العودة   الشعر والادب والتراث العربي > الشعر > الاشعار المنقولة > الشعر الفصيح

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2010, 05:12 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية نسرين


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2505
المشاركات: 1,760 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
نسرين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الشعر الفصيح
كأنّ الجذوعَ تريدُ الرحيل!
أنا الآن أسمعُ صوتَ العصافير يذوي ويشدو بها الهمُّ وهي تغنّي لجرح ينوءُ به الغصنُ ، حيناً يجفُّ وحيناً يسيلُ
ورغم اخضرارِ الوعودِ تُخالفها تلةٌ ملّتِ العُشبَ تمضغهُ الأرضُ يجترّهُ حُزنُ تلك الروابي التي بلّلتها غيومُ امتعاضٍ وضاقَ الفضاءُ بِحَيرة عصفورةٍ خلّفتْ عشّها في ضِفاف الفراتِ هناك على وجَع الضوء وهو يحاول غَسْلَ انكسار المسافاتِ
والليلُ يركضُ فوق تلالٍ من الظلمة استنسختها تعابيرُ بغدادَ وهي تُراقبُ خوفَ النوافذِ تركضُ فيها شوارعُ رعبٍ رصيفُ انتحارٍ تُمزَّقُ فوقهُ كُلُّ معاني الأخوة والهمُّ يركضُ والحزنُ يركضُ، مازالَ في النهرِ متّسع للصفاء على الرغم مما تَرسّبَ فيه من الحزنِ
مازالَ يعْبرني الجسرُ رغم رحيلي عن النهر، بغدادُ ترفضُ رؤيةَ وجهي وقد كنتُ رابيةً تلتقيها العصافيرُ عند الشروقِ وتشدو بها أغنياتُ الصباح ومازلتُ غصنَ انتماءٍ إلى وجَع الشجر المستريحِ على صفرة الوعدِ رغم ارتحال الخريف تعاتبُ بغدادُ ما قد تساقط مني وتنتخبُ الظلَّ كي يسقطَ الوهجُ عني وأوراقِ غصنِ الأماني اللواتي انتظرن طويلاً مرورَ نسيمِ التفاؤل
مَرَّ شتاءٌ ومرَّ ربيعٌ شحوبٌ يَمرُّ ويأتي شحوبٌ وتشهقُ بغدادُ من شِدّة الخوف يشهقُ في خطوتي ألفُ دربٍ، أخاف على وجْهِ بغدادَ أن يَهجُر الضوءُ صورتَهُ، أنْ يجفَّ بوجنتها سِحرُ ذاك الوميض
فماذا أقولُ إذا جاء هارونُ يَسترجعُ الملكَ ماذا أقولُ وبغدادُ تَنزفُ والعهدُ ينزفُ من راحتيّ يحاولُ ألا تضيّعهُ قبضةٌ تُمسكُ الجمرَ يحترقُ الوعدُ فيها وتَسرقُ من أدْمع الغيم ماءً ليذرفهُ الواقفونَ على هُوّة الحدِّ بين نزيفِ عتابٍ لنافذةٍ لمْ تُجرِّب هروبي وصوتِ نشيجٍ أتى من أنين المنازلِ وهي تجاوبُ صوتَ نحيبي
سألتكِ يا نشوةالأفْقِ ألّا تغيبي فبغدادُ تحتاج وهْجك يبعثُ أغنيةً للمحبة تمتدُ فوق شجون المغيبِ تحوْمُ بها ذكرياتُ التقاءِ الأحبّة تحت شجون ظلال النخيلِ تبلّلُ نشوتَها بالنسيم العليلِ الذي لامسَ السعْفَ يخضرُّ في نشوة الأفقِ
تمضي العصافيرُ ترْحلُ فوق جناحٍ من الخوف، يعلوْ صريخُ السلاح على صوتِها الغض
يا نشوةَ الغيم كيف تركتِ تلالَ العراق تُمزَّقُ تحت سياط الجفافِ وكيف تخضبتِ الأرضُ بالنزفِ بالعنفِ كيف تَكسّرَ تحت صليل الجفافِ اخضرارُ البساتين من ذا يصدّق أنّ الجذوعَ تريدُ الرحيلَ وأنّ العراجينَ تُعلن ألّا روابطَ تربطها بالنخيل ؟!


شجونٌ تُمزّقُ قلبَ الورقْ
وبوحٌ يسيلُ على أسطرٍ دامياتٍ وصمتٌ إذا مَسّ شجوَ الحروفِ احترقْ
يُحدثني الليلُ عن رحلةٍ في غضونِ النجوم وذاكرةٍ خدّشتها سويعاتُ عُمْرٍ مضى في انتظار اللقاء القريبِ الذي زادَ بُعْداً لُينهِكَ درباً مضى وهو يركضُ عَبْرَ المسافاتِ لمْ يسترحْ أو ينمْ ، منذ شدّ الرحالَ وكُّل الهواجس تنزفُ تنزفُ حدّ الأرقْ
يُحدثني الليلُ
هل لي ببعضٍ مِنَ الصمت يا بوحَ هذا المساء الكئيبِ وشيءٍ مِنَ الضوء يَكْسرُ غُصّةَ هذا الظلامِ الرهيبِ فكِلْماتيَ الحاسراتُ يسرْنَ بلا وجهةٍ، مَنْ يَدلُّ شِراعَيْ على شاطيء الضوء من قَبْل أنْ يمتطيه الغرقْ ؟
ومَرَّ مِنَ العابرينَ الكثيرُ على صفحة الجرح، لمْ يدركوا أنّ عُمْريَ سالَ على حَيرة الحرفِ ،أنّ غصونَ المشاعر لمْ تختبرْ منذ وقتٍ طويلٍ حنينَ الندى لا ولا الزهرُ هَدهدَ غُنْجَ الشذا
وكيف أفسِّرُ معنى الفواصل وهي تطلُّ برسمٍ يعبّر عمّا يجيشُ ببال العناوين لمْ تحتملْ ما تَكِنُّ النقاطُ ، هنا نقطةٌ لمْ تُعرْها السطورُ اهتماماً أطلّتْ بوجهٍ كئيبٍ ، هنا نقطةٌ حينَ خاطبها الجاهلونَ أجابت سلاماً وأخرى تغنّت بها ذكرياتُ لقاءٍ قديمٍ وواحدةٌ يستريحُ عليها شحوب الكلام، هنا نقطة قد تدلّى ذهولُ العناقيد منها ليحتارَ بين الحلاوة والمُرِّ لونُ الكرومِ
أعشبَ الخواطر جفَّ اخضرارُكَ والشجرُ الآن يذرفُ أوراقَهُ فوق سفحِ الذبول وترتعشُ الشمسُ من خوفها أن يتوهَ الشعاعُ فتمتصهُ ظلمةُ الحزنِ
مازال سمعي ينوءُ بما يذرفُ الليل فوقه
صمتاً أيا ليلُ هلّا أشحتَ قليلاً بهذا السوادِ عن الأمنياتِ
تدلّت بقلبيْ عراجينُ نخلِ التمني مريراً لتأكلَ منها عصافيرُ همٍّ تمُدّ جناحاً من الحزن حين يرفرفُ يسْودُّ أفقُ الأماني
وإنيَ ماعدتُ مُذ هاجر الوردُ عن ذكرياتِ حدائق معنى ومغنى التفاسير أعشق همس المطرْ
سحبتُ بساط الأماني الندية من تحت تلك الجذوع التي طالما غرّدتْ باخضرارٍ يهزّ حنايا التلال يميل لهُ الضوءُ وهو يَبثُّ شعاعاً طروباً ويلقي صفاءُ السماء بزرقتهِ لانسكاب العطور ليرفلَ في الجو بوحُ الشذا ثم تبحرَ أغنيةٌ من صميمِ بلادي تحلّقُ عبْرَ النسيمِ الذي يستحمُّ به الوردُ ، لا ، لم يعد للجذور مكانٌ بتربة تلك الأماني التي قد جرى فوقها جدولٌ مفعمٌ بالتفاؤل جفّتْ جميعُ الوعودِ به الآن قد بلّلته القطيعةُ والهجر، كمْ سوف يبقى وميضُ الغصون يقاومُ والماءُ شدَ الرحالَ إلى ألف غورٍ بعيدٍ؟
أيا نبعُ يا بئرُ يا غيمُ هل لي بقَطْرٍ يخفّفُ من عطش الذكرياتِ وهولِ الجفافِ الذي يستبيحُ اخضرارَ غصونِ الأماني فكمْ صخرةٍ أسقَطتْها يدُ اليأس في بئر تلك الأماني فلا الطيرُ تشربُ منهُ ولا الغصنُ ينهلُ منهُ، وأين الرياحُ لتُقنعَ صمتَ السحابِ لينطقَ بعضاً من الماء ، كيف سَيوحَى إلى الأرض أنْ تُنبت العشبَ والقحطُ حَلّ بها والجذوعُ استغاثت كثيراً إلى أنْ ذوى كلُّ غصنٍ بِها؟!


رَسَمْتُ طريقي إلى القدس تُهتُ
سألتُ الوصولَ لماذا يُمرّغُ رٍجْلي بتيهٍ ويَجلدُ ظَهْرَ الطريق ؟
ورُحتُ أردّدُ بعضَ أقاويلَ يعزفُها الكادحون تزيدُ الغيومَ امتعاضاً ويمتصّها القاعدون مقاعدَ للسمعِ والقمعِ
والنيلُ ينكرُ ضَفّتَهُ ثم يسودُّ مجراهُ من شدة النزف يُنكر أشجانَ غزّةَ
لمْ يجرِ ماؤكَ يا نيلُ إلا بأشجانِ تلك المواعيدِ وهي تعجُّ بها الريحُ
أين اخضرارُ الأناشيد يشدو به الغصنُ حينَ تداعبهُ نشوة الضوءِ وهو يبوحُ لغزّةَ سرَّ النوافذِ تُغْمرُ أشجانُها بالشعاع النديّ الذي ضمّختهُ المواويلُ وهي تحلّقُ في الأفقِ
يا وطناً تَعتريهِ مسافاتهُ العارياتُ ويمضغُ جلدَهُ أولادُهُ الجائعون لتعبقَ أفواهُهم بالدماء تسيلُ وتشربُها الأرضُ تَنبتُ فيها مرارةُ أعوامِ ذُلٍّ وقهرٍ، وما انفكتِّ الأرضُ تغتالُ أشجارَها ثم تطعمُ للريح أوراقَها الذابلاتِ اللواتي غشاهنّ ألفُ اصفرارٍ وتزدادُ عينُ الوجودِ احمراراً وتهمي بدمعٍ يبلّل خدّ الطمأنينتين اللتين احتمت بهما الأرض وقتاً طويلاً، بِوجْه الربيع الذي استبشرتْ فيه كُلُّ الملامحِ حينَ بدى بابتساماته ينثرُ الوردَ فوقَ اخضرارِ الغصونِ ، وحضنِ الشتاءِ الدفيءِ البرودةِ حينَ اشتدادِ الأهازيجِ بالثلجِ يشتعلُ الحُبُّ ناراً تذيبُ شجونَ الصقيعِ ويَمتدُّ وهجُ الأيادي لِيمسكَ بالضوء يزرعهُ في صميم التمنّي لتنبتَ أغنيةٌ ثم يورقَ لحنٌ شجيٌ ويزهرَ غصنُ المواويل وهو يغني يُردِّدُ يا ليلُ ، يا ليلُ بُثَ نسيمكَ واروِ انسجامَ الرُبى إنَّ تلكَ النجومَ شعاعٌ تَغلغلَ في نشوةِ الأفْقِ
إنّ أناشيدَ حُلْم الذين مَضوا يعبرون جسورَ الضياء تلامسُ ذُروتَها الآنَ
واقتربت ساعةُ الألفِ
ستّونَ عاماً ومازالت الأرضُ تحت الترابِ
وما زالَ مُرتِفعُ الحُزنِ يشدو لواديهِ أنَّ الرياحَ ستجلبُ بعضَ الغيوم أيا ليلُ ما زلتَ تُمْلي وما زلتُ أكتبُ ما زلتُ أشربُ مِنْ نبعكَ الأسودِ الآنَ يكْفي، قد اتخذتْ كِلْمتي دُونَ سطريْ حجاباً وأرسلتِ الشمسُ منها شعاعاً لها قدْ تَمثّلَ ضوءاً سوياً
منالٌ بعيدٌ وحُلْمٌ وضوءٌ وعيدٌ ومَجْزرةٌ في أقاصي اختلاجاتِ تلك المسافاتِ يا ليتَ يا لحظةَ الألفِ دونكَ بِيْدُ وتمتدُّ يا عُمْرَ عُمْرِ السِنين ويُمطِرُ حُلْمٌ ويُزهِرُ ضوءٌ ويرفلُ في دفءِ تلك الأناشيدِ عِيْدُ .

الشاعر
ابراهيم الشريف









عرض البوم صور نسرين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القدس , بغداد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلقة امرىء القيس Fares الشعر الفصيح 0 03-19-2010 08:03 PM
مزاد خيول فى بغداد يلاصق المقابر.. لوجين مزادات الخيول 0 12-29-2009 01:45 PM
توقف قناة صدام عن البث بسبب تدخلات من حكومة بغداد دلوعة سوالف الطيبين 0 12-02-2009 11:10 AM
مطلوب شقة في قرطبة او الشهداء او القدس نواف المعمري جديد الانترنت 0 03-21-2009 01:38 PM
lrjgعضو بارز في الحزب الإسلامي العراقي بشمال بغداد نواف المعمري جديد الانترنت 0 03-20-2009 12:08 AM


الساعة الآن 10:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir