الرواية و في اول سطر منها تبدأ بالنتيجة النهائية تقريبا و هذا الشكل من المقدمات هو ما يثير اهتمامي ويدفعني شخصيا لإتمام الرواية
و التلدد بصفحاتها لإشباع فضولي الذي يشعله مثل هذا النوع من المقدمات إذ جاء على لسان الزوج الذي قال ( لم أكن أرى شيئًا مميزًا في زوجتي قبل أن تصبح نباتية )

وهذا التحول من شخص عادي إلى شخص نباتي هو الثيم الرئيسي في القصة اد لا يناقش في هذه الرواية النظام الغذائي النباتي
او منافعه أو مضاره أو طريقة تتبعه أو اي شيء من هذا القبيل بل تناقش رواية النباتية فقط كون شخص بين ليلة و ضحاها
و بسبب حلم فقط قرر ان يصبح نباتي متعصب و تدور وقائع القصة عن كيفية تقبل الناس و بالأخص المجتمع الكوري الجنوبي
لمثل هذه التحولات التي تحصل فيه بين الفينة و الأخرى وكيف يتعامل معها هذا الأخير والذي يشبه جدا المجتمع العربي
اذ ان العائلة الكورية الجنوبية تقوم على احترام الروابط الأسرية وكون السلطة في البيت غالبا ما تكون متمركزة في يد الأب او الزوج .

بطلة القصة هيسيدة عادية في اواخر العشرينيات من عمرها اسمها  يونغ هي
طولها متوسط وشعرها كذالك لم تكن لا قبيحة المظهر ولا جميلة ايضا اذ لم يكن فيها شيء مميز عن باقي النساء عدا انها لم تكن تحب ارتداء حمالات الصدر
إلى ان استيقظ زوجها في يوم من الأيام فوجدها قد رمت كل اللحوم في القمامة
ولما سألت عن ذلك اجابت ببساطة انها رأت حلم وبعد ذلك اصبحت تشمئز من اللحوم
و رائحتها حتى وصل بها الأمر إلى امتناعها عن ممارسة الجنس
مع زوجها لأنه حسب ما قالت تفوح منه رائحة اللحم مع انه كان يحترمها و لا يتناول اللحوم داخل المنزل و تستمر القصة
هكذا وتسرد احداثها من ثلاث جهات من منظور زوجها و من منظور شقيقتها الكبرى
و ايضا من منظور زوج شقيقتها الكبرى اترككم اعزائي زوار مدونة
رواياتك لكي تكتشفوا ما تبقا من ثنايا هذه الرواية الجميلة بأنفسكم .

ملخص رواية النباتية

العنف الذي تعرضت له يونغ هي

يقوم الزوج بالشكوى المتكررة من زوجته لأبيها حيث أن يونغ كانت ترفض ممارسة العلاقة الزوجية معه
أو الاقتراب منه لأنها تقول أن رائحة اللحوم تفوح منه فمه
وبالتالي قام أبوها بضربها ومعاقبتها بشكل عنيف للغاية
من ثم تم نقلها إلى المشفى حيث تشير هي بأنها قد تعرضت للعنف الشديد
من والدها منذ طفولتها حتى بلغت 18 كان يبرحها ضربًا.

فإنها الآن قد تخلصت من ذلك الشعور الحيواني حتى
أنها تشعر بأنها شجرة تخرج منها الأوراق فقط،
وهنا الكاتبة تشير إلى أن المرأة تعاني من الاضطهاد الكبير من قبل المحيطين بها من الرجال في مدار حياتها
والتي تمنعها من أن تمارس حقها في الاختيار لأبسط الحقوق الخاصة بها حتى أنها فقط تريد أن تتخلى عن تناول اللحم.

فيلم العلامة الزرقاء

هنا نتنقل إلى نظرة زوج أخت “يونغ هي” حيث أنه مخرج لأفلام الفيديو والذي عرف عن طريق زوجته
أن أختها لديها شامة عبارة عن ورقة زرقاء تشبه أوراق الشجر ومن هنا جاءت له فكرة أن يقوم بعمل فيلم يصور نفسه
فيه وهو يقوم برسم الكثير من أوراق الشجر على جسدها العاري
وكان في البداية يزورها في المشفى زاعم أنه يطمئن زوجته عليها.

من ثم بدأ في إقناعها بالفكرة حتى استطاع تحقيق
رغبته في أن يترك بصمته في العالم السينمائي حيث أنه كان فقط مخرج
لا يعرف عنه أحد الكثير، وبذلك الكاتبة وضحت الجوانب التي تعاني منها الشخصية على مدار الأحداث
وما وصلت إليه من محاولات المقاومة حتى انها حاولة إنهاء حياتها بقطع شريانها .