إلى سلمى

إلى سلمى
رأيت في كلماتك الرائعة دموعاً تبكي في صمت
فأدركت أنه اليوم قد ولدت شاعرة
فالشعر قبل أن يكون قوافٍ و أوزان هو بوحٌ للمشاعر
هو حديث الروح الحزينة التي تتألم ولا تجد غير الأوراق تشكو لها
و هذا ما يسمى بالأدب ... بالشعر الحر .....
كلماتك هزّتني من الأعماق ، ومن عادتي إن أردت أن أكتب رداً
فإني أكتبه شعراً وليس نثراً ، ولكن هذه المرة كانت مشاعري
أقوى من أن أقيدها بقوافٍ و أوزان .
لم أكن يوماً كاذباً أو مخادعاً يا سلمى
ولم تكن أحاسيسي كاذبة أ مزيفة يا سلمى
فأنا إنسان بسيط ، و أعيش براتبٍ زهيد ،
ولا أملك من الدنيا إلا مئات الأبيات من الشعر
و كم تمنيت لو أني أمتلك بيتاً واحداً من الحجر
أما أنت ... فلا تسأليني من أنتِ
جعلت منكِ كوكباً بعيداً في السماء تراه عيناي وتعشقه
ولكنه بعيد المنال و لا أستطيع الوصول إليه إلا بأحلامي
جعلت منكِ الحلم الأبدي المستحيل في حياتي
أتوق إليك كعبد يسعى للحرية و يحلم بها
و لكنه لا يجني سوى ذلّ العبودية
أتوق إليك كطفلٍ صغيرٍ شاهد القمر بدراً في الليل
فيمد يده ليأخذ هذا الكوكب المنير
فلا يجنى سوى الهواء و الأماني المستحيلة
أتوق إليك كمسافرٍ في الصحراء يتمزّق عطشاً
فيرى سراب واحة كبيرة ، و يسعى إليها
فلايجني سوى الهلاك و الموت عطشاً وهو يحلم بالماء
سلمى... إن الفقر و سوء الحال كانا الجدار العالي
الذي يقف بيننا في الواقع
و لا أستطيع أ أحطمه إلا بأحلامي و قصائد أشعاري
إ ن الحكايات التي تقول بأن الحب يصنع المستحيل
ما هي إلا أوهام و قصص من نسج الأحلام
وأنا إنسان فهمت واقعي جيداً و رضيت به
فأنا شاعر أعيش في الليل مع أحلامي
في عالمٍ أرسمه في خيالي
أشكو ألمي
و أبكي بأشعاري
و أبثُّ أوراقي أحزاني و شجوني
أحقق فيه أحلامي و كل ما أتمنّى
فيزورني طيف حبيبي المزعوم
و نمضي معاً إلى سماء بعيدة
فيها عالم مسحور
ليس فيه كذب أو رياء
بل شفافية مطلقة
فنبني قصوراً على الرمال
و نسافر في بحور الخيال
و نقول ما لا يقال
فلا قوانين تردعنا
ولا أعراف تمنعنا
فكل شيئ في عالمي مباح
إلاّ الخطيئة
فعالمي
نقيٌ نقاء السماء في ليالي الصيف
و صافٍ صفا الماء في ينبوعٍ لم تدنسه يد البشر
و في الصباح ينتهي كل شيئ
وتدقُّ بابي إبنتي ذات الثلاثة سنوات
و تقول لي بابا أحبك كثيراً.
فأطوي دفتر أشعاري
و أهدم قصور أحلامي
و أعود من أسفاري الملحمية
و أرمي دفتري خلف ظهري
و أحضن إبنتي و أقول لها يا عيون بابا
و أطبع على خدها الصغير
قبلة كبيرة و طويلة
أكبر من قصوري على شواطئ الأحلام
و أطول من أسفاري في عالمي المسحور
ويبدأ يوم جديد
و تبدأ مشاكلي التى لاتنتهي مع لقمة العيش
فأنا شاعرٌ ولست مجنون
ومن لا يستطيع أن يعود إلى واقعه
و يبقى أسيراً في عالم أحلامه
يتحول إلى قيس بن الملوح
سلمى
لقد أقبل النهار ، فدعي الأحلام للّيالي
و تذكري الآن . أنك أمٌ و زوجة .

و أنا.... تيم ... ذكرى من الماضي

إلى سلمى
هو رد لرسالة و صلتني في منتدى صافيتا
من سلمى
و هي صديقة قديمة
و تيم هو أختصار لإسمي الحقيقي
فالتاء و الياء هما أول حرفين من اسمي
و حرف الميم هو الحرف الأوسط من كنيتي
فشكراً لنقلك هذه الرسالة
أخوك الرهاوي الصغير
ت - ش
شاعر من سوريا حلب