الشاهـين
الشاهين من جنس الصقر، وهو من الطيور البحرية التي تعيش على الشواطئ ويتغذى على طيور الماء، وهناك نوع آخر من طيور الماء تسمى (الدمى) وهي من جنس العقاب وسيأتي الكلام عنها في الفصل الخاص بهذا الصنف.
والشاهين له توابع من نفس الفصيلة تسمى بلغة أهل المنطقة : (وكرى الشواهين) ثم يليه (تبع الشواهين) وسيأتي الحديث عنهما على الصفحات التالية.
والشاهين كلمة فارسية معناها (الميزان) لأنه لا يتحمل الجوع الشديد أو الشبع. وهو سريع الغضب والنفور وخاصة المسن منها، وهو وان كان قابلا للتأديب والتعلم إلا أنه يحتاج إلى المعاملة الرقيقة والرفق، ويقال عنه (أنه أرق من الزجاج مكسرا) وهو أقل من الحر تحملا للشقاء والتعب وأصغر منه حجما.
والشاهين من أسرع الجوارح كلها على الطرد في المسافات القصير ومن أحسنها تقلبا في الجو وأجودها اقبالا وادبارا وراء الصيدة، وأشدها ضراوة على الطرد، ولكن الحر يمتاز عنه بالجودة في الطرد على المسافات الطويلة ويمتاز عن الشاهين بطول النفس.
وعن تجربتنا بالصيد بالشاهين، أنه اذا صاد شيئا لم يتركه بناء على أمر مدربه سواء بالنداء أو بإستعمال التلواح.
ومن عيوبه أنه يتأخر في القاء ريشه القديم ولا يكون جاهزا تماما الا قبل نهاية موسم القنص بشهر أو أقل من شهر ..
وبذلك يفوت على صاحبه فرصة التمتع بالهواية في وقتها المناسب، وأحيانا إذا طالت مدة معيشته مع صاحبه ففي غالب الأمر يتجاهل ما تعلمه من دقة التدريب ويكون غير مهذب الخلف. وأهل الفرس يعرفون (الشاهين) أكثر من أهل البلدان العربية لانه يوجد بكثرة في بلادهم، وهم يفهمون أكثر من غيرهم في أسلوب تضريته وآداب معاملته وحسن القنص به، وقد مارسوا الصيد به منذ القدم.
وألوان الشاهين: الأسود الخالص والأسود الرأس والظهر وبطنه ممتزجة بالأبيض ومنه الأرجواني المنقط بالأبيض وأطراف الريش ذهبية اللون. ومنه الأحمر ومنه ما يكون أبيض الرأس.
والمفضل منها من كان عظيم الهامة، واسع العينين حادها، طويل العنق، ممتلئ الزور، عريض الوسط، ممتلئ الفخذين، قصير الساقين، طويل الجناحين، قصير الذنب، سبط الكف ضيقها، ريشه قليل ولين، تام الخوافي رقيق الذنب.
والشاهين يصيد ما يصيده الحر. ويتبع معه نفس الأسلوب في التدريب إلا أنه يحتاج وقتا أطول من الحر. لحدة مزاجه وعدم استجابته. وتكاد تجمل كتب البيزرة وغيرها على أن أول من عرف الشواهين ودربها هو قسطنطين ملك الروم.
وذلك أنه رأى شاهينا محلقا على طير ماء يصطاده، فأعجبه ما رأى من فراهته وسرعة طيرانه وحسن صيده، وذلك بأنه وجده يحلق في طيرانه حتى يلحق عنان الجو، ثم يعود في طرفة عين فيضرب طير الماء فيأخذه قناصا...
فقال ينبغي ان يصطاد هذا الطائر ويعلم، فإن كان قابلا للتعليم ظهرت منه الأعاجيب في الصيد. وأمر بصيده وتعليمه، فصيد وعلم وحمله على يده ثم ريضت له الشواهين بعد ذلك.
أ. وكرى الشواهين.
يكون في حجم الشاهين، وأحياناً أقل منه حجماً، ويكون أحمر الرأس وتميل أحيانا عيناه إلى اللون الأصفر، وألوانه هي ألوان الشاهين.
وهو يتميز بقرب شكله من الشاهين، ولكنه يختلف عنه في طلاقة أصابعه وامتدادهم وقدماه وخياشيمه صفراء اللون، وهو قابل للتعليم ومزاجه أبرد من مزاج الشاهين، ويتبع في تعليمه نفس أسلوب تدريب الشاهين، وهو يصيد الحبارى والكروان والأرانب.
ب. تبع الشواهين.
وهي السلالة الثالثة من الشاهين، وهو يشبه في شكله الشاهين. وهو أقل منه ومن الوكرى حجما ووزنا، وهو صغير الفم، وأرجله نحيلة صفراء وحجم رأسه صغير، ومزاجه أبرد من الشاهين وهو أرقط اللون والصدر، والبطن منقطة بالبياض.
وهو يكثر على ساحل البحر ويتغذى على طيور البحر والبر، وتدريبه أسهل من تدريب الشاهين.