حكاية الاطفال الصندوق الطائر
حكاية الاطفال الصندوق الطائر … هذه الحكاية او القصة من القصص الخرافية التي يقرأها الاطفال ويحبونها، ويحبون تعامل الشخصيات بها لانها قصص جميلة وقصيرة ايضا
يا له من يوم بديع وطريق بديع وسوق بديع وشرفة ذهبية ماذا؟ شرفة ذهبية؟ آه هذا منزل التاجر الثري يراه من الخسارة ألا تسمعوا هذه القصة.
لا ليست عن التاجر لكنه شخص مهم في قصتنا كان التاجر فاحش الثراء وكانت ثروته تكفي لرصف الطرق بالفضة لكنه كان رجل حكيم وتاجر ذكي عرف كيف ينفق أمواله وكيف يدخرها أيضا.
كان للتاجر صبي صغير يدعي سفن ويبدو أنه كان كسولا للغاية وعندما استيقظ في الصباح قال:- صباح الخير يا ابي .
قال التاجر:- صباح الخير يا بني، هل نمت جيدا؟
فقال سفن :- آه نعم فعلت فالتغطية الذهبية أفضل من العادية ولكني أفكر في التخلص من الجواهر فهي تزعجني.
قال التاجر:- يا سفن لا تحتاج لأغطية مرصعة بالجواهر.
فقال سفن :- وما المشكلة فنحن أغنياء في الحقيقة سأقيم حفلا لأصدقائي اليوم واشتريت لأحدهم قاربا ضخما ويريدون الاحتفال.
قال الأب:- اشتريت قاربا لصديقك ويريدونك أن تقيم لهم حفلا أيضا أي نوع من الأصدقاء هؤلاء؟
فقال سفن :- أنهم يحبونني يعتقدون أنني الأفضل.
قال الأب:- بل يحبون ثروتك توقف عن محاولة إسعادهم لا تهتم لرأيهم فيك أبدا افعل ما يسعدك.
فقال سفن :- يسعدني عمل أشياء ليحبني الآخرون أليس هذا جيدا؟
فقال الأب:- لا أعرف كيف أتصرف معك حسنا استمع إلى سأخبرك بشيء هام لدي صندوقا قديما وهو ليس بصندوق عادي أنت تكبر الآن وسترث كل ثروتي كل شيء سيكون ملكا لك وأريدك أن تعدني الآن بعد وفاتي مهما حدث لا تفرط في هذا الصندوق هل فهمتني؟ هل تعدني يا سفن؟
فقال سفن :- أجل يا ابي أعدك.
ومرت السنوات وفي يوم حزين توفي التاجر وأصبح سفن شابا الآن وحزن كثيرا على والده وسرعان ما ورث عنه كل شيء.
لكن العقل قد ودعه وطار وعاش في بذخ وإسراف تام وأقام الحفلات كل ليلة وجدد المنزل يوميا فبدا مختلفا كل يوم وحرص على اقتناء التحف الباهظة.
انبهر أصدقاؤه وهذا جعل سفن سعيد للغاية وعلم كل أصدقائه بثرائه الفاحش وأنه يمكنه شراء كل ما يريد ولكنهم كانوا يعلمون شيئا آخر لدى سفن موهبة خفية حيث كان قصاص بارع لم يقدر أحد على مجاراته وكان أصدقاؤه يأخذون بروايته.
استمر الحال لعدة أسابيع أجل عدة أسابيع فقط لان الثروة قد نفذت وبدأ سفن يبيع تحفه الثمينة ليغطي معيشته لكنه لم يتوقف عن إقامة الحفلات لأصدقائه.
وأخيرا جاء اليوم التي أخبره فيه مساعدة:- لقد أفلست.
فقال سفن :- مستحيل لا بد إن لدي بعض المال طلب مني باتريك عربة جديدة متأكدا أن بإمكاني شراءها صحيح؟
قال مستشاره :- نفذت ثروتك وكل ما تملكه هو هذا الرداء وهذا الحذاء وهذا الصندوق لا قيمة لهم حتى إذا بعتهم.
فقال سفن :- نفدت كل أموالي أن ليس لدي حتى منزل أعيش فيه.
جلس سفن داخل الصندوق يندب حظه وحينها وجد شيء:- ما هذا؟ أنه مفتاح لابد أنه مفتاح الصندوق رائع.
ووضعه في مكانه في الصندوق وأدار المفتاح حتى ظهر للصندوق أجنحة وطارت به حينها تعجب سفن وقال:- ماذا؟ هل أحلم؟ هل مت؟
لكنه لم يكن حلما ولم يمت أيضا، لم يكن الصندوق عاديا بل كان صندوق مسحور وحمل سفن فوق البحار وفوق الجبال وأخيرا هبطت الصندوق في بلاد الترك.
خرج سفن من الصندوق وخبأه تحت الشجر ثم بدأ يتفقد المدينة كان الجميع يلبسون أردية مختلفة وأحذية مختلفة أيضا ولم يلتفت إليه أحد.
ومن بعيد رأى قصرا فقال سفن :- يا خبر! يا له من منزل كبير.
فقال أحد التجار:- منزل! هل أنت غريب عن هنا؟ هذا ليس منزلا هذا هو القصر السلطان والسلطانة يعيشون هناك مع ابنتهم الأميرة.
فقال سفن :- الأميرة.
قال التاجر:- نعم بالطبع ولكن السلطان والسلطانة يبالغون في حمايتها ولا يأذنون لأحد برؤيتها.
فقال سفن :- حسنا ومن يحتاج لإذنهم؟
وطار سفن لرؤية الأميرة وكانت الأميرة نائمة كانت في غاية الجمال حتى أن سفن جلس يتطلع إليها وأحب النظر إليها لكن ليس طويلا.
استيقظت الأميرة وقالت في خوف:- ماذا؟ من أنت؟
فقال سفن بترد وخوف:- لا تصرخين أنا سفن أنا ساحر نعم أنا ساحر الصندوق المسحور.
فقالت الأميرة:- ساحر الصندوق المسحور ما هذه الخرافات؟ لا يوجد شيء كهذا.
فقال سفن :- بالطبع يوجد ها أنا ذا أنا أقف أمامك.
فقالت الأميرة:- حتى إن كان هذا حقيقيا كيف تدخل غرفتي هكذا وكيف تجرؤ؟ لا يهمني من أنت سوف أمر بالقبض عليك على الفور.
قال سفن في خوف:- كلا أنا أتوسل إليك آسف جدا أنت محقة ارتكبت خطأ الرحمة.
فقالت الأميرة:- توقف عن التوسل كيف وصلت إلى هنا؟
فقال سفن :- جئت على صندوقي من القمر حيث الشلالات الجميلة هناك وبحيرات مثل عينيك تماما تسبح فيها أفكارك كالحوريات وجبينك يبدو في بياض الثلج كيف لا أنظر إليك أخبريني أتعرفين قصة طيور اللقلق التي تجلب الأطفال من خلف البحار؟
فقالت الأميرة:- يا للهول! أنت تروي قصصا رائعة! هذا مذهل.
فقال سفن :- أميرتي هل تتزوجينني؟
فقالت الأميرة:- ماذا؟ ما خطبك؟ لقد تقابلنا للتو.
فقال سفن :- ظننت الوقت ملائما.
فقالت الأميرة:- ملائما بالنسبة لك غادر الآن.
فقال سفن :- لماذا لا تريدين الزواج بي؟ ألم تعجبك قصصي؟
فقالت الأميرة:- بلى أعجبتني لم لا تأتي غدا؟ وتقابل والداي فهما مغرمان تماما بالقصص أبي يفضلها سعيدة وأمي تهتم بالحكمة أن جئتهم بالقصة سأوافق على الزواج.
فقال سفن :- موافق سأراك قريبا يا أميرة.
طار سفن على صندوقه حتى وصل إلى الغابة وظل طوال اليوم يكتب القصة المثالية وهو متعجب لأنه لم يشعر بمثل هذه السعادة قط حتى أنه لم يأكل أو يشرب أو ينم.
وسرعان ما حان موعد لقائه مع السلطان والسلطانة فدخل إلى القصر بفخر وحماس وكانت الأميرة قد أخبرت والديها عن ملاك الصندوق وبراعته في القصص.
كانوا متشوقين لرؤيته وعندما حضر إمامهم قال:- أقدم خالص احترامي للسلطان والسلطانة.
حكاية الاطفال الصندوق الطائر