لا خيار له إلا استجابى لمطالبهم ولو ظاهريًّا ، فقال :

سوف أفعل ولكن أمهلوني للغد ، فقالوا : لك ذلك .

وفي ظلمة الليل قال الذئب لنفسه لم يعد لي مكان في هذه الغابة ، علي أن أهرب قبل أن يأخذوا حقهم مني

 وفي الوقت نفسه قامت الحمير بحراسة منافذ الغابة حتى لا يهرب الذئب قبل أن يؤدي ما عليه ، وهكذا لم يجد

الذئب منفذًا للهرب ، وفي الصباح طاف على بيوت الحمير فنظفها جميعًا ، وكل الحمير يشاهدون الظالم المغرور

وهو يتجرع مرارة القهر المذلة وبعدها أخرجوا الذئب من الغابة وطردوه بعيدا عنهم وجلس الحمير يومًا يسترجعون

ذكرياتهم مع الذئب ، فقال أحد الحمير للحمار أبو الحديد : لماذا سعيت لمساعدة إخوانك من الحمير ، وقد كنت

تستطيع أن تتركهم بعد أن نجوت نفسك ؟ … فقال الحمار أبو الحديد إن النفس السوية لا ترضى بالظلم لغيرها كما

لا ترضاه لنفسها .

المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي

السابق
اجمل قصص للاطفال وقت النوم..قصة الحرية الغالية
التالي
قصة مسلية عن حيوانات الغابة.. قصة الخرتيت البخيل

اترك تعليقاً