العودة   الشعر والادب والتراث العربي > القسم العام > جديد الانترنت

اعلانات

جديد الانترنت جديد المواقع

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2009, 08:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نواف المعمري
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 3
المشاركات: 3,101 [+]
بمعدل : 0.49 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
نواف المعمري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : جديد الانترنت
تداخل الصراعات... ولعبة عضِّ الأصابع!


ليس الشرق الأوسط المنطقة الوحيدة في العالم التي تتعرض لإعادة رسم خريطتها السياسية: من السودان جنوباً وشرقاً، إلى العراق شمالاً ووسطاً وجنوباً، إلى لبنان المتمزق، وحتى المغرب الذي يعاني من الحركة الانفصالية التي تقودها جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية. ذلك أن الخريطة السياسية لمنطقة البلقان مثلاً لم تكتمل بعد، فبعد انفصال الجبل الأسود عن صربيا، تستعد كوسوفو بعد الاستفتاء الشعبي الأخير إلى إعلان استقلالها أيضاً بدعم أميركي أوروبي مشترك.

وبانتظار ذلك ليس مستبعداً أن يطالب صرب البوسنة بالانفصال والانضمام إلى صربيا. كذلك يبدو أن خريطة الاتحاد الروسي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق لا تزال تواجه تحديات في الشيشان، وربما في غيرها أيضاً من دول القوقاز. وتلعب العلاقات الروسية- الأميركية السيئة والتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم دوراً أساسياً في بلورة الصورة التي ستتم عليها إعادة رسم هذه الخرائط السياسية، وخاصة في الدول المتاخمة لروسيا. فالولايات المتحدة تؤيد ألبان كوسوفو في الاستقلال، فيما تقف روسيا بحرارة إلى جانب الصرب الذين يعارضون هذا الاستقلال، والذين يعتبرونه انفصالاً عن الدولة الأم صربيا. ولعل أكثر الدول التي تواجه خطر التمزق هي جورجيا. فهذه الدولة التي أنجبت خروتشوف، والتي كانت تزود الاتحاد السوفييتي السابق بالقمح والجنود الأشداء، تواجه حركة انفصالية في أبخازيا، وحركة انفصالية أخرى في جنوب أوسيتيا. والحركتان تتمتعان بدعم روسي معنوي ومادي وحتى عسكري.

كذلك فإن اذربيجان التي تتطلّع لاستعادة إقليم ناكورني كاراباخ ذي الأكثرية الأرمنية الذي سيطرت عليه أرمينيا في حرب جرت بين الدولتين، تواجه حركة تمرد في الداخل اتهمت إيران بالتحريض عليها وتمويلها. وهو ما نفته إيران بشدة. فالأذريون هم من المسلمين الشيعة، إلا أنهم يتحدرون من أصول تركية، حتى أن لغتهم الوطنية هي من اللهجات التركية أيضاً. وخلال الحرب الأذرية- الأرمنية وقفت إيران إلى جانب أرمينيا بسبب خلافاتها المستعصية مع جارتها أذربيجان حول استثمار الثروة النفطية في بحر قزوين الذي تتشاطأ الدولتان عليه. وهناك حركة انفصالية في مولدافيا تتمركز في منطقة ترانسينستريا. وتكتسب خطورة أو أهمية هذه الحركة في أن مولدافيا باتت تشكل إحدى النقاط المركزية في الخط الجديد الفاصل بين روسيا ودول منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي ضمت إليها دول أوروبا الشرقية التي كانت تشكل مع الاتحاد السوفييتي السابق منظمة حلف "وارسو". لقد نجحت الدبلوماسية الروسية في التوفيق بين حكومة مولدافيا والثائرين عليها في المنطقة الانفصالية، إلا أن تدخل الولايات المتحدة أفشل هذه المساعي وقوّض الاتفاق قبيل التوقيع عليه. ويحاول الكرملين الآن الردّ على هذا التصرف الأميركي بتعطيل مسيرة كوسوفو نحو الاستقلال، ليس حباً بالصرب وإنما كراهية بالدبلوماسية الأميركية التي تعمل على تطويق الاتحاد الروسي بدول معادية له وخاضعة، أو على الأقل، متأثرة بالنفوذ الأميركي المباشر. ويرد الأميركيون على هذا الموقف بأنه كما أن روسيا تدعم الحركات الانفصالية في بعض دول أوروبا الشرقية التي انضمت إلى حلف الأطلسي، فإن من الطبيعي أن تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين على تشجيع الحركات الانفصالية في الدول التي تدور في الفلك الروسي، وحتى داخل روسيا ذاتها.

لقد كان الصراع الروسي- الأميركي في البلقان أحد الأسباب الرئيسة التي أشعلت سلسلة الحروب التي عصفت بالمنطقة بعد سقوط الاتحاد اليوغسلافي السابق، والتي أدت إلى قيام مجموعة جديدة من الدول على أنقاض الدولة اليوغسلافية. ويتكرر السيناريو نفسه الآن في منطقة القوقاز (الشيشان -جورجيا -مولدافيا -أذربيجان) فالصراعات الدموية المتواصلة هناك، تبدو أشبه بالحروب الأهلية المنسية. غير أن إعلان استقلال كوسوفو من شأنه أن يلهب هذه الصراعات ويدفعها إلى تصدّر الأحداث الدامية في العالم. وفي عام 1993 كانت روسيا ضعيفة للغاية في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين عندما اتخذ الرئيس الأميركي بيل كلنتون المبادرة لعقد مؤتمر دايتون في الولايات المتحدة، الذي اضطر فيه الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوسوفيتش (الذي حوكم بعد ذلك أمام المحكمة الدولية في هولندا ومات قبيل صدور حكم الإدانة عليه بتهمة ارتكاب مجازر إبادة بشرية ضد مسلمي البوسنة) إلى قبول صيغة الدولة البوسنية الاتحادية بين المسلمين والكروات والصرب.

لعبةُ عضِّ الأصابع بين موسكو وواشنطن تتصاعد في مناطق الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. ولكن ليس من المتوقع أن تصدر صرخة الألم عنهما.

أما اليوم فإن روسيا فلاديمير بوتين غير روسيا بوريس يلتسين. فالرئيس الروسي الحالي بعد أن نجح في تعزيز اقتصاد بلاده، وبعد أن أعاد تنظيم وتجهيز قواته المسلحة، يتحدى الولايات المتحدة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. فمن الناحية الاقتصادية بادر إلى تسديد ديون روسيا للولايات المتحدة وأوروبا حتى قبل مواعيد استحقاقها، مستفيداً من ارتفاع أسعار النفط والغاز. ومن الناحية العسكرية هدد بالرد الصاروخي المباشر على أي صاروخ يطلق من بولندا التي حوّلتها الولايات المتحدة إلى موقع متقدم لإقامة الشبكة المضادة للصواريخ. ومن الناحية السياسية رفض الدعوة الأميركية إلى فرض عقوبات على إيران بسبب ملفها النووي، وذهب إلى حد تزويد إيران باليورانيوم المخصَّب استعداداً لتشغيل مفاعل بوشهر النووي. وذهب الرئيس بوتين اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً إلى أبعد من ذلك، فقد زرع علم بلاده في القطب الشمالي وأعلن المنطقة القطبية جزءاً من بلاده بعد أن ثبت أنها تحتوي على كميات تجارية ضخمة جداً من النفط والغاز. وإذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش يستعد بعد عام من الآن لمغادرة البيت الأبيض، فإن بوتين يستعد للعودة إلى الكرملين ولو من بوابة رئيس الحكومة لا رئيس الدولة. فيما ينصّب على رأس الدولة شخصية تابعة له في الشكل وفي الأساس.

لقد بدأت طبول الحرب تُقرع في أذربيجان لاستعادة ناكورني كاراباخ، وفي جورجيا لمواجهة الحركة الانفصالية في أبخازيا وذلك بالرغم من الصعوبات الاقتصادية الخانقة التي تواجه كلاً من الدولتين. وهكذا انضمت مناطق القوقاز والبلقان إلى الشرق الأوسط، لتكون مسارح لصراعات أميركية- روسية بالوكالة. ففي الشرق الأوسط تحديداً تبدو ملامح هذا الصراع واضحة في كل من لبنان وفلسطين وإيران والعراق. ففي لبنان تبتعد روسيا عن خط التفاهم الأميركي- الأوروبي حتى وإن جرى تحت مظلة الأمم المتحدة، وتتحرك منفردة وباتجاه مختلف إن لم يكن باتجاه معاكس. وفي فلسطين تبدي روسيا تعاطفاً مع التحالف السوري- الإيراني مع حركة "حماس" في غزة -من دون أن تقطع علاقاتها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" وحكومته. وفي إيران تعمل روسيا على تعطيل تحويل العقوبات الأميركية ضد طهران إلى عقوبات دولية، وتصرّ على استمرار التفاوض مع إيران بدلاً من مجابهتها. أما في العراق، فمن الواضح أنه لا شيء يسعد الكرملين أكثر من تواصل الفشل الأميركي هناك، الذي يتجلّى الآن في انسحاب الدول التي اشتركت في الحرب (بما فيها بريطانيا) حتى أنه لم تبقَ عملياً في الساحة العراقية سوى القوات الأميركية وحدها. إن لعبة عضّ الأصابع بين موسكو وواشنطن تشتد وتتصاعد في مناطق الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. ولكن ليس من المتوقع أن تصدر صرخة الألم عن أي منهما. ذلك أن الأصابع التي تتعرّض للعضّ هي دول وشعوب هذه المناطق الثلاث!.


كتبه محمد السماك

*نقلا عن جريدة "الاتحاد" الإماراتية


[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]


المزيد...









عرض البوم صور نواف المعمري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البشير يسخر من قرار المحكمة الجنائية والمدعي يطلب توقيفه بأدلة دامغة نواف المعمري جديد الانترنت 0 03-03-2009 06:10 PM
قصيدة رائعة جدا للعلامة البشير الإبراهيمي في الثناء على علماء نجد نواف المعمري جديد الانترنت 0 03-01-2009 11:03 PM


الساعة الآن 02:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir