قصة الطفل الغامض واهمية التواضع, هذه القصة من قصص الاطفال التي تعلمنا التواضع دوما وان لا نتعالي على من هم اقل شأنا ، وتحكي لنا هذه القصة انه في يوم من الايام كان هناك صبي واقف وحيدا في الغابة ، وشعر هذا الصبي بسعادة غامرة بانه قد قطع شوطا طويلا في طريقه، ولكنه كان متعبا جدا ، وشعر ايضا انه في حلم حيث وجد بجانبه حائط كبير ، ورأي حديقة، وزهور، واطفال يلعبون .
ونظر الصبي الى الطريق الطويل وراءه، حيث وجد
الكثير من الخشب الداكن والتلال القاحلة وشعر بالحزن
حيث ان هذا العالم هو الذي ينتمي اليه حقا ، وعندما
اعاد النظر الى الحديقة امامه، رأي بيتا كبيرا، وتراس كبير
، ولم يشعر بنفسه الا وهو يمشي على عشب حديقة المنزل السلس حيث يلعب الاطفال .
وهنا رأه واحد من الاطفال قائلا لصديقه ” انظر يا صديقي
انه صبي فقير ” ، وهنا الطفل الاكبر قال ” سوف احصل من
امي له على بعض الطعام لكي يتناوله ” ، وكان يقف بجانبهم
البستاني متسائلا ” من اين جاء هذا الصبي ؟ ” ، فاجابه الطفل
” نحن لا نعرف لكنه جائع جدا، وتقول امي اننا يجب ان نعطيه بعض الطعام” .
ذهب الطفل مسرعا الى امه لكي يأخذ منها بعض الحليب ، فكان يحمل الحليب بيد واحدة واليد الاخرى كان يحمل لعبته ، ظل البستاني يتساءل كثيرا حول هذا الصبي من اين جاء وما هو اسمه والي اين هو ذاهب .
كان الصبي يشعر بالتعب الشديد ، واستراح قليلا ثم نهض قائلا للاطفال ” لابد ان ارحل الان ” ، وتحول الصبي للذهاب في طريقه ، واوقفه الاطفال متسائلين ” ماذا عليك ان تفعل ايها الصبي” ، هنا اجابهم الصبي قائلا ” اعود الى عملي فانا واحد من الطاقم الذي يساعد على جعل العالم يدور حول نفسه ” .
ثم انبهر الاطفال لقول الصبي قائلين له “لماذا لا نساعد ايضا؟ ، وهنا فاجئهم الصبي قائلا ” لا تستطيعون فانتم الركاب” ، وسأله الاطفال ” اخبرنا اذا الى اي مدى ستذهب الان “، اجابهم الصبي قائلا ” اوه، الطريق طويل وعلي ان اتمكن من لمس الشمس” .
ثم شعر الاطفال بالفضول الشديد وسألوه ” هل حقا تستطيع لمس الشمس ، ضحك الصبي قائلا لهم ” اخشى ان اخبركم انني ساحتاج وقتا طويلا قبل ان اصل الى هناك ، واخشى ايضا ان اصل اليها في نومي فقط” .
ثم وهنا البستاني بدأ ان يفهم اكثر عن الصبي الحزين ، وعندما
ذهب سأل الاطفال ” لماذا تحدثتم اليه ، فانه مجرد صبي
فقير حزين يحاول جاهدا وهناك بينكم وبينه فرق كبير ” ،
رد عليه الاطفال ردا جعله يشعر بالاسف حيال نفسه حيث
ثم قالوا له ” نحن لم نفعل شيئا، كان من الجيد جدا ان يلاحظنا هذا الصبي
، وانت مخطئ ايها البستاني فلم يكن بيننا اي فروق سوى هذا الجدار” .
ثم قال الاطفال هذا الكلام بكل تواضع وعندما عادوا الى الحديقة
لكي يلعبوا من جديد ، نظروا الى الطريق الذي كان الصبي
يسافر من خلاله ، وضحكوا قائلين “لعلنا ايضا نصل الى هذا نهاية هذا الطريق يوما ما” .